شناشيل ابنة الجلبي وإقبال

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

في المستشفى

كمستوحدٍ أعزلٍ في الشتاءْ
وقد أوغل الليل في نصفه،
أفاق فأوقظ عين الضياء
وقد خاف من حتفه،
أفاق على ضربة في الجدار
هو الموت جاء!
وأصغى: أذاك انهيار الحجارْ
أم الموت يحسو كئوس الهواء؟
لصوصٌ يشقون دربًا إليه
مضوا ينقبون الجدار.
وظلَّ يعدُّ انهيار الترابْ
ووقعَ الفئوس على مسمعيهْ.
يكاد يحس التماع الحِراب
وحزاتها فيه … يا للعذابْ!
وما عنده غير محض انتظار:
هو الموت عبر الجدار!
كذاك انكفأتُ أعضُّ الوساد
وأسلمتُ للمشرط القارسِ
قفاي المدمى بلا حارس.
بغير اختياري، طبيبي أراد!
لقد قصَّ … مدَّ المجسَّ الطويل …
لقد جره الآن. أواه … عادْ
ولا شيء غير انتظار ثقيل.
ألا فاخرقوا، يا لصوص، الجدارْ
فهيهات، هيهات، ما لي فرار!
لندن، ٥ / ٢ / ١٩٦٣