أندرونيكوس الثالث ويوحنا السادس
أندرونيكوس الثالث (١٣٢٨–١٣٤١)
حروبه في البلقان
وطمع أندرونيكوس في بعض حصون بلغارية الجنوبية، فاغتنم فرصة وفاة ميخائيل وضمها إلى ملكه، وتُوُفي ديشنسكي وتولى الحكم بعده ابنه أسطفان دوشان (١٣٣١–١٣٥٥) قيصر الصرب العظيم، فصادق ملك بلغارية الجديد يوحنا ألكسندروس وتَعَاوَنَ معه، فأعلنا الحرب على أندرونيكوس، فاستعاد يوحنا في السنة ١٣٣٢ ما استولى عليه أندرونيكوس، وتقدم أسطفان دوشان في مقدونية فاحتل أوخريدة وكستورية وغيرهما، واضطر في السنة ١٣٣٤ إلى أَنْ يُصالح أندرونيكوس؛ ليدافع عن حدوده الشمالية ضد هجمات المجر.
حُرُوبه في آسية والأرخبيل
موقفُهُ من الكنيسة
وأقلق تَقَدُّم الأتراك وتوسُّع سُلطانهم أندرونيكوس الثالث، وحَارَ في أمره، فعمد إلى مفاوضة رومة وإلى طلب المعونة من الغرب، ومَرَّ بالقسطنطينية في السنة ١٣٣٤ راهبان دومينيكيان عائدين من أراضي المغول بعد أَنْ حاولا التبشير فيها، فكَلَّفَهما أندرونيكوس الاتصال بالبابا يوحنا الثاني والعشرين (١٣١٦–١٣٣٤) لإطلاعه على تَحَرُّج الموقف في الشرق وحثه على المساعدة، فوافق البابا على طلب الفسيلفس، وأعاد هذين الدومينكيين إلى القسطنطينية حاملين شروطه في تقديم المساعدة، ولدى وصولهما لقيا مقاومةً شديدةً من الإكليروس الأرثوذكسي فلم يتمكنا من البحث في كيفية تعاون الكنيستين، وفي السنة ١٣٣٥ أرسل أندرونيكوس ينبئُ البابا بنديكتوس الثاني عشر (١٣٣٤–١٣٤٢) باستعداده للاشتراك في حملة صليبية جديدة بقيادة ملك فرنسة تكون مهمتها القضاء على مطامع الأتراك في الشرق المسيحي.
الغيورون والمعتدلون٧
ووقف الغيورون إلى جانب البطريرك أرسانيوس في نزاعه مع ميخائيل الثامن، فعرفوا بالأرسانيوسيين، وانضم إليهم مَنْ شَدَّ أزر الشاب الأعمى يوحنا الرابع، وكَثُرَ الجدل واشتد الحماس وعَلَتْ الحرارة، فلجأت الحكومة إلى الجلد والسجن والنفي، وغير ذلك، وقضتْ ظروفُ ميخائيل السياسية بمفاوضة البابا في أمر اتحاد الكنيستين، فضج الغيورون وأعلنوا مقاومتهم وسخطهم، ثم جاء أندرونيكوس الثاني فألغى الاتحاد، ولكن الغيورين ظلوا معاندين، ووسعوا نطاق عملهم فتدخلوا في السياسة.
الصامتون
الحرب الأهلية (١٣٤١–١٣٤٧)
يوحنا السادس (١٣٤٧–١٣٥٥)
يوحنا السادس والصرب
وعلم يوحنا السادس — حق العلم — أنه ليس بإمكانه أن يصد الصرب عن تحقيق آمالهم وحده دون مساعدة خارجية، فلَجَأَ إلى أورخان سلطان العثمانيين الأتراك، ثم أوفد إلى أسطفان دوشان وفدين للتفاوض معه حول مصير ثيسالية (آذار-نيسان ١٣٤٨) فلم يُصْغِ إليه، فاستقدم يوحنا عشرة آلاف تركي عثماني وأنفذهم إلى ثيسالية، فأخرجوا أسطفان منها ولكنهم نهبوها.
وبعد أن استولى يوحنا على ثيسالونيكية في خريف السنة ١٣٤٩ قام بهجومٍ واسع النطاق على ممتلكات دوشان، وكان هذا منهمكًا آنئذٍ في حربٍ ضد المجر لاستعادة بلغراد، فاستمال يوحنا عددًا من أمراء الإقطاع الصرب واستعاد قسمًا كبيرًا من مقدونية واحتل عاصمة الصرب، فعاد أسطفان مسرعًا من حدوده الشمالية إلى مقدونية للمفاوضة.
متاعبٌ داخليةٌ أيضًا
مشكلة جنوى
واشتد طمعُ الجنويين في أسواق العاصمة، ولا سيما في الاتجار مع سواحل البحر الأسود، وأحبوا أن يستأثروا بتجارة البحر الأسود وأن يمنعوا البنادقة والروم من الاشتغال بها، وأَحَبَّ كنتاكوزينوس أن يزيد النشاط التجاري في أسواق العاصمة بتخفيض الرسوم الجمركية وبإنشاء السفن الرومية الوطنية، فلم يرضَ الجنويون عن هذه السياسة الجديدة، وكانوا منذ أيام ميخائيل الثامن قد استقروا خارج العاصمة في غَلَطة فجعلوا منها حصنًا منيعًا عند أبواب القسطنطينية.
الحرب بين جنوى والبندقية
حربٌ أهليةٌ أيضًا
ولم يُبَالِ يوحنا الخامس بالخطر المحدق، ولم يكترثْ لِمَا قد يحل بالروم من جراء المنازعات الداخلية، فأعلن نفسه من ثيسالونيكية في السنة ١٣٥١ الفسيلفس الوحيد لدولة الروم، وفاوض أسطفان دوشان في ذلك فأَقَرَّه عليه، وزحف على أدرنة في أيلول السنة ١٣٥١ في الوقت الذي كان فيه الحصار قائمًا حول القسطنطينية، ففاوض يوحنا السادس الجنويين وصالحهم في ربيع السنة ١٣٥٢.