منى أبو الفضل
منى أبو الفضل (١٩٤٥–٢٠٠٨) عالمة جليلة، وفي الآن نفسه ميثودولوجية متمكنة في مجالها، كأستاذة علوم سياسية تخصَّصَت في النظرية السياسية، وقدَّمت فيها رؤية منهجية متميزة، تمتدُّ إلى النظم السياسية والعلاقات الدولية وأنظمة الحكم والتنشئة السياسية والتطور السياسي ومناهج النقد والتحليل السياسي والتاريخ السياسي والدبلوماسي … ويطوق مداها المنهجي العلوم الاجتماعية إجمالًا، شاملًا للدراسات الحضارية (الثقافية)، وأيضًا دراسات المرأة. تقوم رؤيتها على مقاربة نقدية للغرب، ترفض الترديد والتبعية، وتهدف إلى تأصيل موقف تجديدي، ينطلق من واقع الحضارة الإسلامية تحديدًا وتعيينًا.
•••
كانت منى أبو الفضل قد تلقَّت تعليمَها الأوليَّ في إنجلترا، والتحقَت بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة؛ حيث حصلت على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف العام ١٩٦٦، وكانت الأولى على الدفعة. ونالَت درجة الدكتوراه من جامعة لندن في العام ١٩٧٥، في النظرية السياسية، وكان موضوع رسالتها يدور حول سياسات إسماعيل باشا صدقي. وأصبحت في العام نفسه عضوَ هيئة تدريس في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة، وتدرَّجَت في الكادر الجامعي حتى أصبحَت أستاذًا في العام ١٩٩٠.
في العام ١٩٨٤ سافرَت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في إطار برنامج منح فولبرايت. وفي العام التالي تم انتدابها أستاذًا زائرًا في المعهد العالمي للفكر الإسلامي بفرجينيا حتى العام ١٩٩٥. وفي العام ١٩٩٦ عُيِّنت منى أبو الفضل أستاذًا في جامعة العلوم الاجتماعية والإسلامية هنالك، حتى العام ٢٠٠٣. عادت إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أستاذًا، ثم أستاذًا متفرغًا، حتى وافَتها المنية بعد صراع طويل ومرير مع مرض السرطان. وقد أسلمت الروح في مستشفى رستن بولاية فرجينيا، في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٨. وهنالك شيَّعها إلى مثواها الأخير المئات من تلامذتها وعارفي فضلها، يتقدَّمهم زوجُها الدكتور طه جابر العلواني (١٩٣٥–٢٠١٦)، وهو شيخ أصولي عراقي طاب له المقام في مصر، مؤكدًا دينه للفرات وللنيل على السواء. وكان رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي بفرجينيا وأحد مؤسِّسِيه، وترأَّس أيضًا جامعة قرطبة بالولايات المتحدة، وامتدَّت آثاره في علم أصول الفقه والفكر الإسلامي المعاصر، أخرج فيهما أعمالًا مشهودة، بخلاف أعماله المشتركة مع الدكتورة منى أبو الفضل في كتابَين صدرَا لعام ٢٠٠٩؛ أي بعد رحيلها، وهما: «نحو إعادة بناء علوم الأمة الاجتماعية والشرعية: مراجعات منهجية وتاريخية»، و«المنهج والمنهجية: مفاهيم محورية»، وهذا الأخير كتابٌ موجز فائق الروعة والسداد.
تأتي كتابتها جميعًا إعمالًا لجدلية الاستيعاب والتجاوز، نشدانًا للتجدد الحضاري من خلال الرؤى المعرفية المنتجة، فقامت بجهد دءوب في تأسيس مفهوم «المنظور الحضاري» كمنهجية لنموذج معرفي توحيدي. يهدف مشروعها المنهجي إلى تكوين رؤية قادرة على تمثُّل وتمثيل مفاهيم وقِيَم الحضارة الإسلامية، وتجسيد واقعها المتعين؛ أي نظرية إسلامية لفلسفة العلوم الاجتماعية عمومًا والسياسية خصوصًا، بحثًا عن إضافة للرصيد العالمي تكون ممثلة لحضارتنا وتكون حضارتنا متمثلة فيها. أو بعبارة أخرى، تقديم «منظور حضاري إسلامي» بديل، يكون أكفأَ في الإحاطة العلمية بالواقع السياسي في العالم الإسلامي، ويَعِد بتقدم مأمول في مسيرة العلوم الإنسانية.
