القوانين والنظم والطقوس والأعمال الخيرية في القرن السادس
يوستنيانوس والقانون الكنسي
عُنِيَ الآباء في القرنين الرابع والخامس بجمع القوانين المسكونية والمحلية، ولكنهم لم يُوفَّقوا إلى درسها وتمحيصها وتنسيقها وتبويبها، وكان بعض هذه القوانين قد وُضِع لمناسبات خصوصية انتهى أمرها، فزالت فائدة القانون بزوال الظرف الذي دعا إلى وجوده، ونشأت ظروف جديدة تطلَّبَتْ عودةً إلى الاجتهاد والتشريع.
نوموقانون يوحنا المحامي
والنوموقانون اصطلاح يوناني مركب مؤلف من كلمتي نوموس الشرع المدني وقانون الشرع الكنسي، ويوحنا المحامي هو البطريرك يوحنا القسطنطيني (٥٦٥–٥٧٧) الذي نشأ محاميًا في أنطاكية، ثم تولى تمثيل الكرسي الأنطاكي في القسطنطينية، فلما شغر الكرسي القسطنطيني كما سبق وأشرنا شرطن يوحنا كاهنًا ثم رقي إلى السدة البطريركية، وما إن استتب له الأمر حتى بادر لجمع القوانين المدنية التي تتعلق بالإكليروس والكنيسة، وأضاف إليها جميع القوانين الكنسية، ثم نسق ما جُمِع وبوَّبه لتسهيل الوصول إلى محتوياته، فظهر ما يُعرَف في تاريخ الكنيسة بنوموقانون يوحنا المحامي.
البنتارخية
نظام الأسقفية
جمهور الإكليروس
حق الأمان
الأوقاف
الرهبان والأديرة
الأسكيم
الصوم والصلاة
وامتنع الرهبان عن اللحوم وتناولوا الطعام مرة واحدة في اليوم، وصاموا الصوم الكبير (سبعة أسابيع) وصوم الميلاد وصوم الرسل وصوم رقاد العذراء، وصلوا ست ساعات في كل يوم، ولكنهم كرَّسوا ليالي البارامون كلها للصلاة.
الليتورجية
البناء
الأواني
وتتميز الملابس الحبرية في هذا القرن أكثر من قبلُ، فيظهر الأسقف مكسيميانوس مثلًا في فسيفساء رابينة (٥٤٧) مرتديًا القميص والصاكوس فوقها، وواضعًا الأوموفوريون على كتفيه وحاملًا الصليب بيده، ويواكبه الكاهن والشماس، وقد تردَّى كلٌّ منهما بقميص أبيض ذي أكمام واسعة.
الصلوات
الأسرار
تناول المؤمنين
خدمة القداس
الأيقونات
الذخائر
واشتدت العناية بما تبقى من آثار القديسين، فلم تخلُ منها كنيسة من الكنائس، وقضى العرف في هذا القرن بأن يُنقَل إلى كل كنيسة مستجدة أثرٌ من آثار القديسين الأبرار تبركًا واستشفاعًا، ومما يُروَى من هذا القبيل أنه عند تجديد بناء كنيسة الحكمة الإلهية في القسطنطينية بعد ثورة السنة ٥٣٢، نقلت إليها قطعة من الصليب المقدس وحجارة بئر السامرية وأبواق أريحا، وأن البطريرك ميناس نقل في السنة ٥٤٧ إلى كنيسة الرسل الأطهار بقايا القديس أندراوس، وقد سبقت الإشارة إلى ما جرى من هذا القبيل في بعض كنائس الكرسي الأنطاكي، فَلْتراجع في محلها.
الحج
الأعمال الخيرية
وكانت الكنيسة قد عنيت منذ نشأتها بالفقير والمريض واليتيم وابن السبيل، فلما انتصرت على الوثنية وأصبحت كنيسة الدولة كثر دخلها واشتد ساعدها، فتنوعت أعمالها وظهرت الملاجئ والمياتم والفنادق والمستشفيات، وقام بهذه الأعمال جميعها رهبان أتقياء وراهبات صالحات وأرامل متعبدات.
العلم والتعليم
Fotheringam, Stephen Bar Sudaili the Syrian Mystic and the Book of Hierotheos, Lyden, 1886.