الفجر الأول

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

لا تنسي

أسعادُ ليتَ الله صوَّرني
ظلًّا يَقيكِ حرارةَ الشَّمسِ
أو زهرةً حَسناءَ باسمةً
تَضعِينها في مَفرِق الرَّأسِ
أو كوكبًا يجلُو الشعاعَ على
خدَّيكِ والفتَّانة النعس
أو شِرعةً من ماءِ صافيةٍ
تَسقيك سَقيًا طيِّبَ الغَرس
أو نَفحةً تسرِي فتَحمِل من
حُبِّي إليكِ بقيَّةَ النَّفسِ
تَسرِي إلى أذنيكِ تاليةً
آيَ الغَرام عليك بالهمسِ
لكن أماني العُمر ضائعةٌ
بين الغَد المجهول والأَمس
تبدُو وتخفَى فيك مالئةً
صَدري بنار الحُب واليَأس
فيظَلُّ قلبي مُنصِتًا وجِلًا
في أضلُعي كالرَّمس في رَمسِ
أُضحِي على جَزعٍ يولِّهني
وعلى تقطُّع مهجتي أُمسِي
من حادثٍ يُبلي إلى نكَدٍ
يُصمي ومن بُؤسٍ إلى بُؤس
متحيِّرًا والموتُ يرقُبني
مُتَنصتًا في موقعِ الحِس
أسعادُ يومَ أنامُ في جدَثي
مُتواريًا عن أعيُن الإِنس
وترينَ نورَ الشمس فادَّكِري
من باتَ محجوبًا عن الشَّمسِ
٦ يوليو سنة ١٩١٣