رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

إلى عازفة على البيانو

لَيْسَ «البِيَانُو» الَّذِي بَاتَتْ تُكَهْرِبُهُ
يَدَاكِ أَطْوَعَ مِنْ قَلْبِي وَأَفْكَارِي
لَمَسْتِهِ فَتَمَشَّى السِّحْرُ بِي فَكَمَا
تَهْتَزُّ أَوْتَارُهُ تَهْتُزُّ أَوْتَارِي
أَصَابِعُ العَاجِ هَذِهْ تَلْعَبِينَ بِهَا
أَمْ تَلْعَبِينَ بِأَسْمَاعٍ وَأَبْصَارِ
أَذْكَى السَّلَامِ عَلَى يَوْمٍ وُلِدْتِ بِهِ
يَا بِنْتَ «فرْدِي» وَ«بِتْهُوڨِنْ» وَ«مُوزَارِ»
لَا شَكَّ ذَلِكَ يَوْمٌ مَا سَمِعْتِ بِهِ
حَوْلَ السَّرِيرِ سِوَى تَغْرِيدِ أَطْيَارِ
فَجَاءَ قَلْبُكِ خَفَّاقًا بِأَجْنِحَةٍ
حَفِيفُهَا بَيْنَ مُوسِيقَى وَأَشْعَارِ
بِنْتَ الكِرَامِ الأُلَى مَا زُرْتُ دَارَهُمُ
إِلَّا مَشُوقًا وَمَا شَوْقِي إِلَى الدَّارِ
جَدَّدْتِ لِلشِّعْرِ نَارًا فِي الفُؤَادِ وَكَمْ
قَدْ خَابَ غَيْرُكِ فِي شِعْرِي وَفِي نَارِي
أَثَرْتِ فِيَّ مِنَ الأَشْجَانِ كَامِنَهَا
فَبِتُّ أَسْهَرُ لَيْلِي حَوْلَ تَذْكَارِ
كَزَهْرَةِ القَفْرِ فِي الظَّلْمَاءِ لَيْسَ لَهَا
مِنْ مُؤْنِسٍ غَيْرُ نُورِ الكَوْكَبِ السَّارِي
١٩١١