موسم ١٩٢٩-١٩٣٠
ومن الملاحظ أن هذا الموسم كان أقصرَ المواسم المسرحية التي مرَّت على الفِرَق الثلاث الكوميدية المتنافسة. كما أن عدم النجاح الذي أصاب أغلبها، لم يكن سبَبُه إلَّا الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثَّرت على الحالة الاقتصادية في مصر، ممَّا انعكس سلبًا على المسرح وجمهوره. وإذا كان الريحاني لاقى النجاح الأوفر في هذا الموسم رغم هذه الأزمة، فهذا راجع إلى الاستعراضات التي أدخلها في عروضه، والتي اعتمدت على رشاقة الراقصات الأجنبيَّات. ورغم هذا العامل، إلَّا أنَّ الريحاني آثر الانتقال إلى سورية هربًا من الأزمة الاقتصادية الخانقة. كذلك فعل أمين صدقي عندما سافر بفرقته إلى الإسكندرية، لعلَّ حظَّه يكون أفضل من العاصمة. أما الكسَّار فبقي وحده صامدًا أمام هذه الأزمة، التي أثَّرت عليه وتجلَّت في صورة قِلَّة المسرحيات الجديدة، التي تمَّ عرضها هذا الموسم.