في بحثها عن علاقة المدخل المعرفي التوحيدي بالحداثة، تطرح إسلامية المعرفة كقوة للتجديد الثقافي العالمي. إنها ترفض التوظيف الأيديولوجي للدين في مجال البحث العلمي، ولا تقبل معيارية الشرعي وغير الشرعي؛ ولكنها من قبل ومن بعد ترفض إقصاء الحضارة الغربية التام للوحي وللألوهية من المجال المعرفي، فهذا في المنظور الحضاري الإسلامي مناقضٌ للواقع وللمثال على السواء.
وعلى هذا الأساس قامت بالجهد الأكبر والأثمن في تنضيد منهجية علمية إسلامية لمدرسة المنظور الحضاري. إنها مدرسة تعود أصولها إلى أستاذها الدكتور حامد ربيع (١٩٢٥–١٩٨٩) ذي التوجُّه القومي العروبي الذي عَمِل على تأسيس مدرسة لتأصيل الفكر السياسي الإسلامي، عن طريق طرْح مداخل حضارية وقيمية لقضايا الأمة الإسلامية. تكرَّس لهذا تلاميذ له في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتطويرها وتفعيلها، ومن أنجبِهم منى أبو الفضل. إنها مدرِّسة ترفض الانحباس في النموذج الغربي الواحدي، وبالقدر نفسه تنبذ التقليد، وتأخذ في اعتبارها دورَ البعد العقائدي والقيمي والمعنوي في التنظير السياسي، بحثًا عن منظور ينضاف، كما قيل بحق: «إلى منهجيات شتى يموج بها العصر الراهن الذي بات فيما بعد يعرف معنى وجدوَى وقيمة التعددية المنهجية من ناحية، والتعددية الثقافية من الناحية الأخرى. هكذا كان انبثاق وتنامي مدرسة «المنظور الحضاري» الذي يمكن اعتباره «نموذجًا إرشاديًّا علميًّا»، أو هو في واقع الأمر هكذا.»
«المنظور الحضاري» البديل الذي ساهمت منى أبو الفضل في إرساء دعائمه وتنميته، وانكبَّت على تطويره ثم العمل من أجله وفي إطاره، هو — كما تقول — نسق مفتوح يمكن تفعيله لقراءة الثقافات المختلفة بشكل يتفادى ما درجَت عليه المناهج الوضعية الغربية من تعميمات شديدة تغفل أوجه الخصوصيات الحضارية التي تميز ثقافة عن أخرى ومجتمعًا عن آخر. إنه منظور ينفتح على التراث وعلى المعاصرة من حيث تأكيده على الرابطة بين الماضي والحاضر … بين القيم والماديات … بين الوحي والعلم … بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية. وبهذا يمكن أن تنضمَّ معًا كل الدراسات المتعلقة بالعالم الإسلامي بما فيها النظم السياسية العربية، لتأتلف معًا وفقًا لمنظور حضاري معين هو منظورنا نحن، من دون الانقطاع عن التراث العالمي ومع الاستفادة منه. وهي تؤكد أن الباحث الذي لا يأخذ هذا المنظور في الاعتبار تغدو أبحاثه ترديدًا أعمى للفكر الغربي، دون إخراج علم اجتماعي حقيقي.
•••
أكدت منى أبو الفضل أن العلوم الإنسانية — طبعًا — تفوق العلوم الطبيعية فيما تحمله من ثقافة منشئيها، وفي تأثيرها في عقلية حامليها، وفي العوامل التي تأخذها من الهوية والمرجعية ومنظومة القيم وأنماط السلوك، وبالتالي يتكثف احتياجها للمنظور أو للنموذج الإرشادي الخاص؛ وأن النماذج الغربية مهما ادَّعَت العمومية والعالمية والكونية لا تستطيع أبدًا أن تلبِّيَ الحاجات المعرفية، الوصفية والتفسيرية، التي يُنتظر استيفاؤها من التناول العلمي الممنهج للظواهر الإنسانية في تغيراتها وفقًا للبنيات الثقافية. النظرة العلمية السائدة في إطار تعلُّمِنا من الغرب، وهي المرحلة التي نجد العزم لتخطِّيها، تفترض وتفرض نموذجًا إرشاديًّا واحدًا يخضع له الإنسان مطلقًا والمجتمعات جميعًا، بصرف النظر عن الفوارق والاختلافات والخصوصيات الحضارية، كحاصل لرؤية الواقع والعالم والتاريخ والتقدم عبر أوروبا وفقًا للمركزية الغربية التي سادَت بفعل الاستعمار على مستوى الواقع وعلى مستوى المثال. تؤكد منى أنه بصرف النظر عما فيها من قصور، فإنها لا تطابق واقعنا نحن الخاص، مما يجعل الحاجة ملحَّة إلى نموذج إرشادي أو منظور حضاري بديل موائم ومطابق لطبيعة الظاهرة في الحضارة المعنية، وحاملًا لخصوصيتها وما يميزها.
