قائمة الأدوار
المدخل
- كريستوفر سلاي Christopher SLY: (سمكري.)
- السيدة: (صاحبة الحان.)
- لورد.
- برثلوميو Bartholomew (كان يُنطق بارتلمي): (الغلام الصغير لدى اللورد.)
- مشرفان على رياضة صيد الثعلب.
- خدم.
- ممثلون.
المسرحية داخل المسرحية
- بابتيستا مينولا Baptista Minola: (مواطن من أغنياء مدينة بادوا.)
- كاترينا Katherina: (ابنته الكبرى.)
- بيانكا Bianca: (ابنته الصغرى.)
- بتروشيو Petruccio: (أحد السادة من ذوي الأملاك من مدينة فيرونا.)
- جروميو Grumio: (خادمه الخاص.)
- هورتنسو Hortensio: (صديق بتروشيو، يريد أن يخطب بيانكا.)
- لوسنتو Lucentio: (أحد السادة من ذوي الأملاك من مدينة فيرونا، ويريد أن يخطب بيانكا.)
- ترانيو Tranio: خادم لوسنتو
- بيونديلو Biondello: خادم لوسنتو
- جريميو Gremio: (رجل غني مُسن، يريد أن يخطب بيانكا.)
- فنشنتو Vincentio: (والد لوسنتو.)
- التاجر: (من مدينة مانتوا.)
- الأرملة: (زوجة هورتنسو.)
- كيرتيس Curtis: (حاجب بتروشيو.)
- ناثانيل Nathaniel: خادم بتروشيو.
- فيليب Philip: خادم بتروشيو.
- جوزيف Joseph: خادم بتروشيو.
- نيكولاس Nicholas: خادم بتروشيو.
- بيتر Peter: خادم بتروشيو.
- الحائك.
- خردواتي.
حواشي الشخصيات
- قائمة الأدوار: كان الناقد نيكولاس رو (Nicholas Rowe) أول محرر يدرج في طبعته قائمة بالأدوار عام ١٧٠٩م، وهو يرصد أولًا أدوار الذكور ويتبعها بأدوار الإناث، وهو النظام الذي استمرَّ متَّبعًا حتى نحو منتصف القرن العشرين.
- كريستوفر سلاي: كان يوصف في طبعة الفوليو الأولى (١٦٢٣م) في الإرشادات المسرحية وفي أسماء المتحدثين بأنه «صعلوك» وحسب، ولكن المحررين حذوا حذو المحرر «رو» المُشار إليه بأن جعلوه «سمكريًّا»، قياسًا على اعتبار «السمكري» صعلوكًا أو نموذجًا للصعاليك في بعض مسرحيات تلك الفترة. وهو يصف عمله في النص، في السطر ١٦–٢٠ من الجزء الثاني من المدخل.
- السيدة (صاحبة الحان.): كانت السيدات يمتلكن الحانات في ذلك العصر مثل الرجال، وظهورها هنا له دلالته لأنها تقدِّم للجمهور أول «صورة» للمرأة، وهو ما تغيَّر في مسرحية «ترويض امرأة شرسة» حيث يصبح صاحب الحانة رجلًا.
- لورد: لا يُذكر له اسم، ولكنه حين يقوم بدور الخادم يكتسب اسم «سايمون» أو «سيم».
- بارثلوميو: يحرص شيكسبير في المدخل على أن يظلَّ الجمهور على وعيٍ بأن بارثلوميو غلام اللورد، وهو صبيٌّ لم يبلغ الحلم، وصوته يحاكي صوت النساء، ولكن النص يستبدل الزوجة باسمه في الجزء الثاني من المدخل، وتقول آن روزاليند جونز وبيتر ستاليبراس (Jones & Stallibrass) في كتابٍ لهما عن الملابس في عصر النهضة (٢٠٠٠م) إن هذا له دلالته فيما يتعلق بموضوع المسرحية الرئيسية، ولذلك فقد ظلَّ هذا الدور مقصورًا على الغلمان حتى العصر الحديث.
