الهوامل والشوامل
أبو حيان التوحيدي
ابن مسكويه
لَمَّا كانَتْ حَضاراتُ الأُمَمِ ومَعالِمُ تَقَدُّمِها تُقاسُ باتِّساعِ حَرَكةِ العِلْمِ واسْتِحْداثِ عُلومٍ جَديدَةٍ تُصْقِلُ الفِكْرَ وتَبْعَثُ عَلى الِاجْتِهادِ والتَّفَكُّر، وانْدِثارِ أُخْرى جامِدَةٍ لا تَرْقَى لِمُتَطَلَّباتِ الأُمَمِ المُتطَلِّعةِ للتَّقَدُّمِ والرُّقِي؛ كانَ القَرْنُ الثَّالِثُ الهِجْرِيُّ هُوَ القاطِرةَ الَّتِي مَهَّدَتْ لتَأْسِيسِ الحَضارَةِ العَرَبيَّةِ الإِسْلامِيَّةِ الَّتِي امْتَدَّتْ لِقُرونٍ بَعْدَه. وفِي الوَقْتِ نفْسِه كانَ لِعُلَماءِ القَرْنِ الثَّالثِ الهِجْرِيِّ اليَدُ الطُّولَى فِي هَذا التَّأْسِيس؛ فَقَدْ تَنَوَّعَتْ مَشارِبُهم فَأَزْهَرَتْ عُقُولُهم في مَيادِينَ عِلْمِيَّةٍ مُتَنَوِّعةٍ كانَ مِن أَهَمِّها التَّرْجَمَة. ومِنْ أَبْرَزِ عُلَماءِ هَذا القَرْنِ «أبو حَيَّان التَّوْحِيدي» الفَيْلَسوفُ المُتَصَوِّف، والأَدِيبُ البَلِيغ، وَكذَلِكَ «مِسْكَوَيْهِ» الشَّاعِرُ والفَيْلَسُوف، وفِي هَذا الكِتابِ يُقَدِّمانِ لَنَا سِفْرًا فِي الأَخْلاقِ والْأَدبِ والتَّصَوُّف، عَن طَريقِ مَجْموعَةِ أَسْئِلةٍ تَلِيها أَجْوِبَة، خَرَجَتْ لَنا كمُنافَرةٍ أَدَبيَّةٍ أخْلاقِيَّةٍ جَامِعَة.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ١٠٣٠.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩.
محتوى الكتاب
- المسألة الأولى: وهي لغوية
- المسألة الثانية: مسألة خلقية
- المسألة الثالثة: مسألة مركبة من أسرار طبيعية وحروف لغوية
- المسألة الرابعة: مسألة اختيارية
- المسألة الخامسة: مسألة اختيارية
- المسألة السادسة: مسألة طبيعية
- المسألة السابعة: مسألة خُلقية
- المسألة الثامنة
- المسألة التاسعة: مسألة طبيعية
- المسألة العاشرة: مسألة طبيعية
- المسألة الحادية عشرة: مسألة اختيارية
- المسألة الثانية عشرة: مسألة طبيعية
- المسألة الثالثة عشرة: مسألة اختيارية
- المسألة الرابعة عشرة: مسألة خُلقية
- المسألة الخامسة عشرة: مسألة طبيعية واختيارية
- المسألة السادسة عشرة: مسألة طبيعية
- المسألة السابعة عشرة: مسألة اختيارية
- المسألة الثامنة عشرة: مسألة طبيعية
- المسألة التاسعة عشرة: مسألة طبيعية واختيارية
- المسألة العشرون: مسألة اختيارية
- المسألة الحادية والعشرون: مسألة طبيعية خُلقية
- المسألة الثانية والعشرون: مسألة طبيعية خلقية
- المسألة الثالثة والعشرون: مسألة خلقية
- المسألة الرابعة والعشرون: مسألة طبيعية وخلقية
- المسألة الخامسة والعشرون: مسألة طبيعية
- المسألة السادسة والعشرون: مسألة طبيعية
- المسألة السابعة والعشرون: مسألة خلقية
- المسألة الثامنة والعشرون: مسألة طبيعية
- المسألة التاسعة والعشرون: مسألة في حد الظلم
- المسألة الثلاثون: مسألة زَجْرِيَّة ولغوية
