تَوطِئَةٌ
وما أقدمتُ على نظمها إلَّا مدفوعًا بعاملين قويين: أولهما؛ إكباري لهذا العبقري العظيم الذي رفع رأس الإنسانية بنبوغه الفخم وعقله الجبار. وثانيهما؛ دافع الاشتراك في واجب قومي نحو هذا المثل العالي للإنسان العظيم — ذلك الواجب الذي يجب أن يُوزَّع على جميع الأمم المتحضرة، وأن لا يتخلَّى عنه أدباءُ أيِّ شعبٍ مثقَّفٍ، فإجلالًا لذكرى هذا الشاعر الممثِّل الحكيم، وبرًا بسمعة وطني الأدبية التي ضرب لنا صاحبُ الجلالة (الملك فؤاد الأول) المثلَ الصالحَ في الغيرة عليها بتبرعه السخيِّ (لمَمْثَل شكسبير)؛ نظمتُ هذه المنظومات الثلاث وإن تكن جهدَ المُقلِّ، وحسبي بأداء الواجب ولذتي النفسية ما فيه الرضى لشعري ووجداني.
- (١) سونيتةً١ أو أنشودةً على مثال شكسبير.
- (٢)
رباعيةً مناسبةً للكتابة على جدران المَمْثَل.
- (٣)
قصيدةً عامةً غير مقيدةٍ بوضع أو حجم.
وقمتُ بطبعها طبعة خاصةً تسهيلًا لمطالعتها، على أن لا تُذاعَ بين جمهور المتأدِّبين إلا بعد الفراغ من النظر فيها بلندن كما تقضي بذلك الكياسةُ والواجبُ الأدبي المألوف، واقتصرتُ على شروح قليلة لفائدة القارئ العربي الذي لا يعرف اللغةَ الإنكليزية ففاته الاطِّلَاع على أدب شكسبير، وإن كانت لقصص شكسبير المترجمةِ منزلةٌ رفيعةٌ بين محبي الأدب في مصر على تباين معارفهم؛ إذْ يندر بينهم مَنْ لم يطلع على شيء من آثاره الأصيلة أو المترجمة، وأخصُّ بالذكر ترجمة الشاعر المشهور خليل بك مطران لأهم قصص شكسبير ترجمةً، هي آيةٌ في البلاغة والإتقان.