- مشرفان على رياضة صيد الثعلب: يقوم هذان بعد ذلك بأدوار خدم اللورد وخدم بتروشيو.
- خدم: يقوم هؤلاء بأدوار جميع الخدم في المدخل والمسرحية.
- ممثلون: يقول النقاد إن عدد الممثلين الذين يزورون هذا المكان لا يقلُّ عن عشرة أشخاص، وفي عرض المسرحية الذي أخرجه بيل ألكسندر عام ١٩٩٢م جعل هؤلاء الممثلين من بين الذين يقومون بالأدوار الرئيسية في المسرحية، مثل كاترينا وبتروشيو وجروميو وبابتيستا وبيانكا وترانيو وهورتنسو، وبذلك ربط المُخرج بين المدخل وبين المسرحية الرئيسية.
- بابتيستا مينولا: يقول بعض الشراح إن مؤلِّف كُتُب النصوص اللاتينية لتلاميذ المدارس كان اسمه بابتيستا، وكان أيضًا من مدينة مانتوا الإيطالية، ويضيفون أن اهتمامه بالتعليم في المسرحية يوحي بأن شيكسبير كان يشير من طرفٍ خفيٍّ إلى ذلك المؤلِّف.
- كاترينا: يتفاوت هجاء هذا الاسم وتتفاوت صوره في النَّص، ما بين «كاترينا» (بالتاء) وكاثرينا (بالثاء)، وهما الصورتان الإيطاليتان للاسم، وبين «كاثرين» و«كيت»، وهما الصورتان الإنجليزيتان، وقد حاول بعض النقاد استنباط دلالات معيَّنة لتفاوت صورة الاسم، كالقول بأن الصورة الإيطالية تختصُّ بصورة المرأة «المعلنة» (أيْ أمام الناس)، والصورة الإنجليزية تختصُّ بصورتها «الخاصة»، ولكن هذا الرأي لم يجد مساندةً من أحد، خصوصًا لأن الاختلاف عادةً ما يمليه الوزن الشعري، ولم يأخذ أحدٌ بدعاوى الأمريكية لوري ماجواير (Laurie Maguire). (انظر المراجع).
- بيانكا: الاسم يعني «البيضاء» بالإيطالية، والمقصود الدلالة على الطُّهر والنقاء. ولكن بعض النقاد يقولون إن شيكسبير ربما كان يقصد الإشارة فقط إلى ذات المظهر «البرَّاق» الخادع، أيْ إلى إقامة مفارقة بين الظاهر والباطن، نظرًا لشيوع إطلاق هذا الاسم على سيئات السُّمعة، ففي عُطيل نجد أن بيانكا عاهرة، وكتب ميدلتون (المعاصر لشيكسبير) مسرحيةً بعنوان فلتحذر النساء من النساء التي يصور فيها سيرة «غانية» شهيرة من بنات البندقية؛ اسمها بيانكا كابيلو (١٥٤٨–١٥٨٧م)، ونشرها عام ١٦٢٠م تقريبًا، وصورة هذه المرأة تكمن، كما يقول النقاد، خلف صورة الزانية القاتلة في مسرحية الشيطانة البيضاء التي كتبها وبستر (١٦١٢م).
