القيثارة

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

دعيني أموت

دَعِينِيَ أَنْدُبُ كَالثَّاكِلِ
فَلَسْتُ سِوَى عَاشِقٍ رَاحِلِ
حَمَلْتُ الْهَوَى فِي فُؤَادِي الضَّعِيفِ
فَأَثْقَلَ حَمْلُ الْهَوَى كَاهِلِي
دَعِينِي أَمُوتُ فَإِنَّ الزَّمَانَ
تَرَدَّدَ فِي قَلْبِيَ النَّاحِلِ
وَإِنَّ الدَّقَائِقَ قَدْ أَسْرَعَتْ
بِصَدْرِيَ فِي سَيْرِهَا الْعَاجِلِ
دَعِينِي أَمُوتُ فَإِنِّي فَتًى
تَحَمَّلْتُ فَوْقَ قُوَى الْحَامِلِ
قَطَعْتُ هِضَابَ الْحَيَاةِ صَغِيرًا
وَصِرْتُ قَرِيبًا مِنَ السَّاحِلِ
دَعِينِي أَمُوتُ وَلَا تَنْثُرِي
دُمُوعًا عَلَى هَيْكَلٍ خَامِلِ
فَدَمْعُ الْهَوَى مِنْ بَنَاتِ الْخُلُودِ
فَلَا تُهْرِقِيهِ عَلَى زَائِلِ
دَعِينِي أَمُوتُ فَحَظِّي التَّعِيسُ
هَوَى مَعَ كَوْكَبِهِ الْآفِلِ
دَعِينِي أَمُوتُ فَصَخْرُ رَجَائِي
تُحَطِّمُهُ مَوْجَةُ الْبَاطِلِ!
وَمَا كُنْتُ أُومِلُهُ سَابِقًا
خُدِعْتُ بِهِ خِدْعَةَ الْجَاهِلِ
في ١٧ تشرين الأول سنة ١٩٢٠