خامسًا: الانتحال الأفلوطيني (اليوناني)
كتاب «الإيضاح لأرسطوطاليس في الخير المحض» إذن كتاب منحول على أرسطو، وهو ما عُرف أيضًا باسم «كتاب العِلَل» نظرًا لتركيزه على موضوع العلَّة الأولى، وهو نوع من التنزيه العقلي أو الإيمان الفلسفي والمفارقة الطبيعية. وهي قريبة من الإنية المحضة، الواحد الحق. والعلة الأولى هي الحيِّز المحض. وكل وحدانية مُستمدَّة من وحدانيته. وكل نفس لها فِعل إنساني وفعل عقلي وفعل إلهي. والفعل الإلهي يدير الطبيعة بالقوة، وهي قوة ذاتية وعقلية وإلهية. والقوة الإلهية فوق كل قوة عقلية ونفسانية وطبيعية. والعقل نوعان: عقل فقط لا يقبل الفضائل إلَّا بتوسُّط، وعقل إلهي يقبَل الفضائل عن العلَّة الأولى مباشرة. ويعلم العقل الإلهي الأشياء ويُدبِّرها. والمُدبِّر هو الله تبارك وتعالى، والعقل هو المُبتدِع الأوَّل الأكثر تشبُّهًا بالله. ويفيض بالله تبارك وتعالى على الأشياء. ويتقدَّم الله تبارك وتعالى العقل بالتدبير. وكما يبدأ الكتاب بالبسملة والتوفيق بالله ينتهي بالحمد له والصلاة على محمد وآله والسلام إلى يوم الدين. يتمُّ إذن تعشيق أرسطو في الإسلام، والعقل الأوَّل أو العلة الأولى مع الله في منطق التشكُّل الكاذب حتى يُمحى الفرق بين أرسطو والإسلام. لا يكفي التنزيه العقلي لحساب اليونان، بل يُضاف إليه الإيمان الفلسفي لحساب الإسلام.