كتب

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

مسرحيات أيسخولوس

أمين سلامة

«إن الجثة التي طلبتَ منَّا حراستَها قد دُفِنت، ولسنا نعرف مَن الذي دفَنها، كما أن الفاعل قد فرَّ ونجا، لا نستطيع أن نفهم كيف حدَث ذلك، فإن الحارس المكلَّف أخبرنا بما حدث، فصُعِقنا لذلك الأمر، ولا يغطِّي الجثةَ سوى طبقةٍ رقيقة من الثَّرى تكفي لإرضاء آلهة العالَم السفلي.»

عُرِف «أيسخولوس» بأنه «أبو المسرح المأساوي»؛ لِما أدخله عليه من قواعدَ أشاد بها كلُّ مَن لحقوه وساروا على نَهْجه، فصار المسرح المأساوي مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا باسمه؛ فمِن قَبله كان مسرحُ المأساة بسيطَ التجهيز والعرض بشكلٍ مُخِل؛ إذ يقوم ممثِّل واحد بكل الأدوار والشخصيات في الآن نفسه، فهو مجردُ راوٍ للأحداث، أمَّا «أيسخولوس» فعَمِل على توزيعِ الأدوار بين الممثِّلين؛ فعمَّق إتقانَ الممثِّل للدور، مع الحرص على مُلاءمة زِيِّه ومكياجه للشخصية، كما استعان بالجوقة لجذبِ انتباه الجماهير ومساعدتهم على الاندماج في المسرحية كما هي العادة في المسرحيات المَلحمية. أبدع «أيسخولوس» فيما يَربو على تسعين مسرحية لم يَصِلنا منها سوى سبع مسرحيات، وهي: الثُّلاثية «أجاممنون» و«حاملات القرابين» و«ربَّات الانتقام»، بالإضافة إلى «الفُرس»، و«بروميثيوس المقيَّد»، و«الضارعات»، و«السبعة ضد طيبة».

هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الأستاذ أمين سلامة.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة اليونانية القديمة في تاريخ غير معروف.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٧٩.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.

عن المؤلف

أمين سلامة: مُترجِم وكاتب مصري، وُلد عام ١٩٢١م بالخرطوم في السودان. ترعرع في أسرةٍ تهوى العلم، وتهتم بالدراسة الأكاديمية العلمية، بينما وجَّه هو اهتمامَه إلى الدراسة الأكاديمية الأدبية. تَخرَّج «أمين سلامة» في قسم الدراسات القديمة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وذلك في عام ١٩٤٣م، وفي عام ١٩٤٧م حصل على شهادة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية.

شغل العديد من الوظائف الإدارية والعلمية؛ ففي بداية عمله كان أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، ثم انتُدب للعمل بتدريس اللغة اللاتينية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، كما كان أمينًا بقسم الجغرافيا بجامعة القاهرة حتى عام ١٩٥٤م. كذلك عمل بتدريس اللغة الإنجليزية من عام ١٩٥٥ حتى عام ١٩٥٨م، وذلك عقب التِحاقه بخدمة الحكومة السودانية، وفور انتهاء خدمته عمل مُدرسًا للغة الإنجليزية بالمدارس الأجنبية بالقاهرة، وذلك عام ١٩٦١م، كما عمل بالتدريس الأكاديمي بالجامعة الأمريكية في مصر، وبجامعات أمريكا وكندا.

كان «أمين سلامة» مولعًا بدراسة التاريخ اليوناني والروماني، وكان يحب السفر كل عام إلى اليونان للبحث في مكتباتها عن المخطوطات النادرة، واستطاع عبر سنوات حياته العلمية الاطِّلاع على أمهات الكتب اليونانية والرومانية وعلى أروع ما أنتجَته هاتان الحضارتان العظيمتان من أعمالٍ مسرحية وتراجيدية وفلسفية مهمة، وقد أتقن ترجمة هذه الأعمال من لُغتها الأصلية، سواءٌ اليونانية القديمة أو اللاتينية، ومن اللغة الإنجليزية أيضًا، إلى اللغة العربية، إلى جانب تأليفه للكثير من الأعمال المهمة. أما عن أعماله المترجمة فنذكر منها: «الإلياذة»، و«الأوديسة»، و«الأساطير اليونانية والرومانية». وأما عن مؤلفاته فنذكر منها: «الذات واللذات»، و«اليونان وشاهد عيان»، و«حياتي في رحلاتي».

تُوفِّي «أمين سلامة» عام ١٩٩٨م بمحافظة القاهرة، تاركًا إرثًا علميًّا كبيرًا من المؤلفات والترجمات التي تُثري وتُعزِّز مكتباتنا وثقافتنا العربية.

هنداوي كتب

أضف إلى مكتبتك العديد من الكتب المتميزة والنادرة مجانًا من خلال تطبيق «هنداوي»‏ الذي صُمم ليعطي قرَّاء اللغة العربية تجربة فريدة من نوعها مع القراءة.