وعلى هذا الأساس انطلقَت منى أبو الفضل من ضرورة التفاعل بين مناهج العلوم الإنسانية وبين العلوم الإسلامية؛ بحثًا عن مداخل منهجية أقدر على التكامل وعلى تتبُّع خصوصيات وعموميات الظاهرة الإنسانية في العالم الإسلامي. إنه التفاعل المنهجي بين مناهج العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية؛ لكي يؤمئَ بآفاق مستقبل أفضل.
انكبَّت منى أبو الفضل على تفعيل المنهجية العلمية الإسلامية وتطوير «المنظور الحضاري الإسلامي»، تضع النقاط على الحروف باعتماد الرؤية التوحيدية إطارًا تنظيميًّا يجعل التزكية والعمران مقصدًا مولدًا للمُثُل العليا، والأخذ بالوحي كمصدر معرفي يتفاعل ويتكامل مع الطبيعة ومع العالم الإنساني، بمعية تراث النبوة الذي كان تأويلًا وتطبيقًا للنص القرآني، والتراث الإسلامي الممتد على طول الحضارة الإسلامية كحصيلة تفاعل العقل المسلم سلبًا أو إيجابًا مع هذين المصدرين. تؤكد منى أن النص القرآني لم يكن تجميعًا لنصوص محفوظة؛ إنما هو جمع آيات التحمَت عبر لحظات متدافعة في مواقع متجددة وبأغراض توجيهية معلومة، سواء كان هذا التوجيه بالإعمال أو بالإبطال. ولا بد من مثول مسافة فاصلة وحاسمة بين القرآن وسائر النصوص التراثية الأخرى، وبين المصادر الأصلية؛ أي القرآن والسنة والمصادر المشتقة وهي التراث الذي تخلَّق عن تفاعل العقل البشري والواقع الإنساني معهما، فضلًا عن الخبرة التاريخية المتراكمة ومعطيات الواقع الإسلامي الماثلة.
- (١)
مصادر المعرفة وأنماطها.
- (٢)
إطار النظام الاجتماعي.
- (٣)
العلاقة بين الفكر والممارسة.
وفقًا لهذه المنهجية ينطلق الباحث في العلوم الاجتماعية من مسلمات حقله التخصصي ومن مسلمات حضارته وتراثه معًا. توضح د. منى أن الباحث لن يرقى إلى مستوى التنظير الإسلامي إلا إذا توافر له إلمامٌ بالثقافة الإسلامية ورؤية إسلامية سوية تمثِّل قاعدة معرفية، بالإضافة إلى منطلقات حقله التخصصي. بتحقيق هذين الجانبَين معًا؛ أي بالتفاعل الذي أشرنا إليه بين مناهج العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية، تتكامل الرؤية العلمية في العالم الإسلامي وتمثِّل إضافة حقيقية. يغدو الباحث «مجتهد التخصص» حيث البعد التراثي — بتعبير منى — تحرر من سلطان التخصص الدقيق الأعمى والمقيِّد للحركة؛ ليتوافر قدرٌ من المرونة الذهنية والحَراك العقلي من أجل توسيع رقعة التعقل والتدبر، ولا يعود التقويم النهائي منوطًا أولًا وأخيرًا بمسلَّمات جاهزة صلبة.
وعلى هذا النحو يتوفر للباحث المسلم النازع لتفهم ووصف وتفسير ظواهر الحضارة الإسلامية مداخل للفهم والتحليل والنقد، لا يلتفت إليها باحث لم ينتمِ إلى الأمة ولم يلتزم بقضاياها؛ فلم يلتفت بالتالي إلى آثار خصائصها الذاتية، وعلى رأسها صلة لا تنفصم بالوحي الإلهي. وتؤكد د. منى أن الباحث الذي يستحضر تلك الخصائص الذاتية للأمة هو الأقدر على التفسير السليم والأقرب إلى الصواب لتاريخها ولواقعها، من خلال منظوره الحضاري.
