عصر الفرنسيين
وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر عندما كان القطر في أحط درك من الوجهتين الزراعية والمالية، ولا يخفى أن هاتين المسألتين مرتبطتان ببعضهما بحكم الطبيعة ارتباطًا لا انفكاك له، لا سيما في بلدٍ كمصر أساس معيشته الزراعة.
ومع أن علماء الحملة الفرنسية قتلوا كثيرًا من المشروعات النافعة بحثًا وتمحيصًا، واتُّخِذَت هذه المشروعات بعد سفر الحملة أساسًا لجميع الأعمال العظيمة التي تمت بمصر، فقد تعذَّرَ على الحملة نفسها تنفيذ أي مشروع منها لقصر المدة التي أقامتها بمصر، ولانشغالها بصد الغارات التي كانت تلاقيها من الخارج، حتى إن الإنسان لا يخطئ محجة الصواب إذا قال: إن الحملة تركت مصر بالحالة التي وجدتها عليها. ومع هذا فالعلم لا يستطيع أن ينكر على أولئك العلماء ما سطَّرته أيديهم البيضاء من الأعمال المجيدة ذات النتائج الباهرة التي تركوها ميراثًا للخلف، وما أسدوه من العوارف بتدوين كتاب «وصف مصر»، وغير ذلك من المآثر التي لا يمحيها كر الأيام ومر الأعوام، أَضِفْ إلى ذلك دقة نظرهم وبعده، لدرجة يستطيع معها المرء أن يقرر بدون أن يفتات على الحقيقة أنهم استشَفُّوا بثاقب فكرهم من وراء حجب الغيب حاجات الأجيال القادمة.
إن مصر من جزيرة فيلة إلى القاهرة لا تُعتبَر إلا واديًا طويلًا ضيقًا يتجه من الجنوب إلى الشمال بين خطي العرض ٢٥ ً١ َ٢٤° و٨ ً٢ َ٣٠°، وفي وسط هذا الوادي يجري النيل، ويبلغ طوله من النقطة التي يدخل منها أرض مصر إلى أن يصب في البحر مائة وثلاثة وعشرين مريامترًا، أيْ مائتين وستة وسبعين فرسخًا وثلاثة أرباع الفرسخ.
ويتغير قبيل القاهرة اتجاه الجبال التي تحد هذا الوادي، فالجبال التي على الشاطئ الأيمن للنيل تتجه نحو الشرق وتمتد إلى قرب السويس، بينما التي على الشاطئ الأيسر وهي أقل كثيرًا من الأولى في الارتفاع تميل نحو الشمال الغربي، وتنخفض انخفاضًا بيِّنًا عند دنوها من البحر.
- (١)
الأراضي التي تشغلها المدائن والقرى والعزب والمساكن والمدافن والأراضي الفضاء وغيرها.
- (٢)
الأراضي المزروعة والقابلة للزرع على وجه العموم، وهذه لم يمكن تحديدها إلا بطريقة تقريبية؛ لأن مساحتها تختلف باختلاف قوة الفيضان.
- (٣)
مساحة الأراضي غير المزروعة والتي يمكن إصلاحها وزرعها.
- (٤)
مساحة أراضي جزائر النيل التي يجب اعتبارها على وجه العموم أرضًا مزروعة أو قابلة للزراعة، ومساحة هذه الجزر تتغير أيضًا بحسب فيضانات النيل.
- (٥)
مساحة الترع وضفافها والجسور والسكك وكل ما له علاقة بها.
- (٦)
مساحة الخرائب وبقايا المدن والآثار القديمة.
- (٧)
مساحة النهر عند فيضانه.
- (٨)
مساحة البحيرات والبرك والمستنقعات، وذلك عند الفيضان أيضًا.
- (٩)
مساحة الرمال والشواطئ وتلال الرمل الواقعة في الجهات المنقطعة عن الصحراء، والتي يمكن غمرها بماء النيل.
