فن الهندسة عند السريان
بين الفنون الجميلة التي راجت سوقها عند السريان في عصرهم الذهبي فن الهندسة، فإنهم برعوا فيه براعتهم في فن التصوير والنقش والزخرفة، وهذه معاهدهم العلمية والدينية التي استعصت رسوم أطلالها على الدهر، تشهد لهم بطول الباع في تلك الحلبة، وهي مزية أهلتهم أن يكونوا بهندسة البناء في مستوى سائر الأمم القديمة الراقية.
(١) إتقان الهندسة في المعاهد السريانية
(٢) وصف كَتَبة المسلمين لبعض أبنية السريان
وما قلناه عن أديار السريان يصدق بحذافيره على كنائسهم الوافرة العدد؛ فإنها كانت غالبًا هياكل واسعة الأرجاء، شاهقة البنيان، ذات أسواق متعددة، جامعة بين المتانة وحسن الشكل، وقد وصف الكَتَبة والشعراء المسلمون كنائس النصارى ومحاربها وصلبانها وما ازدانت به من النقوش والزخارف، وخص الهمذاني بالذكر في كتابه جزيرة العرب «كنيسة الباعوثة في الحيرة»، وهي كرسي من الكراسي المطرانية عند السريان.
(٣) عناية المستشرقين وعلماء الآثار بدرس هندسة المعاهد السريانية
(٤) مشاهير المهندسين السريان
- (١) الراهبان شموئيل وشمعون: اللذان شيدا سنة ٣٩٧ للميلاد دير قرتمين المشهور في طور عبدين.٨
- (٢) بطرس بن يوسف الحمصي: اختط سنة ٤٨٠م دير مار بسوس، وشيده بين أفاميا وحمص، وقد بلغ عدد رهبانه أيام عزه ستة آلاف وثلاثمائة راهب.٩
- (٣) علي بن الخمار (†٩٧٧م): ابتنى قبة كنيسة القيامة في القدس الشريف، وجدَّد كثيرًا من الكنائس.١٠
- (٤) يوحنا مطران ماردين والخابوو (١١٢٥–١١٦٥): تميَّز بفن الهندسة وأفنى عمره في عمارة المعاهد السريانية؛ فإنه شيَّد وجدَّد أربعة وعشرن ديرًا وبيعة في أبرشيته الفسيحة الأرجاء، نذكر منها تجديده دير مار حنانيا المشهور بدير الزعفران، وجلبه إليه المياه من ينبوع بعيد كما جلبها إلى دير مار برصوم١١ فطمحت فطمحت الأبصار إلى هذا المهندس الخبير الذي سجَّل لنفسه ببيض أياديه ذكرًا مخلدًا، وذاع صيته عند ملوك ما بين النهرين، وأحرز بذلك شرفًا عظيمًا وثروة واسعة أنفقها في وجوه البر.١٢
- (٥)
الربان حبقوق: شيَّد في القرن الثاني عشر كنيسة دير فسقين على ضفة الفرات، قرب دير مار أبحاي ببلاد جرجر، وبالغ في هندستها وإحكام بنائها.
- (٦) القس يوسف وأبو الفضل وجبرائيل والأخ حسن: أتقنوا سنة ١٤٧٠ للإسكندر (١١٥٩م) هندسة جانب من دير مار بهنام بجوار الموصل.١٣
- (٧) أبو سالم وإبراهيم أخوه: شيدا باب المصلى في دير مار بهنام المشار إليه.١٤
- (٨)
عيسى الرهاوي: كان نابغة في فن هندسة البناء، وهو الذي تولى سنة ١٢٤٤ عمارة كنيسة «سيس» الكبرى، وكانت من أفخم الكنائس وأروعها.
- (٩) المطران جبرائيل البرطلي (†١٣٠٠): كان له حظ من فن الهندسة، وهو الذي تولى بناء دير الشهيدين يوحنا ابن النجارين وأخته سارا في برطلي سنة ١٢٨٤.١٥