الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
أسد رستم
- تاريخ
- ١٤٠٬٣٩٩ كلمة
طوال ما يزيد عن أحد عشر قرنًا من الزمان هو عمر العصور الوسطى ظلت الإمبراطورية البيزنطة (دولة الروم) حاضرة، بحيث لا نستطيع أن نناقش هذه الحقبة التاريخية بمعزل عن تاريخ بيزنطة، والتي تعد واحدة من أكثر الدول ديناميكية على الإطلاق؛ يظهر ذلك في َتَارِيخِها بِكُلِّ زَخَمِهِ السِّياسِيِّ والثَّقَافِيِّ والعِلْمِي، وَما كانَ مِن صِرَاعاتٍ دَاخِلِيةٍ وثَوَرَاتٍ وعَمَلِيَّاتِ تَجْدِيدٍ فِكْرِيٍّ واجْتِماعِيٍّ وَدِينِيٍّ كُبْرَى، وكذلكَ بما كانَ بَيْنَها وبَيْنَ العَرَبِ مِن علاقاتٍ سِيَاسِيةٍ وحُرُوبٍ رَسَمَتْ خَرِيطةَ الدُّنْيا بِأَسْرِها في بعضِ الفَتَرَات. فمن إمبراطورية شاسعة الأرجاء، إلى دويلة صغيرة تقتصر ممتلكاتها على القسطنطينية وسالونيك وبعض المدن اليونانية، ومن الحرب الشرسة على المسيحية إلى اتخاذها دينًا رسميًا للإمبراطورية، ومن صراعاتها مع الفرس وبرابرة روما إلى أن أسقطها السلطان محمد الفاتح.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ١٩٥٥.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨.
محتوى الكتاب
- تمهيد
- الباب الأول: المقدمة
- تقهقر رومة الداخلي وأزمة القرن الثالث
- ظهور النصرانية وانتشارها
- الدولة الساسانية
- الباب الثاني: أصل الدولة ومنشأها
- قسطنطين الكبير والقسطنطينية
- قسطنديوس الثاني ويوليانوس الجاحد
- ثيودوسيوس الكبير
- ظهور الرهبانية وانتشارها
- الباب الثالث: المحنة الأولى: تدفُّق البرابرة وتفرُّق النصارى
- أركاديوس الأول وثيودوسيوس الثاني
- الباب الرابع: تطوُّر النُّظُم وتمشرق الفكر والفن والدولة
- أباطرة النصف الثاني من القرن الخامس
- تَمَشْرُق الفكر والفن والدولة
- الباب الخامس: كرامةٌ ومجدٌ وعظمةٌ
- يوستينوس ويوستنيانوس
- خلفاء يوستنيانوس
- الفكر والفن في القرن السادس
- الباب السادس: تَطَوُّرٌ وتغييرٌ في عناصر الشعب، وفي حُدُود الملك وأنظمته
- هرقل والفرس والصقالبة والآفار
- هرقل والعرب
- خلفاء هرقل
- تطور وتغيير
- الآداب والعلوم والفن في القرن السابع
- الباب السابع: انتعاش وتوطيد واستقرار
- الأسرة الإسورية أو السورية
- خُلفاء الإسوريين والأسرة العمورية
- العلم والأدب والفن في القرنين الثامن والتاسع
- الباب الثامن: الأسرة المقدونية والظفر والعظمة والمجد
- توطيد الملك: باسيليوس الأول ولاوون السادس
- النهوض بالدولة: قسطنطين السابع ورومانوس ليكابينوس
- هجومٌ عظيمٌ، ونصرٌ مبين
- التوقُّف عن التوسُّع وانتهاء الأسرة المقدونية
- أسس الدولة ونظمها في القرنين العاشر والحادي عشر
- الآداب والفنون في عهد الأسرة المقدونية
- الباب التاسع: تأخر الدولة وانحطاطها
- الفوضى والفتن الداخلية
- أليكسيوس الأول كومنينوس
- خلفاء أليكسيوس كومنينوس
- الباب العاشر: تَفَكُّك وانهيار
- أسرة أنجيلوس
- إمبراطورية نيقية
- الباب الحادي عشر: اليقظة الأخيرة وإخفاقها
- دولةٌ صغيرةٌ إرثُها كبيرٌ وظرفها خطير
- أندرونيكوس الثالث ويوحنا السادس
- الأتراك العثمانيون في أوروبة
- الباب الثاني عشر: النهاية
- الروم وبايزيد ومحمد
- علوم الروم وثقافتهم في دورهم الأخير
- يوحنا الثامن وقسطنطين الحادي عشر
- ملحق
محتوى الكتاب
عن المؤلف
أسد رستم: مُؤرِّخٌ لبنانيٌّ عظيمُ الأَثر، يُعَدُّ رائِدَ عِلمِ التوثيقِ في المَشْرقِ العَربي، ومِن أبرزِ مَن وَضَعوا المَنْهجيةَ العِلْميةَ في كتابةِ التاريخِ باللغةِ العربيةِ دُونَ الخُضوعِ لتحيُّزاتٍ مُسبقة، كَما أنَّه أولُ مَن حصَلَ على لَقبِ «دكتور في التارِيخ» في العالَمِ العَربيِّ مِن جامِعةِ شيكاجو.