- بتروشيو: تنفرد طبعة آردن ٢٠١٠م بهجاء هذا الاسم الذي أوردته في قائمة الأدوار، أيْ Petruccio، ولكن هجاءه في النصِّ الأصلي لشيكسبير هو Petruchio، والمعروف أن شيكسبير أخذ الاسم بصورته الإيطالية Petrucio من مسرحية المزاعم التي كتبها جاسكونيي، أو من مسرحية المزاعم الإيطالية Gli Suppositi للشاعر أريوسطو (Ariosto)، وإن لم يأخذ سوى الاسم، أيْ من دون أخذ أيَّة صفات أخرى للشخصية في أيٍّ من المسرحية الإنجليزية أو الإيطالية (والمفترض أن الإنجليزية ترجمة عن الإيطالية)، إذ يقوم صاحب هذا الاسم بدور الخادم. وتقول آن طومسون إن شيكسبير أضاف حرف h بعد حرف c لأنه كان يريد أن ينطق هذا الحرف كما ننطقه في church (تشيرش)، ولكن المعروف أنه إذا اجتمع الحرفان في الإيطالية حوَّلا الصوت إلى (ك)، ولهذا فإن المُخرج الإيطالي فرانكو زيفريللي حافظ على نطق الاسم بتروكيو في الفيلم الذي أخرجه عن المسرحية عام ١٩٦٦م، ولذلك، وعلى الرغم من ظهور هذا الاسم بالصورة التي أرادها الشاعر في جميع طبعات المسرحية عندي (المُشار إليها في التصدير) باستثناء آردن ٢٠١٠م، فإنني اخترت هذا الاستثناء حفاظًا على اتفاق النطق مع الهجاء. ومن الطريف أن الاسم بالإيطالية يعني «بيتر الصغير»، وصورة التصغير هذه شائعة في الإيطالية قديمًا وحديثًا وتأتي لنا بكلمات شائعة كثيرة منها casino التي أصبحت تشير إلى دار المَيْسر (أيْ دار لعب القمار في الإنجليزية الحديثة) من باب التلطُّف في التعبير، فالاسم يعني بالإيطالية «البيت الصغير»، مثلما يعني اسم البلد Venezuela «فينيسيا الصغيرة» ما دام صيغة التصغير لاسم مدينة فينيسيا أو «البندقية» بالإيطالية Venezia، وكنت قد شُغلْت طويلًا بسرِّ تحويل الاسم الأجنبي إلى «بندقية» العربية، حتى أطلعني المرحوم الدكتور فاروق عبد الوهاب على أن اسم المدينة بالألمانية هو «فينيديج»، والمعروف أن العرب تحوِّل حرف (ڤ) إلى قرينه الباء (ب)، والجيم الجافة إلى قاف، فتحول الاسم «بنيدق» ومنها إلى «بندق» التي توحي لغير المتخصِّص بكلمة مشابهة في النطق وهي benedict من دون صلة حقيقية، وكان العرب يطلقون على المدينة بلاد «البندق»، وربما جاءت نسبة السلاح الذي نطلق عليه هذا الاسم اليوم من ارتباطه أصلًا بتلك المدينة، حسبما يحكي ابن زنبل (الشيخ الرمَّال) في كتابه عن واقعة الغوري مع السلطان سليم الذي كتبه في القرن السادس عشر ونشر في مصر للمرَّة الأولى عام ١٩٦١م باسم آخرة الماليك، إذ يقول إن أحد أبناء «المغرب»، والمقصود شمال إفريقيا بصفة عامة، هو الذي أتى بهذا السلاح إلى السلطان قنصوة الغوري فرفض استعماله، وأصرَّ طومان باي نائبه على الحرب بالطريقة السلفية، لأن القتل بالنار حرام.
- جروميو: يقول بعض الشرَّاح إن شيكسبير أخذ الاسم من إحدى شخصيات مسرحيات بلاوتوس، الكاتب الروماني الذي اشتهر بكوميدياته (ت١٨٤ ق.م)، ولكن المحدثين يرون أنه اختراع شيكسبيري يتمثل في تحريف كلمة groom أي السائس أو الخادم بحيث توحي بالصورة الإيطالية، وأناقش في المقدمة استخدام هذا الشخص للنثر الساخر وسخريته حتى نظمًا من مولاه.
