أنداء الفجر

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

إهداء الديوان

إِلَى زَيْنَبَ

رُبعُ قَرْنٍ مَضَى وَهَيْهَات تَمْضِي
شُعْلَةُ الْحُبِّ عَنْ وُثُوبٍ وَوَمْضِ
لَمْ أَزَلْ ذَلِكَ الْفَتَى فِي جُنُونِي
وَفُؤَادِي بِنَبْضِهِ أَي نَبْضِ
ذِكْرَيَاتُ الْهَوَى وَأَشْبَاحُهُ النَّشـ
ـوَى أَمَامِي فِي كُلِّ صَحْوٍ وَغَمْضِ
أَنَا مِنْهَا فَكَيْفَ أَرْتَدُّ عَنْهَا؟!
مَرْحَبًا بِالْخَيَالِ لَمْسِي وَقَبْضِي!
نُشِرَتْ فِي السُّطُورِ بَعْدَ احْتِجَابٍ
كنثيرِ الحيا على زَهْرِ رَوْضِ
فَإِذَا بِي أَعُودُ طِفْلًا صَغِيرًا
بَاكِيًا لَاهِيًا بِأُنْسِي وَرَكْضِي
فَاقْبَلي يا سماءَ وَحْيي زُهُورًا
مِنْ حَياكِ السَّخِيِّ لا جودَ أَرْضِي
وَأَعِيدِي عَلَى الصِّبَا فِي نَظِيمِي
نَظْرَةَ الْحُبِّ يَنْتَفِضْ مِثْلَ نَفْضِي
كَمْ شَقِينا تَفَرُّقًا وحياءً
وخَضَعْنَا لِحُكْمِ دَهْرٍ مُمِضِّ
وَرَجَعْنَا ننوحُ نَوْحَ يتيميـ
ـنِ على ذلك الصِّبا المنقَضِّ
علمَ الحبُّ ليس غيرُكِ مجدي
في وفاءٍ وليس غيرُكِ خَفْضِي!
يولية سنة ١٩٣٤
أحمد زكي أبو شادي