- المسألة الحادية والثلاثون: مسألة خلقية
- المسألة الثانية والثلاثون: مسألة طبيعية
- المسألة الثالثة والثلاثون: مسألة نفسانية
- المسألة الرابعة والثلاثون: مسألة تشتمل على نيف وعشرين مسألةً طبيعيةً ولغوية وفيها الكلام في البخت والاتفاق
- المسألة الخامسة والثلاثون
- المسألة السادسة والثلاثون
- المسألة السابعة والثلاثون: مسألة طبية
- المسألة الثامنة والثلاثون
- المسألة التاسعة والثلاثون
- المسألة الأربعون: مسألة خلقية
- المسألة الحادية والأربعون: مسألة إرادية
- المسألة الثانية والأربعون: مسألة إرادية وخلقية ولغوية
- المسألة الثالثة والأربعون: مسألة إرادية وخلقية
- المسألة الرابعة والأربعون: مسألة في مبادئ العادات
- المسألة الخامسة والأربعون: مسألة طبيعية
- المسألة السادسة والأربعون: مسألة إرادية
- المسألة السابعة والأربعون: مسألة في الرؤيا
- المسألة الثامنة والأربعون
- المسألة التاسعة والأربعون: مسألة إرادية وخلقية
- المسألة الخمسون
- المسألة الحادية والخمسون
- المسألة الثانية والخمسون
- المسألة الثالثة والخمسون
- المسألة الرابعة والخمسون
- المسألة الخامسة والخمسون
- المسألة السادسة والخمسون
- المسألة السابعة والخمسون
- المسألة الثامنة والخمسون
- المسألة التاسعة والخمسون
- المسألة الستون
- المسألة الحادية والستون
- المسألة الثانية والستون
- المسألة الثالثة والستون
- المسألة الرابعة والستون
- المسألة الخامسة والستون
- المسألة السادسة والستون
- المسألة السابعة والستون
- المسألة الثامنة والستون
- المسألة التاسعة والستون
- المسألة السبعون
- المسألة الحادية والسبعون
- المسألة الثانية والسبعون
- المسألة الثالثة والسبعون
- المسألة الرابعة والسبعون
- المسألة الخامسة والسبعون
- المسألة السادسة والسبعون
- المسألة السابعة والسبعون
- المسألة الثامنة والسبعون
- المسألة التاسعة والسبعون
- المسألة الثمانون
- المسألة الحادية والثمانون
- المسألة الثانية والثمانون
- المسألة الثالثة والثمانون
- المسألة الرابعة والثمانون
- المسألة الخامسة والثمانون
- المسألة السادسة والثمانون
- المسألة السابعة والثمانون
- المسألة الثامنة والثمانون
- المسألة التاسعة والثمانون
- المسألة التسعون
- المسألة الحادية والتسعون
- المسألة الثانية والتسعون
- المسألة الثالثة والتسعون
- المسألة الرابعة والتسعون
- المسألة الخامسة والتسعون
- المسألة السادسة والتسعون
- المسألة السابعة والتسعون
- المسألة الثامنة والتسعون
- المسألة التاسعة والتسعون
- المسألة المائة
- المسألة الحادية والمائة
- المسألة الثانية والمائة
- المسألة الثالثة والمائة
- المسألة الرابعة والمائة
- المسألة الخامسة والمائة
- المسألة السادسة والمائة
- المسألة السابعة والمائة
- المسألة الثامنة والمائة