- هورتنسو: الأصل كما أوردته في قائمة الأدوار ينتهي بالنهاية الإيطالية «يو» (io)، ولكنني عند مشاهدتي للمسرحية لاحظت أن اسمه يُنطق دون إظهار لهذا المقطع، وتسجيل المسرحية عندي يؤيِّد ذلك فأحببت اتباع النطق الشائع الذي يتضمن تخفيفًا يحتاج إليه النظم الإنجليزي، وأمَّا اسم الشخصية التي يتنكر بها، وهو «ليسيو»، فيرد بهجاءين مختلفين في المسرحية؛ الأول Litio ثلاث مرَّات، والثاني Lisio أربع مرَّات، والمحرر «نيكولاس رو» (Rowe) المُشار إليه عاليه يورد هجاءً آخر هو Licio، ويقول هوزلي (Hosley) في دراسته المنشورة عن مصادر المسرحية عام ١٩٦٤م (انظر المقدمة والمراجع) إن هذا الهجاء تحريف للاسم الإيطالي Lizio الشخصية الفكاهية في «الكوميديا الجديدة» الكلاسيكية، وكان اسمًا قديمًا للثوم! وأمَّا اختيار المحرر «رو» لحرف c فيرجع، كما يقول الشرَّاح، إلى أنه وجد فيه إشارة ساخرة إلى الإباحية، فهو مشتقٌّ من الفعل licere بمعنى يبيح أو يسمح.
- لوسنتو: ينتهي هذا الاسم في الأصل بمقطع «يو» (io) مثل هورتنسو، ولكن هذا المقطع لا يظهر في النطق وهو ما أرجعه الباحثون إلى النظم، واسمه، كما هو واضح، يوحي بالضوء، فنحن نعرف في اللاتينية Lux, Lucis، ومعظم الأسماء التي تتضمن هذا المقطع الأول توحي بالضوء أو الجمال كقولك «وضَّاح» بالعربية. وهو يتنكر في شخصية «كامبيو» (Cambio) وهي كلمة إيطالية تعني «أنا أغيِّر» أو «التغيير»، وقد عربناها في مصر ونستخدمها في البنوك بصيغتها المعربة «الكامبيو»، بمعنى تغيير العملة أو صرفها.
- ترانيو: يقول هيبارد إن الاسم قد يوحي بأنه تحريف إيطالي للفعل الإنجليزي train الذي يعني الخداع (المعجم الكبير) أو التحايل أو المخاتلة، وهو معنًى غير شائع. والاسم يرد بعدَّة صور في الإرشادات المسرحية وفي نسبة كلام المتحدثين إليهم، ولكنني اتبعت الصورة الغالبة.
- بيونديلو: استعار شيكسبير هذا الاسم من بوكاشيو، وفيه يبدو خادمًا مغرمًا «بالمقالب» والألاعيب، ولكنه لا يظهر في أيِّ مصدر من المصادر المعروفة للمسرحية.
- جريميو: يُشار إلى هذا الشخص باعتباره «المغفل العجوز»، في الحوار وعند ظهوره أول مرَّة، وهو من الشخصيات «المعتمدة» في الكوميديا الإيطالية في عصر النهضة، وخصوصًا ما يسمَّى كوميديا المهارة (commedia dell‘arte) (وفق ترجمة هيبارد للمصطلح الإيطالي)، وكان عادةً يتسم بالثراء والبخل ويقف عائقًا يحول دون زواج العشاق، وأمَّا وصفه بكلمة «بنطلون» (pantaloon) في الإرشاد المسرحي ١ / ١ / ٤٧ فيشير إلى أن سرواله فضفاض بسبب نحول جسمه، فالسراويل في ذلك العصر كانت ضيقة وتبرز عضلات لابسيها من الشبَّان الأقوياء، ومن ثَم وصفته بالهرم والنحول.
- فنشنتو: يشير بيونديلو إلى هذا الشخص في ٤ / ٢ / ٦٤ قائلًا إنه تاجر أو معلِّم، أيْ إنه يقدِّم للقارئ أو للمُشاهد اختيارًا ما بين هُويَّتين، والنصُّ يشير إليه بعد ذلك بصفة المعلِّم، ولكن الواضح من أقواله عن الحوالات المالية التي يريد تحصيلها أنه تاجر، وذلك ما تؤكده الشخصية الموازية له عند أريوسطو وجاسكونييى. وأمَّا سبب الخلط (أي الإشارة إليه بصفة المعلِّم لا التاجر) فتشرحه آن طومسون (٢٠٠٣م، ص١٦٥-١٦٦) قائلةً إن الإشارة إليه بلفظ التاجر mercantante حيرت عامل الطباعة لأنها لفظة إيطالية قديمة، فقرر استبدال كلمة المعلِّم اليسيرة بها وهي pedant، وعندما رجعت إلى معجم أوكسفورد الكبير وجدت الكلمة الشيكسبيرية، وإن كان المعجم يقول إنها «مهجورة، نادرة الاستعمال.» وقد اتبعت طبعة آردن في وصف هذا الشخص بالتاجر، وإن كان نقاد المسرح يقولون إنه كان دائمًا ما يظهر في صورة رجل سكران على المسرح، وربما كان المُخرجون يرون أن السُّكْر من شِيَم التجار لا المعلِّمين.
