رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

لبنان

أَقَمْتُ بِلُبْنَانَ زَمَانًا حَسِبْتُهُ
نَعِيمًا، كَذَا فِي جَنَّةِ الخُلْدِ نَنْعَمُ
عَلَى قِمَمٍ تَسْبِيكَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ
مَنَاظِرُهَا وَالسِّحْرُ فِيهِ مُحَوِّمُ
أَسِيرُ وَحِيدًا شَارِدًا فِي ظِلَالِهَا
وَمِنْ حَوْلِيَ الأَشْجَارُ ظِلٌّ مُخَيَّمُ
وَلِلرِّيحِ فِي الأَوْرَاقِ فَوْقِي نَغْمَةٌ
وَلِلشَّمْسِ فِي الحَصْبَاءِ دُونِي تَبَسُّمُ
وَمِنْ تَحْتِ أَقْدَامِي وِهَادٌ كَأَنَّهَا
طِرَازٌ مِنَ الغَابَاتِ أَخْضَرُ مُعْلَمُ
وَصِنِّينُ يَبْدُو شَامِخًا تَحْتَ ثَلْجِهِ
كَأَنَّ مَرَاقِيهِ إِلَى النَّجْمِ سُلَّمُ
مَشَاهِدُ لَوْ خُيِّرْتُ مَا اخْتَرْتُ غَيْرَهَا
بَعِيدًا عَنِ الإِنْسَانِ وَالبُعْدُ أَسْلَمُ
هُنَا كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٌ مِنْ شَقَائِهِ
لَهُ الحُبُّ سُورٌ وَالسَّلَامَةُ مِعْصَمُ
وَلَا حَسَدٌ فِيهَا وَلَا حَرْبَ حَوْلَهَا
وَلَيْسَ بِهَا لَوْلَا احْمِرَارُ المَسَا دَمُ