•••
- أولًا: المنظور الحضاري ذاته.
- ثانيًا: الإطار المرجعي.
- ثالثًا: النسق القياسي.
- رابعًا: بناء المفاهيم.
المنظور الحضاري يفرض إطارًا مرجعيًّا، مستمدًّا من التصور الإسلامي والمناهج الإسلامية، كإطار للفعل المعرفي وللفعل الحضاري إجمالًا، يحمل المنظومة القيمية وتفاعلاتها، ويمكن أن يُضاف ركن المقاصد والغايات. الإطار المرجعي يؤسس لإعادة بناء المدركات والمفاهيم والقيم بشكلٍ واعٍ منطقي وممنهج، يردم الفجوة بين العناصر الإسلامية الكامنة في الوعي وفي اللاوعي، وبين واقع البحث العلمي المعاصر. إنه وسيط التعامل مع مصادر التنظير، وناظم لجملة المفاهيم والقيم الفعالة في المجال المنهجي، يعمل على وضع الجزئي في إطار الكلي، فيحفظ وحدة فروع البحث المتخصص ويربطها بالرؤية الكلية، إدراكًا لأهمية التجانس والتوافق الداخلي.
•••
يصدِّق على هذا ويؤكد قدرة المفاهيم على القيام بالوظيفتَين الثقافية والمنهجية، ذلك المفهوم الرئيس الذي أسرفَت منى في خدمته وصياغاته، ألا وهو مفهوم «الأمة». وإذا كانت المفاهيم هي لبنات المنهجية، فإن مفهوم «الأمة» بالذات أكثر من لبنة، فهو مدماك ولعله في الأساس. وكما تقول منى: الأمة هي الأم، أم الكيانات الجماعية التي عرفَتها هذه المنطقة الحضارية، والأمة قبل الإمام وقبل الإمامة، فلو لم تكن الأمة لمَا وجب مَن يؤمها، أو لمَا بحثوا عن إمام لها. الرابطة الدينية العقائدية هي الأصل في منشأ ومفهوم الأمة.
وعلى الرغم مما يمكن — أو بالأحرى ما يجب — أن يمثِّلَه مفهوم القومية «العربية» بالذات من قوة ضامة ورابطة لمجموعة الدول العربية التي هي أحوج ما تكون للترابط والتكامل، فتغدو قلبًا وهاجًا للأمة الإسلامية التي هي بدورها أفقٌ حضاري ماثل للقومية العربية … على الرغم من هذا الحضور أو الاستحضار لمفهوم القومية العربية، فإن منى أبو الفضل — كما هو شائع في التيار الإسلامي بشكل عام — تهاجم القومية بضراوة متطرفة وغير مقبولة، حتى تزعم أنها إبادة للتعددية! وتقول: إنها في تدريسها لمادة «النظم السياسية العربية» وجدَت «القومية» محاطة بالتباسات واستحالات لا مخرج منها إلا بالتعويل على مفهوم «الأمة الإسلامية» بدلًا من القومية العربية. وقد سبقت الإشارة إلى بحثها ذي الصلة «المنظور الحضاري في دراسة النظم العربية: التعريف بماهية المنطقة العربية». لكن لماذا التفكير بمنطق «إما … أو» الاستبعادي؟! القومية العربية والأمة الإسلامية مفهومان تكتليَّان متداخلان ومتآزران ومجديان إن لم يكونَا ضرورَين. إنهما دوائر متداخلة وليسَا أنساقًا متقابلة لكي تجعل منى أبو الفضل من أحدهما ذريعة أو منصة لنفي الآخر والهجوم عليه وتقويضه.
•••
لقد ترسَّم نسق بديل أو مقابل. جوهر منهجية المنظور الحضاري البديل هي فكرة الأنساق المعرفية المتقابلة، المقترنة بالنماذج الإرشادية المتعددة، والتي تنطلق من إمكانية ودواعي البديل للنموذج الغربي المهيمن. وخير تعقيب على هذه القضية أن لواءَها مرفوع الآن في الفكر الغربي ذاته بتعددية منهجية، وبتعددية ثقافية اقترنَت بنقض المركزية الغربية، نتاجًا للفكر بعد الحداثي بعد الاستعماري الذي هو تيار نقدي للإمبريالية والمركزية والوضعية.