- الأرملة: هذه شخصية نمطيَّة، لا اسم لها، وقد ذكرت صفات هذا النمط في المقدمة، ولمَن يريد الاستزادة أن يرجع إلى كتاب سارة مندلسون وباتريشيا كروفورد بعنوان المرأة في مستهلِّ العصر الحديث في إنجلترا ١٥٥٠–١٧٢٠م (١٩٩٨م)، ص١٧٤–١٨٤.
- كيرتيس: يفترض أنه رجل نظرًا للفكاهة التي تصفه بأنه ديوث في ٤ / ١ / ٢٤-٢٥، وكان الاسم في ذلك العصر لقبًا للعائلة أو اسمًا لأحد أفرادها، ولكن جاريك جعل امرأةً تقوم بهذا الدور في المسرحية التي أعدَّها عن ترويض الشرسة باسم كاثرين وبتروشيو عام ١٧٥٦م، ومنذ ذلك الحين والمُخرجون يجعلون امرأةً تلعب الدور، كما حدث في إخراج فرقة شيكسبير الملكية للمسرحية عام ١٩٧٨م، وفي العروض التي أخرجتها المُخرجات، كما تقول إليزابيث شافر (Schafer) في كتابها عنهنَّ الصادر عام ٢٠٠٠م.
- خدم بتروشيو: الملاحَظ أن أسماء هؤلاء الخدم إنجليزية، وهو ما تفسره هودجدون (٢٠١٠م) بأنه محاولة من جانب شيكسبير لصهر أدوار الخدم بأدوار سادتهم.
- الحائك: ما نسميه الخيَّاط (سابقًا) أو الترزي (الطرزي) سابقًا وحاليًّا، وكان يصنع الثياب للرجال وللنساء، وكانت شخصية الحائك في المجتمع مَثار سخريةٍ واستهزاءٍ آنذاك.
- الخردواتي: هو الذي يتولى إحدى الصناعتين؛ إمَّا إعداد القبعات بأشكالها، وإمَّا بائع لوازم الحياكة من أزرار وإبر ومقصَّات … إلخ. وأمَّا الكلمة الحديثة المستعملة لبائع قبَّعات النساء، وهي كلمة milliner فأصلها milaner؛ أيْ ساكن مدينة ميلانو الإيطالية التي ذاعت شهرتها في تصميم قبَّعات المرأة وصناعتها.
أفراد حاشية بتروشيو وخدمه، لا يشارك هؤلاء في الحدث، بل يوحون بجوِّ القصر المنيف وحسب.
المدخل – المشهد الأول
التاريخ! جئنا في صحبة ريتشارد الفاتح.٥ وإذَن فاخرسي!٦ ودعي الدنيا تسير.٧ هُسْ!
(ينام سلاي.)
(الأبواق تصدح: يدخل اللورد مرتديًا رداء ركوب الخيل لممارسة رياضة صيد الثعلب، وخلفه اثنان من المشرفين على تنظيم الرياضة من حيث رعاية كلاب الصيد والخيل وما إلى ذلك.)
(يدخل الممثلون.)
(يخرج الجميع.)
المدخل – المشهد الثاني
لكنْ أفَلَمْ أتكلَّمْ قطُّ طَوالَ السنواتِ المُنصرِمَة؟ (٨٠)
(يدخل برثلوميو، غلام اللورد، متنكرًا في ثياب سيدة أي زوجة سلاي، وبصحبته بعض أفراد الحاشية.)
