كنيسة أوروشليم أمُّ الكنائس
منذ الصلب حتى حلول الروح القدس
يوم العنصرة
ولما حلَّ يوم الخمسين بعد القيامة كانوا كلهم معًا في مكان واحد، فحدث بغتةً صوت من السماء كصوت ريح شديدة، وملأ كل البيت الذي كانوا جالسين فيه، وظهرت ألسنة منقسمة كأنها من نار، فاستقرت على كل واحد منهم، فامتلئوا كلهم من الروح القدس، وطفقوا يتكلمون بلغات أخرى؛ وكان في أوروشليم رجال من اليهود أتقياء من كل أمة تحت السماء من البرتيين، والماديين، والعيلاميين، وسكان ما بين النهرين، واليهودية، وقبدوقية، والبونط، وآسية، وفريجية، وبمفيلية، ومصر، وليبية، والغرباء من رومة، واليهود الدخلاء، والكريتيين، والعرب؛ وكانوا كلهم مندهشين متحيرين، يقول بعضهم: ما عسى أن يكون هذا؟ ويقول آخَرون مستهزئين: إنهم قد امتلئوا سُلافة. فقال بطرس إلى اليهود: فَلْيعلم يقينًا جميعُ آل إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه ربًّا ومسيحًا. وقال إلى الإخوة: فيسوع هذا قد أقامه الله ونحن كلنا شهود، وإذا كان قد ارتفع بيمين الله، وأخذ من الآب الموعد بالروح القدس أفاض هذا الروح الذي تنظرون وتسمعون. فلما سمع اليهود نخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيها الرجال الإخوة؟ فقال لهم بطرس: توبوا وَلْيعتمد كلُّ واحد منكم باسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا، فتنالوا موهبة الروح القدس. فالذين قبلوا كلامه اعتمدوا، فانضمَّ في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس، وكانوا مواظبين على تعاليم الرسل والشركة في كسر الخبز والصلوات.
أم الكنائس
بداية التنظيم
أول الشهداء (٣٦-٣٧)
اضطهاد وتبدُّد
شاوول بولس (٣٦-٣٧)
اللدة ويافة وقيصرية
ثاني الشهداء
أم المؤمنين
ونحن نرى أن التضلع من اللاهوت لا يكفي وحده للتثبت من صحة الروايات في تاريخ الكنيسة ومن سلامة الاستنتاج، فهؤلاء الرجال وفي طليعتهم موريس غوغل، عميد كلية اللاهوت البروتستانتية في باريز، يجهلون فيما يظهر أبسطَ قواعد المصطلح؛ فلا يكون سكوت الأصول حجةً إلا بشروط معينة، وهي أن يكون المؤرخ على يقين جازم من أمر اطِّلاعه على جميع الأصول، وألَّا يعتريه شكٌّ في أن ما لديه من الأصول هو «جميع ما دوَّنه السلف في الموضوع الذي يبحث»، وأنه «لم يَضِعْ ممَّا دوَّنه السلف شيءٌ»؛ وعليه أن يتثبَّت من «استحالة» السكوت في الأصول عن الموضوع الذي يدرس، فقد تسكت الأصول عن أمور شتَّى تكون قد وقعت في الماضي.
ونحن علاوة عمَّا تقدَّمَ لا نرى مبررًا لاعتماد مرقس دون لوقا، فالاثنان دوَّنا في عصر واحد وفي زمنين متقاربين جدًّا، وهناك ما يجعلنا نؤثر رواية لوقا من حيث الإحاطة على رواية مرقس؛ لأن لوقا توخَّى كتابة سيرة السيد لأجل المثقفين من الوثنيين، ويوحنا الحبيب اتخذ العذراء إلى خاصته منذ وفاة السيد، فهو والحالة هذه أقرب لفهمها والإحاطة بأخبارها من مرقس ومتَّى.