رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

النادي السوري في الإسكندرية

في حفلة افتتاحه بحضور رجال الحكومة المصرية.

قُلْ لِلَّذِي بِالأَمْسِ كَانَ يُنَادِي
أَيَكُونُ لِلسُّورِيِّ يَوْمًا نَادِ
أَيَهُبُّ مِنْ سَنَةِ الخُمُولِ فَيَنْتَضِي
هِمَمًا طَوَاهَا اليَأْسُ فِي الأَغْمَادِ
أَتَهُزُّهُ يَوْمًا لِأَمْرٍ نَخْوَةٌ
وَإِذَا دَعَا لَبَّاهُ أَلْفُ جَوَادِ
أَبْشِرْ فَبَعْضُ الحُلْمِ صَحَّ وَحَبَّذَا
مَا صَحَّ مِنْهُ بَعْدَ طُولِ جِهَادِ
إِخْوَانَنَا هَذَا هُوَ الطِّفْلُ الَّذِي
وَلَدَ الزَّمَانُ لَنَا عَلَى مِيعَادِ
إَنْ لَمْ نَصُنْهُ بِالتَّسَاهُلِ وَالنَّدَى
لَمْ نَلْقَ مِنْهُ مَبَرَّةَ الأَوْلَادِ
إِخْوَانَنَا عِظَةُ الزَّمَانِ بَلِيغَةٌ
لَوْلَا التَّآخِي لَمْ نَفُزْ بِمُرَادِ
إِخْوَانَنَا مَا ذَاكَ مُسْتَشْفَى بِهِ
طَرَبِي وَمَدْرَسَةٌ لَهَا إِنْشَادِي
جَلَّ الَّذِي ظَفِرَتْ بِهِ آمَالُنَا
نَادٍ، فَكُونُوا ذُخْرَ هَذَا النَّادِي
وَتَعَهَّدُوهُ بِالعِنَايَةِ وَلْيَكُنْ
عَهْدَ اتِّحَادٍ بَيْنَكُمْ وَوِدَادِ
إِنْ تَثْبُتُوا فَمَعَزَّةٌ وَكَرَامَةٌ
أَوْ تَرْجِعُوا فَشَمَاتَةُ الحُسَّادِ

•••

يَا مِصْرُ أَنْتِ اليَوْمَ أَشْهَى مَطْلَبٍ
لِلنَّازِحِينَ وَكَعْبَةُ القُصَّادِ
يَنْسَى بِكِ السُّورِيُّ بَهْجَةَ أَرْضِهِ
وَجِبَالِهِ فِي ظِلِّ هَذَا الوَادِي
لَمْ يُرْوِ نِيلُكِ صَادِيًا إِلَّا انْثَنَى
وَشِعَارُهُ هَذِي البِلَادُ بِلَادِي
وَنِجَادُ سَيْفِكِ يَسْتَطِيلُ بِأَحْمَدَ
بَطَلٌ يُعِيدُ مَفَاخِرَ الأَجْدَادِ
هَذَا فُؤَادُ المُلْكِ فِي صَدْرِ العُلَى
يَدْعُو لَهُ فِي الصَّدْرِ كُلُّ فُؤَادِ
١٩١٨