حكومة الفرس
إن هذه هي الحكومة الأولى التي أورد التاريخ أنباء عنها في الموضوع الذي نكتب فيه، وقد كانت حكومة الفرس في مصر أجنبية بحتة، أما الرعاة أو الهكسوس الذين حكموها من قبلُ، فكانوا في حكمهم لها كالوطنيين لا الأجانب.
إن الأرض الواقعة فيها البحيرة جافة لا يتفجر من خلالها ماء قَطُّ، بل يأتي إليها من النيل بواسطة جداول (ترع) ففي مدة ستة أشهر يجري الماء إليها، وفي المدة الباقية من السنة يخرج منها ويرجع إلى النيل، وعند خروجه يحصل الملك يوميًّا على إيراد قدره تالان واحد من الفضة (٢١٦ج.م)، وعند دخوله لا يحصل إلا على عشرين مينا (وهذا المقدار يساوي ١٨٤٠ فرنكًا، أيْ ٧١ج.م). ا.ﻫ.
ويستنتج مما تقدَّم أن بحيرة موريس كانت تدرُّ إيرادًا قدره ٣٩٥٢٨ج.م في مدة ١٨٣ يومًا على تقدير ٢١٦ جنيهًا في كل يوم، وآخَر قدره ١٢٩٩٣ج.م في مدة اﻟ ١٨٣ يومًا الباقية من السنة على اعتبار ٧١ جنيهًا في كل يوم، وعلى ذلك تكون جملة إيرادها في السنة ٥٢٥٢١ج.م.
أما اﻟ ١٢٠٠٠٠ مديمن من القمح فتساوي ٣١٤١٥ إردبًّا تقريبًا، فإذا قدرنا الإردب منها ﺑ ٣٥ قرشًا يكون ثمنها ١٠٩٩٥ج.م وبإضافة المبالغ الثلاثة المتقدمة إلى بعضها يكون مجموعها ٢١٤٧١٦ج.م وهذا هو مبلغ الإتاوة التي كانت حكومة الفرس تجبيها سنويًّا من المقاطعة السادسة التي ذكرها هيرودوت، ومن بينها مصر التي كان لا يقل ما يُؤخَذ منها وحدها عن ثلاثة أرباعه على أقل تقدير، أيْ مبلغ ١٦١٠٣٧ج.م.