وتقسيم أجزاء الخريطة إلى ديسيمترات مربعة يساوي كل منها عشرة آلاف هكتار، قد سهَّل كثيرًا عملية استخراج هذه المساحات، فقد رسم على مادة شفافة ديسيمتر مربع واحد، ثم قُسِّم كل ضلع من أضلاعه إلى خمسين جزءًا متساوية، ومُدَّتْ من جميع نقط التقسيم خطوط موازية للأضلاع، فنشأ من ذلك انقسام الديسيمتر إلى ٢٥٠٠ جزء، كل منها يعادل ٤ هكتارات، وبعد ذلك نُقِل هذا المربع بالتوالي على جميع أجزاء الخريطة وما تحتويه، ثم أُحصِي ما يوجد بكل جزء من المربعات ذات الأربعة هكتارات، وضُرِب عددها في ٤ فنتج المسطح بالهكتارات.
وهذه الطريقة في استخراج المسطحات تكون قرينة الصحة غايةً في الضبط عندما تكون الرسوم ذات مقاييس كبيرة، وقد استُعْمِلَت في خريطة مصر فلم تصل إلا إلى نتيجة تقريبية هي ربع مربع أو هكتار واحد، وفي هذا من الدقة ما هو فوق الكفاية في موضوعنا.
وتم تحويل النتائج الرئيسية من هذه العمليات الحسابية إلى مريامترات وفراسخ، الفرسخ منها يساوي ٢٥ درجة، واربانات الواحد منها يساوي ١٠٠ برش، والبرش يساوي ٢٠ قدمًا، ثم إلى فدادين.
والمريامتر المربع يساوي | ١٠٠٠٠٫٠٠٠٠ هكتار |
والفرسخ المربع يساوي | ١٩٧٥٫٣٠٨٦ هكتارًا |
والاربانت المربع يساوي | ٠٫٤٢٢١ هكتار |
والفدان المربع يساوي | ٠٫٥٩٢٩ هكتار |
إذا ألقى الإنسان نظرة واحدة على الخريطة علم أن هذه المساحة لا بد أنها كانت عظيمة جدًّا في الأزمان التي كانت تخصب فيها فيضانات النيل مساحة كبرى، وليست الصحراء هي وحدها التي أغارت على الأراضي التي لا يصل إليها ماء النيل الآن، بل طغى ماء البحر على جانب آخَر، واكتسح السدود التي كانت توقفه عند الحدود التي رسمتها له يد الإنسان؛ فتحولت أجزاء من الأراضي المنتجة إلى بحيرات ومستنقعات.
ومن الأسباب التي أدت أيضًا إلى انتقاص أرض الزراعة الأتربةُ التي تُستخرَج من تطهير الترع والقمامات وأنقاض المدائن والقرى، فكثير من الترع كان يجف ماؤها سنةً كاملة فكانت تطهر سنويًّا، ويُلقَى الطمي الذي يُستخرَج منها على حافتيها، فيكوِّن على ممر السنين والأيام أكوامًا ومرتفعات هائلة، وينتج من جراء ذلك صرف نفقات طائلة لتطهيرها، حتى لقد وُجِد أن تركها وحفر ترع أخرى بجانبها في أرض صالحة للزراعة أكثر فائدة، ولكن إذا استُعْمِلَت طرقٌ أخرى للري أحكم من المتَّبَعة الآن، ووُضِع عليها مراقبة شديدة مع إتقان في الأعمال؛ تلاشت جميع هذه التصرفات السيئة، وأصبح من السهولة بمكان أن تزرع الأراضي التي تشهد أطلال بلادها وقراها شهادة صادقة بأنها كانت فيما مضى من الزمن مزروعة. ا.ﻫ.