- المسألة التاسعة والمائة
- المسألة العاشرة والمائة
- المسألة الحادية عشرة والمائة
- المسألة الثانية عشرة والمائة
- المسألة الثالثة عشرة والمائة
- المسألة الرابعة عشرة والمائة
- المسألة الخامسة عشرة والمائة
- المسألة السادسة عشرة والمائة
- المسألة السابعة عشرة والمائة
- المسألة الثامنة عشرة والمائة
- المسألة التاسعة عشرة والمائة
- المسألة العشرون والمائة
- المسألة الحادية والعشرون والمائة
- المسألة الثانية والعشرون والمائة
- المسألة الثالثة والعشرون والمائة
- المسألة الرابعة والعشرون والمائة
- المسألة الخامسة والعشرون والمائة
- المسألة السادسة والعشرون والمائة
- المسألة السابعة والعشرون والمائة
- المسألة الثامنة والعشرون والمائة
- المسألة التاسعة والعشرون والمائة
- المسألة الثلاثون والمائة
- المسألة الحادية والثلاثون والمائة
- المسألة الثانية والثلاثون والمائة
- المسألة الثالثة والثلاثون والمائة
- المسألة الرابعة والثلاثون والمائة
- المسألة الخامسة والثلاثون والمائة
- المسألة السادسة والثلاثون والمائة
- المسألة السابعة والثلاثون والمائة
- المسألة الثامنة والثلاثون والمائة
- المسألة التاسعة والثلاثون والمائة
- المسألة الأربعون والمائة
- المسألة الحادية والأربعون والمائة
- المسألة الثانية والأربعون والمائة
- المسألة الثالثة والأربعون والمائة
- المسألة الرابعة والأربعون والمائة
- المسألة الخامسة والأربعون والمائة
- المسألة السادسة والأربعون والمائة
- المسألة السابعة والأربعون والمائة
- المسألة الثامنة والأربعون والمائة
- المسألة التاسعة والأربعون والمائة
- المسألة الخمسون والمائة
- المسألة الحادية والخمسون والمائة
- المسألة الثانية والخمسون والمائة
- المسألة الثالثة والخمسون والمائة
- المسألة الرابعة والخمسون والمائة
- المسألة الخامسة والخمسون والمائة
- المسألة السادسة والخمسون والمائة
- المسألة السابعة والخمسون والمائة
- المسألة الثامنة والخمسون والمائة
- المسألة التاسعة والخمسون والمائة
- المسألة الستون والمائة
- المسألة الحادية والستون والمائة
- المسألة الثانية والستون والمائة
- المسألة الثالثة والستون والمائة
- المسألة الرابعة والستون والمائة
- المسألة الخامسة والستون والمائة
- المسألة السادسة والستون والمائة
- المسألة السابعة والستون والمائة
- المسألة الثامنة والستون والمائة
- المسألة التاسعة والستون والمائة
- المسألة السبعون والمائة
- المسألة الحادية والسبعون والمائة
- المسألة الثانية والسبعون والمائة
- المسألة الثالثة والسبعون والمائة
- المسألة الرابعة والسبعون والمائة
- المسألة الخامسة والسبعون والمائة
محتوى الكتاب
عن المؤلف
أبو حيان التوحيدي: فيلسوفٌ متصوِّفٌ وأديبٌ بارع، ويُعَدُّ من أعلامِ القرنِ الرابعِ الهجري.