وُلِدَ «أسد جبرائيل رستم مجاعص» بقَريةِ شوير في لبنان عامَ ١٨٩٦م، درَسَ بالمدرسةِ الإنجليزيةِ بالقَرْيةِ ذاتِها ثُمَّ الْتَحقَ بالكليةِ الشرقيةِ بمدينةِ زحلةَ في مُحافظةِ البقاعِ اللبنانيَّة، وكانَتْ بمَثابةِ تَعليمٍ إعدادِي، عادَ بعدَها إلى شوير وأكمَلَ دراستَه بالمدرسةِ العاليةِ ونالَ شَهادةَ البكالوريا عامَ ١٩١١م. في عامِ ١٩١٦م الْتَحقَ «أسد رستم» بالجامعةِ الأمريكيةِ ببيروت، ليَحصلَ على شَهادةِ البكالوريوس في مَجالِ التاريخِ الذي استكمَلَ الدراسةَ فيه حتى حصَلَ على لقبِ أستاذٍ في التاريخِ عامَ ١٩١٩م، ولنبوغِه مُنِحَ بعثةً إلى جامعةِ شيكاجو بالولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ لدراسةِ تاريخِ الشرقِ القديم، عادَ مِنها إلى بيروتَ مرةً أخرى بعدَ حصولِه على الدكتوراه في المَجالِ ذاتِه، ليقومَ بتدريسِ التاريخِ في كليةِ الآدابِ بالجامعةِ الأمريكية. وبعدَ أنْ أمضى عِشْرينَ عامًا في تدريسِ التاريخِ تَركَ الجامعةَ ليَعملَ مُستشارًا في السِّفارةِ الأمريكيةِ ببيروت، ثم مُستشارًا لقيادةِ الجيشِ اللبناني. وقد تخصَّصَ في الكتابةِ عن تاريخِ الشرقِ القديم، وقامَ بنشْرِ مُجلَّدَينِ تحتَ اسمِ «الرُّوم في سِياستِهم وحضارتِهم ودِينِهم وثقافتِهم وصِلاتِهم بالعَرب» عامَ ١٩٥٥م.
كما ألَّفَ كتابًا مُفصَّلًا في ثلاثةِ أجزاءٍ لتاريخِ الكنيسةِ الشرقيةِ التابعِ لَها الرومُ الأرثوذكس تحتَ اسمِ «تاريخ كنيسةِ مدينةِ أنطاكية العُظْمى»، نُشِرَ عامَ ١٩٥٨م، وكُرِّمَ على إِثْرِه بلقبِ «مُؤرِّخ الكُرسِي الأنطاكي»، ثم كرَّمتْه دولةُ لبنان بجائزةِ رئيسِ الجمهوريةِ اللبنانيةِ عامَ ١٩٦٤م.
وقد أثبَتَ «أسد رستم» أنه يَختلفُ عَن أبناءِ جيلِه مِنَ المؤرِّخين، وحتى عنِ الأَجْيالِ السابِقةِ عليه، بأُسْلوبِه العِلميِّ الذي اتَّبعَه في كِتابةِ التاريخِ دُونَ دمجٍ للأهواءِ في التَّأْريخ، وفي البحثِ والتنقيبِ عَنِ المعلوماتِ بشكلٍ دَقِيق؛ فحصَلَ على وِسامِ المَعارفِ المِصْريِّ ووِسامِ الاستحقاقِ السُّوري.
في عامِ ١٩٦٥م تُوفِّيَ «أسد رستم» مُخلِّفًا مكتبةً تاريخيةً نادرةً وأسلوبًا في التأريخِ يُحتذَى به، وقد مُنِحَ بعدَ وفاتِه وِسامَ الاستحقاقِ اللبناني المُذهَّب.