ديوان محمود سامي البارودي

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

قافية الثاء

وقال: (من الطويل)

إِلَى اللهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ
سَوَاءٌ لَدَيْهِمْ طَيِّبٌ وَخَبِيثُ
لَهُمْ أَلْسُنٌ إِنْ رُمْنَ أَمْرًا بَلَغْنَهُ
مِنَ النَّفْسِ، مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ
تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الْوِدَادِ عُهُودُهُمْ
وَكَيفَ يَدُومُ الشَّيْءُ وَهْوَ رَثِيثُ؟
فَلَيْسَ لَهُمْ فِي سَالِفِ الدَّهْرِ مَحْتِدٌ
قَدِيمٌ، وَلا في الْمَكْرُماتِ حَدِيثُ
بَرِمْتُ بِهِمْ حَتَّى سَئِمْتُ مَكانَتِي
وَأَنْكَرْتُ طِيبَ الْعَيْشِ وَهْوَ دَمِيثُ
إِذَا لَمْ يُغِثْنِي اللهُ منْهُمْ بِفَضْلِهِ
فَمَا لِي بَيْنَ الْعَالَمِينَ مُغِيثُ

وقال: (من الخفيف)

آهِ مِنْ غُرْبَةٍ وَفَقْدِ حَبِيبٍ
أَوْرَثَا مُهْجَتِي عَذابًا مَكِيثَا
لا تَسَلْنِي عَمَّا أُقَاسِي فَإِنِّي
بَيْنَ قَومٍ لا يَفْقَهُونَ حَدِيثَا

وقال: (من الطويل)

أَلا قُلْ لِقَومٍ شَامِتِينَ تَرَبَّصُوا
تَهَزُّمَ شَرٍّ بِالْمَنِيَّةِ كَارِثِ
أَرَى سِتْرَ خَطْبٍ قَدْ تَرَفَّعَ، وانْبَرَتْ
تَلُوحُ لَهُمْ مِنْهُ وُجُوهُ الْحَوادِثِ