ربما استبقَت د. منى هذه التيارات القوية، وربما تفاعلَت مع إرهاصاتها وبوادرها، وربما استوعبَت معالمها. قضَت منى في أوروبا وأمريكا أكثر مما قضَته في مصر، ولم تكن أبدًا من دعاة الانغلاق، بل حملَت لواء المثاقفة، وبحثَت في سبُل التداخل والتحاور بين الحضارات، بمنأًى عن الاستعلاء وطمس الخصوصيات الحضارية، والمركزية التي تسعى إلى إذابة الثقافة التابعة في إطار الثقافة المتبوعة. وبدلًا من الإذابة والإلغاء والاحتواء، ثمة التثاقف والتفاعل والتداخل، المعبر عن الحوار الخلَّاق بين الحضارات.
•••
ووفقًا لهذه الخطوط المنهجية العامة، عمدَت منى أبو الفضل في «النسوية الإسلامية» إلى تأسيس خطاب للمرأة قائم على أساس ذلك المنظور الحضاري الإسلامي في تعامله مع ظواهر العمران البشري التي يدخل في نسيجها قضايا المرأة والأسرة والجنوسة، ودراسة المرأة من منطلق نقدي يرفض الرؤية الوضعية التي تجعل المرأة في حدِّ ذاتها مبتدأ وغاية، فاصلًا إياها عن الأسرة وعن المجتمع جريًا على منوال الفردية المطلقة في المنظور الحضاري الغربي. على أن هذا المنطلق النقدي يرفض بنفس القدر رؤية تراثية نازعة إلى نفي وتهميش المرأة.
•••
على الإجمال، منى أبو الفضل بناءة مقتدرة لمنهجية علمية إسلامية واعدة.
اندلعَت ثورة يناير، وبعدها عقدَت اللجنةُ اجتماعًا واحدًا في يوليو لمواصلة العمل. ثم توقَّفَت فجأة، ونُحِّيَت جانبًا مادة هائلة ورصينة لآلاف الأعلام، تم تحريرها وإعدادها للنشر. وما زال الأمل معقودًا في العود لإكمال هذا المشروع.
على أن المادة التي أعددتُها لمنى أبو الفضل من أجل ذلك المعجم كانت — وفقًا لقواعده — في حدود ١٥٠٠ كلمة، جذبَتني إلى آفاق تفكيرها وكتاباتها، فتوسعتُ في صحبتي لها. عدتُ إليها في أكثر من موضع، منها هذا الفصل الرابع.
كما ضمت هذه الجمعية الفكرية وحدة طبية تعمل في مجال العناية بالصحة النفسية والبدنية للمرأة والأسرة. صدر لمنى أبو الفضل أيضًا «المرأة العربية والمجتمع في قرن: بيبليوجرافيا المرأة العربية»، دار الفكر، دمشق، ٢٠٠٢.
-
Where East meets West: The West in the Agenda of Islamic Revival, Islamization of Knowledge Serious, (No. 10), (The International Institute of Islamic Thought, Herndon, Virginia, 1981).
-
Community, Justice, and Jihad: elements of the Muslim historical consciousness, AJISS, vol. 4, no. 1, Sep. 1987.
-
Alternative Perspective: Islam from Within, (The International Institute of Islamic Thought, Herndon, Virginia, 1991).
-
New Directions, in: Proceedings of the 21th Annual Convention of the Association of Muslim Social Scientists, (The International Institute of Islamic Thought, Herndon, Virginia, 1993).
-
Islam and Middle East: The Aesthetics of a Political Inquiry, (Research Monographs, No. 2, 1981).
-
Paradigms in Political Science Revisited: Critical Options and Muslim Perspectives, in: The American Journal of Islamic Social Sciences. Vol. 6, No. 1, September 1989.
-
Contrasting Epistemic: Tawhid, the Vocations and Social Theory, in: The American Journal of Islamic Social Sciences. Vol. 7, No. 1, September 1990.
-
The Enlightenment Revisited: A Review Essay, in: The American Journal of Islamic Social Sciences. Vol. 7, No. 3, December 1990.
-
Beyond Cultural Parodies and Parodizing Cultures: Shaping a Discourse, in: The American Journal of Islamic Social Sciences. Vol. 8, No. 1, September 1991.
-
Contemporary Social Theory: Tawhidi Projections, in: The American Journal of Islamic Social Sciences. Vol. 11, No. 3, Fall 1994.