الأتراك العثمانيون في أوروبة
شبه جزيرة البلقان بعد الاضطراب
وتسلط يوحنا الخامس على دولة متهدمة خربة، تجتاحها العصابات وتمزقها الفتن، فيتسلط على أجزائها الأجانب، ولم يكن يوحنا الخامس سيد هذه الدولة بل زعيم حزب من أحزابها، فصبر على المصيبة ورضي بنصيبه، واعترف للأجانب بما فرضوه عليه، ففي السابع عشر من تموز سنة ١٣٥٥ تَخَلَّى عن جزيرة لسبوس لفرنسيس غتيلوزيو الذي عاونه على الوصول إلى العرش.
وكان بعض قرصان فوقة قد أسروا خليلًا بن أورخان فحمَّله زميله العثماني مسئولية هذا العمل، فحاول يوحنا أن يفك خليلًا من الأسر فلم يفلح، فاضطر إلى أن يتخلى لأورخان عن مدن تراقية مقابل الفدية (١٣٥٧-١٣٥٨).
الهجوم التركي
الفسيلفس وبابا رومة
البطريرك فيلوثاوس يقاوم
وفي أثناء هذا كله كان البطريرك المسكوني يسعى سعيًا حثيثًا في جميع الأوساط الأرثوذكسية في البلقان وفي روسية إلى تنظيم حملة أرثوذكسية توقف الأتراك عند حدٍّ معينٍ وتشل مفعول الاتحاد الذي أعلنه يوحنا الخامس، ولكن شيئًا من هذا لم يتم، وجُلُّ ما توصل إليه البطريرك المسكوني أنه ثبَّت الأوساط الصربية والبلغارية والفلاخية على التمسك بقرارات المجامع المسكونية وعدم الاعتراف بسلطة رومة.
الأتراك عند ضفة الدانوب
إخفاق البابا ودخول الفسيلفس في طاعة السلطان
ثورة أندرونيكوس
وفي السنة ١٣٧٤ حرم يوحنا الخامس بِكْرَهُ أندرونيكوس من الملك وقدَّم عليه أخاه عمانوئيل وذلك لأسباب نجهلها، فقد تكون ذات علاقة بسياسة السلطان العثماني وموقفه من ابنه ساوهجي الذي كان يطمع في الملك فيتودد إلى أندرونيكوس بن يوحنا، وقد تكون بسبب طمع أندرونيكوس وشوقه للاستئثار بالسلطة، وقد تكون عطفًا خاصًّا من يوحنا على ابنه عمانوئيل، والواقعُ الذي لا جدال فيه أن أندرونيكوس لم يخضع لمشيئة أبيه، بل تآمر وساوهجي على والده، فثار ثائر مراد وأمر بقلع عيني ابنه كما أوصى بسمل عيني أندرونيكوس، ونفذ كلٌّ من السلطان والفسيلفس أمر السمل وفقد ساوهجي بصره ولكن أندرونكيوس لم يفقد سوى عين واحدة، ونفي أندرونيكوس وعائلته إلى جزيرة لمنوس.