رفيف الأقحوان

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

كوبيدون

قَدْ قِيلَ إِنَّ الحُبَّ يَوْمًا غَرَّهُ
عِطْرٌ يَفُوحُ مِنَ الحَبِيبِ وَطِيبُ
فَأَصَابَ مِنْهُ زَهْرَةً حَتَّى إِذَا
مَا شَمَّهَا وَالشَّمُّ فِيهِ غَرِيبُ
هَجَمَتْ عَلَيْهِ نَحْلَةٌ كَمِنَتْ لَهُ
فِيهَا فَعَادَ وَوَجْهُهُ مَخْضُوبُ
وَمَضَى إِلَى ﭬَﺎنُوسِ يَشْكُو أَمْرَهُ
وَالدَّمْعُ فَوْقَ الوَجْنَتَيْنِ صَبِيبُ
وَيَقُولُ قَدْ أَدْمَتْ جَبِينِي نَحْلَةٌ
مَا رَدَّ عَنِّي قَوْسِي المَرْهُوبُ
أُمَّاهُ ضَاقَتْ حِيلَتِي، جَلَدِي وَهَى
أُمَّاهُ مَا لِي فِي الحَيَاةِ نَصِيبُ
فَتَأَلَّمَتْ «ﭬَﺎنُوسُ» عِنْدَ سَمَاعِهَا
شَكْوَى إِلَهِ الحُبِّ وَهْوَ يَذُوبُ
لَكِنَّهَا ابْتَسَمَتْ لَهُ وَتَلَطَّفَتْ
بِالقَوْلِ وَهْوَ لِصَدْرِهَا مَجْذُوبُ:
يَا أَيُّهَا الطِّفْلُ الغَرِيبُ بِطَبْعِهِ
عَنْ صَرْعِكَ العُشَّاقَ لَسْتَ تَتُوبُ
إِنْ كَانَ لَدْغَةُ نَحْلَةٍ بِكَ أَثَّرَتْ
فَظَنَنْتُ أَنَّ المَوْتَ مِنْكَ قَرِيبُ
مَاذَا يَحِلُّ بِمَنْ سِهَامُكَ لَمْ تَزَلْ
تَرْمِي قُلُوبَهُمْ بِهَا وَتُصِيبُ؟
١٩٠١