رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

يأس

لَمْ أَبْلُغِ العِشْرِينَ بَعْدُ وَهِمَّتِي
مَلَّتْ بِمَيْدَانِ الحَيَاةِ جِهَادًا
وَسَوَادُ شَعْرِي مَا تَغَيَّرَ لَوْنُهُ
وَبَيَاضُ آمَالِي اسْتَحَالَ سَوَادًا
سَأَمُرُّ يَا رَوْضَ الشَّبِيبَةِ تَارِكًا
بَعْدِي غُصُونَكَ فِي الهَوَا تَتَهَادَى
إِنْ كَانَ عُودِي فِي ظِلَالِكِ أَخْضَرَا
فَلَكَمْ بَكَيْتَ نَظِيرَهُ أَعْوَادًا
وَلَكَمْ سَمِعْتُ نَظِيرَ صَوْتِي مُنْشِدًا
فَغَدًا يُعِيدُ لَك الصَّدَى الإِنْشَادَا
كَمْ قَامَةٍ كَانَ الرَّبِيعُ لَهَا حُلًى
فَمَضَى وَصَارَ لَهَا الخَرِيفُ حِدَادًا
لَمْ تَجْنِ مِنْكَ يَدَايَ يَوْمًا وَرْدَةً
إِلَّا اسْتَحَالَتْ بِالشَّقَاءِ قَتَادًا
نَارٌ يُجَدِّدُهَا الرَّجَاءُ بِأَضْلُعِي
فَيُعِيدُهَا اليَأْسُ الجَدِيدُ رَمَادًا

•••

مَا قَصْدُ رَبِّك بِالوُجُودِ وَقَدْ غَدَا
كُلُّ امْرِئٍ بِضَلَالِهِ يَتَمَادَى؟
نَادَيْتُهُ وَسْطَ السُّكُونِ مُؤَمِّلًا
وَأَبُو العَلَا قَبْلِي كَذَلِكَ نَادَى