عصر البيزانطيين
لقد ألجأتنا الضرورة مرة أخرى إلى استقاء أخبار هذا العصر من مؤلفي العرب دون سواهم، غير أن ما ذكره لنا هؤلاء مقتضب لم يتعَدَّ عهد شخصين هما الإمبراطور هرقل، وآخَر يُدعَى المقوقس، ويظهر أن هذا الأخير كان يشغل وظائف عمومية هامة عندما فتح العرب مصر، وقد احتدم الجدل حول شخصيته بين مختلفي المؤلفين.
وجَّه هرقل ملك الروم — كما حدَّثني شيخ من أهل مصر — المقوقس أميرًا على مصر، وجعل إليه حربها وجباية خراجها، فنزل الإسكندرية. ا.ﻫ.
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط.
لمحمد بن عبد الله من المقوقس عظيم القبط.
فلما بلغ المقوقس قدوم عمرو بن العاص إلى مصر توجَّه إلى الفسطاط، فكان يجهز على عمرو الجيوش. ا.ﻫ.
لما فتح عمرو بن العاص مصر صَالَحَ عن جميع مَن فيها من الرجال من القبط، ممَّن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك، ليس فيهم امرأة ولا شيخ ولا صبي، فأحصوا بذلك على دينارين دينارين (١٢٠ قرشًا)، فبلغت عدتهم ثمانية ألف ألف. ا.ﻫ.
قال المقوقس لعمرو: أنا أطلب إليك أن تعطيني ثلاث خصال. قال له عمرو: ما هُنَّ؟ قال: لا تنقض بالقبط، وأدخلني معهم، وألزمني ما لزمهم، وقد اجتمعت كلمتي وكلمتهم على ما عاهدتك عليه، فهم متمون لك على ما تحب. وأما الثانية إن سألك الروم بعد اليوم أن تصالحهم فلا تصالحهم … إلخ. ا.ﻫ.
استخرج الروم عشرين ألف ألف دينار (١٢٠٠٠٠٠٠ج.م)، وتقبلها جريج بن مينا المقوقس من الهرقل بما مبلغه ثمانية عشر ألف ألف دينار (١٠٨٠٠٠٠٠ج.م). ا.ﻫ.
وجباها (أي مصر) المقوقس قبله (أي قبل عمرو) بسنة، عشرين ألف ألف (١٢٠٠٠٠٠٠ج.م). ا.ﻫ.
وخلاصة ما سبق هو:
هرقل | ١٨٠٠٠٠٠٠ دينار | ١٠٨٠٠٠٠٠ جنيه مصري |
المقوقس | ٢٠٠٠٠٠٠٠ دينار | ١٢٠٠٠٠٠٠ جنيه مصري |