رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

قالت

قَالَتْ: أَوَدُّ بِأَنْ يَكُونَ هَوَاكَ لِي
حُبًّا تَنَزَّهَ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ
يَسْمُو بِنَا نَحْوَ السَّمَاءِ فَلَا نَرَى
فِي كَأْسِنَا إِلَّا صَفَاءَ الكَاسِ
وَنَعِيشُ بِالرُّوحَيْنِ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
أَدَبُ الحَيَاةِ وَرِقَّةُ الإِحْسَاسِ
وَتَكُونُ لَذَّتُنَا الَّتِي لَا تَنْتَهِي
خَمْرَ الحَدِيثِ يَطِيبُ فِي الأَنْفَاسِ
فَتَعُودُ رُوحِي بَعْدَ طُولِ عَذَابِهَا
مَغْمُورَةً بِاللُّطْفِ وَالإِينَاسِ
وَيَنَالُ قَلْبَي بَعْدَ طُولِ عِرَاكِهِ
فَوْزًا عَلَى قَلْبِ الزَّمَانِ القَاسِي
فَأَجَبْتُهَا: أَوَلَيْسَ هَذَا مَذْهَبِي
فِي الحُبِّ تَعْرِفُنِي بِهِ جُلَّاسِي
تَتَحَطَّمُ الشَّهَوَاتُ عِنْدَ إِرَادَتِي
وَتَمُرُّ مِثْلَ سَحَابَةٍ فِي رَاسِي
وَيَخُونُنِي أَمَلِي فَتَغْسِلُ عِزَّتِي
جُرْحِي كَمَا غَسَلَ الجِرَاحَ الآسِي
لَكِنَّ حَظِّي أَنْ أَعِيشَ مُعَذَّبًا
وَالحُبُّ يَرْبِطُنِي إِلَى أَمْرَاسِ
مِنْ كِبْرِيَاءِ النَّفْسِ عِنْدِي ثَرْوَةٌ
لَكِنَّهَا شَرٌّ مِنَ الإِفْلَاسِ
وَا رَحْمَتَاهُ لِلْوَفِيِّ إِذَا غَدَا
فِيهِ الوَفَاءُ مُسَرْبَلًا بِاليَاسِ
فِي وَحْدَتِي تُبْلِي الدُّمُوعُ مَحَاجِرِي
وَأَظَلُّ مُبْتَسِمًا أَمَامَ النَّاسِ
يَتَنَادَمُونَ عَلَى هَدِيلِ قَصَائِدِي
وَتَدُقُّ فِي نَعْيِ المُنَى أَجْرَاسِي
تموز سنة ١٩٥٠