(يظل سلاي وبرثلوميو جالسَين في ركنٍ على المسرح.)
(I’ll not budge an inch)
وهذا ما يقابله في ثقافتنا. وأمَّا كلمة boy التي تتلو هذا التعبير فقد ترجمتها بعبارة «يا غلام!» وهذا هو المثال الوحيد في شيكسبير لمخاطبة امرأة بلفظ مذكر. وتقول بربارة هودجدون إن سلاي ربما كان يشير إلى الغلام الذي يمثل دور السيدة في أيام شيكسبير، ومن ثَم فهو يكسر الإيهام المسرحي. ويقول أوليفر إن سلاي لا يوجه الكلام إلى شخصٍ بعينه، فاللفظ يفيد احتقاره لأيِّ فرد يتصادف أن يسمعه، وتقول آن طومسون إنه ربما يكون خطأً لإظهار آثار السُّكْر الذي يدفع سلاي إلى النوم بعد ذلك بخمس كلمات.
يقول موريس إن الضمير his يحتمل وجهين؛ أولهما الإشارة إلى صدر الغلام نفسه، وثانيهما الإشارة إلى صدر سلاي، والترجمة تسمح بالقراءتين، وإن كنت حين أعدتُ قراءة النص العربي وجدت أنني أرجح القراءة الأولى، لأن تنكيس الرأس يعني ذلك، ويُشار إليه في الإنجليزية الحديثة بتعبير hanging his head وأمَّا المعنى الآخر الذي قرأه موريس فهو يذكِّرنا بقول نزار قباني في أغنية «أيظنُّ»: «خبأت رأسي عنده وكأنني / طفل أعادوه إلى أبويه!» وكم ضحكنا من صورة تخبئة الرأس كأنه شيء ثمين منفصل عن الإنسان ويمكن أن يوضع في صندوق محكم الإغلاق مثلًا! والمقصود «دفنت رأسي في صدره» أو «ألقيت برأسي على صدره» ولكن البحر الشعري لم يطع نزارًا، رحمه الله.
(To weep (it may serve) with an onion)
ويكاد يطابق ما أتيت به، والثاني هو:
(Mine eyes smell onions, I Shall weep anon)
أيْ «عيناي تشمَّان البصلا، وبذا أبكي حالا!»
وأمَّا اللوحة الثانية فلوحة تصور الحسناء «إييو» (Io) التي اغتصبها جوبيتر (زيوس) الذي اختبأ حتى يفاجئها في ضباب كثيف، ثم حوَّلها بعد ذلك إلى عنزة، وهي مما يرويه أوفيد نفسه في الكتاب المذكور (١ / ٧٠١–٩٤٣). وأمَّا اللوحة الثالثة فهي تصور دافني (Daphne) وكانت حورية من حوريات الغاب، وقد عشقها أبوللو وحاول اغتصابها ولكنها تحولت فجأةً إلى شجرة من أشجار الغار، وتمكنت بفضل تدخُّل الأرباب التي حولتها من تفادي الاغتصاب، وهي واردة في أوفيد أيضًا (١ / ٥٤٥–٧٠٠) في الكتاب نفسه.
And let the world slip: we shall ne’er be younger.
وتقول هودجدون إن الوزن هنا غير سلس، ولكنني أرى أن تقسيم السطر إلى شطرتين تتكون كلٌّ منها من خمسة مقاطع، ثلاثة منها منبورة في الشطرة الأولى، واثنان منبوران في الثانية، تقسيم شائع في شيكسبير، وأهمُّ من هذا تكرار سلاي لعبارة «دع الدنيا تمضي!» التي بدأ بها حديثه في المشهد الأول، وهي تحوير مقبول للمَثَل السائر let the world wag (or pass).
والشطر الثاني تحوير لمَثَلٍ آخر هو: you shall never be younger.
والمقصود ما يقوله رامي على لسان الخيام (من السريع.)