وأورد جاكوتان في بيانه أيضًا تفاصيل لمسطحات القطر على اختلاف أنواعها، وتجدها ملخَّصة بهذا الجدول، ومقدَّرة بالفدان الذي مساحته ٥٩٢٩ مترًا مربعًا، وبالفدان الذي مساحته ٤٢٠٠ متر مربع:
مساحة عامة لمديريات القطر
المديرية | مساحتها بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
المجموع | ٣٧٢١٢٦٤ | ٥٢٥٣١٨٩ |
القليوبية | ١٣٦٠٩٠ | ١٩٢١١٤ |
الشرقية | ٦٧٦٤٣٨ | ٩٥٤٩٠٦ |
الدقهلية | ٣٧٤٦٢٠ | ٥٢٨٨٣٩ |
دمياط | ٤٧٢٤٥٧ | ٦٦٦٩٥٢ |
الغربية | ٧٦٢٥٨٤ | ١٠٧٦٥١٥ |
المنوفية | ٣٠٥٨٦٩ | ٤٣١٧٨٦ |
رشيد | ٤٠٠٠٠٧ | ٥٦٤٦٧٧ |
البحيرة | ٥٩٣١٩٩ | ٨٣٧٤٠٠ |
المديرية | مساحتها بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
المجموع | ١٨٢٠٩٨٦ | ٢٥٧٠٦٢٠ |
الجيزية | ١٥٥٨٢٢ | ٢١٩٩٧٠ |
أطفيح | ٥٧٢٣١ | ٨٠٧٩١ |
الفيوم | ٢١٤٧٩٥ | ٣٠٣٢١٩ |
بني سويف | ٣٥٥٠١١ | ٥٠١١٥٣ |
المنيا | ٢٢٣٥٣٢ | ٣١٥٥٥٢ |
أسيوط | ٣١٥٤٥٨ | ٤٤٥٣٢١ |
جرجا | ٢٢٢٣٨٥ | ٣١٣٩٣٣ |
قنا | ٢٧٦٧٥٢ | ٣٩٠٦٨١ |
الجهة | مساحتها بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
الجملة | ٥٥٤٢٢٥٠ | ٧٨٢٣٨٠٩ |
الوجه البحري | ٣٧٢١٢٦٤ | ٥٢٥٣١٨٩ |
الوجه القبلي | ١٨٢٠٩٨٦ | ٢٥٧٠٦٢٠ |
والجدول الآتي يبين مساحة القطر بحسب طبيعة أرضه:
نوع الأرض | المساحة بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
المجموع | ٥٥٤٢٢٥٠ | ٧٨٢٣٨٠٩ |
مدن وقرى ومساكن | ٧٣٠٥٨ | ١٠٣١٣٤ |
أراضٍ مزروعة وأراضٍ قابلة للزراعة | ٣٢١٧٦٧١ | ٤٥٤٢٢٧٩ |
أراضٍ غير قابلة للزراعة | ٧٤٩١٤٠ | ١٠٥٧٥٣٦ |
جزائر النيل | ٣٦٦١٣ | ٥١٦٨٥ |
ترع وجسور | ١٢٠٥٦٧ | ١٧٠٢٠٠ |
خرائب وأطلال | ١٦٣١٦ | ٢٣٠٣٣ |
ترع النهر | ١٥٨٩٤١ | ٢٢٤٣٧٢ |
بحيرات وبرك ومستنقعات | ٩٤٢٨١٠ | ١٣٣٠٠٣٣ |
رمال | ٢٢٧١٣٤ | ٣٢٩٦٣٧ |
وهذا الجدول يبين مساحة الأراضي المزروعة والقابلة للزراعة في كل مديرية:
المديرية | مساحة أراضيها المزروعة والقابلة للزراعة بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
المجموع | ١٨٧٧٢١٩ | ٢٦٥٠٠٠٦ |
