كتب

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

القصص القصيرة

أبو بكر يوسف

«كان منزلًا صغيرًا، من طابق واحد وثلاث نوافذ، يُشبِه إلى حدٍّ كبير عجوزًا حَدْباء صغيرة بقَلنسُوة. كان مَطليًّا بالجير الأبيض، بسطحٍ قرميدي ومدخنة متساقطة الطلاء، وكان غارقًا كله في خُضرة أشجار التوت والأكاسيا والحور التي غرسها أسلافُ وأجداد أصحابه الحاليين.»

يتميَّز الإنتاج القصصي ﻟ «تشيخوف» بالتكثيف الشديد؛ إذ يستطيع بمهارة فائقة أن يقدِّم لك فكرة عميقة في قصةٍ قصيرة لا تتجاوز بضعَ صفحات؛ قصةٍ تضج بالمشاعر والمواقف الإنسانية المُعبِّرة عن جوهر الحياة والوجود، والمدهش أنه يقدِّم لك ذلك ببساطته المعهودة التي لا تخطِئها عين، فتجعل الفكرةَ تَنفذ إلى أعماقك وتَتملَّكك ولا تَتركك إلا بعد أن تترك أثرَها في نفسك. سعى «تشيخوف» في قصصه التي يضمها هذا الكتابُ إلى التعبير عن الإنسان المعذَّب الذي يعاني في هذا العالَم الذي يحكمه الأقوياء والأغنياء، فيسلِّط الضوء على جنة الفقراء داخل أرواحهم، ساخرًا من رفاهية الأغنياء وسلطة الأقوياء، جاعلًا من المشاعر الإنسانية زادَ الحياة، ومن الإنسان أسمى ما في الوجود لكونِه إنسانًا؛ وهذا ما تَلمسه بعمق في هذه المجموعة القصصية التي خطَّها بقلم الألم على صفحة الإنسانية الخالدة منتبِهًا لأدقِّ تفاصيل الحياة.

هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور أبو بكر يوسف.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الروسية في تواريخ متعددة.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٨١.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

أبو بكر يوسف: واحدٌ من أهم وأبرز مُترجِمي اللغة الروسية إلى اللغة العربية في مصر وأحد روَّادها، حفلت مَسيرته المهنية بعشرات الترجمات للكتب الكلاسيكية لأعلام الأدب الروسي، وأشهرُ ترجماته أعمالُ «أنطون تشيخوف».

وُلد «أبو بكر يوسف أبو بكر» عام ١٩٤٠م بمحافظة الفيوم بمصر، تعلَّم في مدرسة الإسماعيلية الابتدائية، ثم التحق بمدرسة المعادي الثانوية، ولتفوُّقه في دراسته أُرسِل إلى روسيا لاستكمال دراسته بها، فالتحق بجامعة موسكو الحكومية وتخصَّص في دراسة اللغة الروسية وآدابها، وتخرَّج فيها عام ١٩٦٤م، ونال درجة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام ١٩٧٦م، وبعد إنهاء دراسته قرَّر البقاءَ في روسيا والعمل بها.

بدأ مَسيرته المهنية بالعمل مترجمًا ومحرِّرًا أدبيًّا في جريدة أنباء موسكو التي كانت تَصدر باللغة العربية، كما كان يعمل مترجمًا في دارَي نشر «التقدُّم» و«رادوغا» اللتين أمدَّتا المكتبات العربية بأغلب الأعمال الروسية التي كُتِبت في فترة السبعينيات.

كرَّس «أبو بكر» حياته لترجمة روائع الأدب الروسي منذ كان طالبًا جامعيًّا، وحظيت أعماله بقَبولٍ واسع في الوطن العربي، ولاقَت استحسانًا وتقديرًا كبيرَين من قِبَل القرَّاء، فنجده يترجم لكُتَّاب كبار، منهم: «ألكسندر يوشكين»، و«مكسيم كوركي»، و«ميخائيل ليرمنتوف» وغيرهم، ولم تقتصر ترجماته على الروايات والقصص الروسية فقط، بل ترجَم أيضًا قصائدَ شعريةً لكثير من الشعراء الروس، منهم «فيودور تيوتشيف» و«ألكسندر بلوك» وغيرهما.

منحه اتحاد أدباء روسيا العضويةَ الشرفية عام ٢٠٠٠م، ليصبح بذلك أولَ عربي يُمنَح هذه العضوية. وفي عام ٢٠١٢م حصل على ميدالية بوشكين الأدبية لإسهامه الكبير في الترجمة الروسية وتعريف القُرَّاء العرب بالأعمال الأدبية الروسية.

تُوفِّي «أبو بكر يوسف» عام ٢٠١٩م بعدَ رحلةٍ طويلة غزيرة بالعطاء والإنتاج الأدبي.

هنداوي كتب

أضف إلى مكتبتك العديد من الكتب المتميزة والنادرة مجانًا من خلال تطبيق «هنداوي»‏ الذي صُمم ليعطي قرَّاء اللغة العربية تجربة فريدة من نوعها مع القراءة.