هو «عليُّ بنُ محمدِ بنِ العباسِ التوحيديُّ»، كُنْيتُه «أبو حيَّان»، وقدِ اختُلِفَ في نسبتِه إلى التوحيد، وإنْ رجَحتْ نسبتُه إلى نوعٍ من تُمورِ العراقِ يُطلَقُ عليهِ «التوحيد» كانَ والدُه يتاجرُ فيه، وقِيلَ نسبةً إلى المعتزلةِ الذين يُلقِّبونَ أنفسَهم بأهلِ العدلِ والتوحيد. كانت ولادتُه في عامِ ٣١٠ﻫ في مدينةِ شيرازَ (نيسابور) وأقامَ أغلبَ حياتِه ببغداد، وكانت طفولتُه صعبة؛ فهو من عائلةٍ فقيرةٍ عاشت في حرمانٍ وشَظَفٍ مِنَ العيش، وعندما صارَ يتيمًا بوفاةِ والدِه وانتقالِه إلى كفالةِ عمِّه لم يجِدْ في كنَفِه الرعايةَ المأمولة؛ فوجَدَ ملاذَهُ بينَ الكتبِ حيثُ عمِلَ بمهنةِ الوِرَاقة، فصارَ موسوعيًّا. حاوَلَ الاتصالَ ﺑ «ابنِ العميدِ» و«الصاحبِ ابنِ عَبَّادٍ» و«الوزيرِ المُهَلَّبي»، ولكنَّه كانَ يعودُ في كلِّ مرةٍ خائبَ الآمال، ولعلَّ تكرارَ هذه الإحباطاتِ على مدارِ حياتِه هو ما حدَاهُ إلى إحراقِ كُتبِه بعدَ أن قارَبَ العمرُ نهايتَه، ولم يَنْجُ منها إلا ما نُسِخَ قبلَ ذلك.
يبدو أبو حيَّانَ التوحيديُّ من خلالِ كتبِه مُثقَّفًا متنوِّعَ المصادرِ واسعَ الاطِّلاع، على وعْيٍ بالحركةِ الثقافيةِ واتصالٍ ببعضِ رموزِها في عصرِه، كما يبدو أديبًا يمتازُ أسلوبُه بالترسُّل، وله مِنَ المُؤلَّفاتِ الكثيرُ في عدةِ مَجالات، أشهرُها «الإمتاعُ والمؤانسة»، و«البصائرُ والذخائر»، و«الصداقةُ والصَّدِيق»، و«المقابسات»، و«الهواملُ والشوامل»، و«الإشاراتُ الإلهية».
ويُعَدُّ أبو حيَّانَ من الشخصياتِ المثيرةِ للجدلِ حتى الآن؛ فما زالَ الناسُ فيه بينَ مادحٍ وقادح، ولعلَّ تبايُنَ تلك المواقفِ يعودُ في جانبٍ منه إلى شخصيةِ الرجل، كما يعودُ في جانبٍ آخَرَ إلى ما نُسِبَ إليهِ أو تبنَّاه هو من آراءٍ ومواقف، ويُعَدُّ أشهرَ مَن مدَحَه وشهِدَ له بالصلاحِ والتقوى «تاجُ الدينِ السُّبْكي» و«ياقوتٌ الحَمَوي»، وممَّنْ قدَحَ فيه واتَّهمَه بالضلالِ والإلحادِ والزندقةِ «الحافظُ الذهبيُّ» و«ابنُ الجَوْزِيِّ» و«ابنُ حجرٍ العسقلاني».
وكانتْ وفاتُه في شيرازَ عامَ ٤١٤ﻫ على أرجحِ الأقوال، وذلكَ بعدَ هروبِه من وعيدٍ بالقتلِ مِنَ «الوزيرِ المُهَلَّبي» بعدَ وِشايةٍ نالتْهُ مِن خصومِه، وبعدَ أنْ أَثْرى المكتبةَ العربيةَ بروائعِ الكُتب.
ابن مسكويه: هُوَ أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه، كُنْيتُه أبو علي الخَازِن؛ إِشارةً إلَى عَملِه خازِنًا لمَكْتباتِ البويهيِّين.كمَّا لُقِّبَ ﺑ «صاحِبِ تَجارِبِ الأُمَم»، وهُوَ اسْمُ مُؤلَّفِه الشَّهِيرِ فِي التَّارِيخ.
وُلِدَ مسكويه حَوالَيْ ٣٢٠ﻫ المُوافِقِ ٩٣٢م. عاصَرَ البيروني وابن سينا وأبا حيَّان التوحيدي وبديع الزمان الهمذاني، وتُوفِّيَ بأصبهان حَوالَيْ ٤٢١ﻫ المَوافِقِ ١٠٣٠م.