القليوبية | ١١٥٣٠٥ | ١٦٢٧٧١ |
الشرقية | ٣٢٧٦٢٣ | ٤٦٢٤٩٥ |
الدقهلية | ٢٣١٥٢٠ | ٣٢٦٨٢٩ |
دمياط | ١٠٠٩٢٧ | ١٤٢٤٧٦ |
الغربية | ٤٠٥٥٤٦ | ٥٧٢٤٩٥ |
المنوفية | ٢٧٨٨٢٦ | ٣٩٣٦٠٩ |
رشيد | ١٤٧٩٢٤ | ٢٠٨٨١٩ |
البحيرة | ٢٦٩٥٤٨ | ٣٨٠٥١٢ |
المديرية | مساحة أراضيها المزروعة والقابلة للزراعة بالأفدنة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
المجموع | ١٣٤٠٤٥٢ | ١٨٩٢٢٧٣ |
الجيزية | ١١٦١٥١ | ١٦٣٩٦٧ |
أطفيح | ٢٤٦٢٥ | ٣٤٧٦٢ |
الفيوم | ١٠١٨٨٥ | ١٤٣٨٢٩ |
بني سويف | ٢٧٩٥٤٣ | ٣٩٤٦١٤ |
المنيا | ١٩٥٤٩٥ | ٢٧٥٩٢٤ |
أسيوط | ٢٦٩٧٠٨ | ٣٨٠٧٤٣ |
جرجا | ١٦١٤٠٣ | ٢٢٧٨٤٨ |
قنا | ١٩١٦٧٨ | ٢٧٠٥٨٦ |
الجهة | مساحة أراضيها المزروعة والقابلة للزراعة | |
---|---|---|
فدان مساحته ٥٩٢٩م.م | فدان مساحته ٤٢٠٠م.م | |
الجملة | ٣٢٢٧٦٧١ | ٤٥٤٢٢٧٩ |
الوجه البحري | ١٨٧٧٢١٩ | ٢٦٥٠٠٠٦ |
الوجه القبلي | ١٣٤٠٤٥٢ | ١٨٩٢٢٧٣ |
إن الخراج في هذه السنة تقيد بمبلغ ٢٢٥٤٣٣٩٩ فرنكًا (٨٦٩٦١٣ج.م) نقدًا وعينًا. ا.ﻫ.
وإننا مع الأسف لم نحصل على بيان ما جُبِي من كل مديرية، وليس في وسعنا إلا أن نُعيِّن لهذا الخراج المساحة الواردة في الجدول الأخير ونقسِّمه على عدد فدادينها، فينتج لدينا خراج قدره ٢٧ قرشًا، وهو قيمة الخراج عن الفدان الذي مساحته ٥٩٢٩ مترًا مربعًا، ويكون مقدار الخراج عن الفدان الذي مساحته ٤٢٠٠ متر مربع هو ١٩ قرشًا.
وأما بيان النواحي وعددها، فقد وجدناه في الفهرس الجغرافي لمسيو جومار بالمجلد الثاني ص٧٨٩، وها هو:
المديرية | عدد نواحيها |
---|---|
المجموع | ٢٠١٨ |
القليوبية | ١٧١ |
الشرقية | ٤١٤ |
الدقهلية | ٢٤٣ |
دمياط | ٢٦٤ |
المنوفية | ٢٧٧ |
الغربية | ٣٠٥ |
رشيد | ١٣٦ |
البحيرة | ٢٠٨ |
المديرية | عدد نواحيها |
---|---|
المجموع | ١٩٤٤ |
الجيزية | ١٤٦ |
أطفيح | ١١٨ |
بني سويف | ٢٨٧ |
الفيوم | ١٠٣ |
المنيا | ٢٦٩ |
أسيوط | ٣٣٥ |
جرجا | ٢٢٣ |
قنا | ٤٦٣ |
الجهة | عدد النواحي |
---|---|
الجملة | ٣٩٦٢ |
الوجه البحري | ٢٠١٨ |
الوجه القبلي | ١٩٤٤ |