الشك الخلاق: في حوار مع السلف
شوقي جلال
- علوم اجتماعية
- فلسفة
- ٢٥٬٤٥٤ كلمة
«أحاول الخروجَ عن السياق التقليدي في النظَر إلى عصرٍ ذهبيٍّ مضى، والزعم أن الفشل مرجعه أننا تَنكَّبنا طريق السلَف؛ فالحضاراتُ أطوارٌ تراكُمية صاعدة، وليست امتدادًا متجانسًا. والحضارة فعلٌ ذاتيٌّ بالأصالة وليس بالنيابة، وإن ما صنَعه السلَف لا يُغني عن جهد الخلَف، وليس السلَف بإنجازاتهم قُدوةً للمحاكاة، بل قدوةٌ لمنهج وثقافة الفعل وصناعة الوجود ومواجَهة التحدي.»
بالشك تستيقظ المجتمعات، وبالعمل تتقدَّم ويصبح لها وجودٌ حضاري في خريطة المستقبل، أما اليقين فهو آفة المجتمعات الراكدة التي تَركَن إلى مقولات السلف؛ يُشلُّ فيها الفِكر، ويُغيَّب العقل، وتتغذى على الماضي. وهو لسانُ حال المجتمعات العربية التي لا تزال تستحضر الماضي لتعيش فيه، وهذا ما دفَع «شوقي جلال» إلى تأليف هذا الكتاب في محاوَلة لإيقاظنا من سُبات عميق، وإخراجنا من الدائرة المفرغة التي ندور فيها، مؤكِّدًا على أن الإنسان العاقل هو مَن يشك ويسأل ويعمل، وأن الإنسان الحكيم هو مَن يرى الموروث التاريخي خطابًا لأهل زمانه، قابلًا للنقد والتصويب؛ ولذا فإن أي مُبادَرة منه نحو التقدُّم قوامُها الرؤية النقدية للموروث، واكتشافُ نقاطِ الخلل والاختلاف والمفارَقة، واستبيان أسباب القصور والعَجز، متَّخذًا من العقل أداةً للشك المنهجي، ومن الفعل بدايةً للوجود الحركي الدينامي المتغيِّر.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الأستاذ شوقي جلال.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ٢٠١٣.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.
محتوى الكتاب
- سنوات العمر وحصاد الهشيم
- إهداء
- مقدمة
- حوار بين التقليد والتجديد
- الفعل/الفكر العربي ولغز النهضة
- توماس كون .. ونسبية المعرفة
- جيدنز: سيرة فكر في سياق كوكبي
- ليس بالبلاغة وحدها تُبنى الحضارات
- غربةُ العلم والمستقبل في حياتنا
- الأيديولوجيا والتاريخ البديل
- الأيديولوجيا والوعي التاريخي الزائف
- القرن الأمريكي: البداية والنهاية
محتوى الكتاب
عن المؤلف
شوقي جلال عثمان: مُفكِّر تنويري، ومُترجِم من طرازٍ رفيع، وصاحبُ رؤيةٍ حضارية ومشروعٍ فكري أنفق فيه دهرًا ليُقدِّمه للقارئ العربي تأليفًا وترجمة.
وُلد «شوقي جلال» بالقاهرة عام ١٩٣١م، ونشأ في أسرة صوفية مُحِبة للثقافة؛ فقد كانت والدته من أسرةٍ صوفية تتبع الطريقة التيجانية، فانعكس ذلك على شخصيته في الزهد والترفُّع والتسامح، أمَّا والده فكان واسعَ الأُفق، ولديه شغفٌ بالقراءة والعلم والموسيقى؛ فكان لذلك أثرٌ كبير على عقلية «شوقي» الذي راح يَنهَل من شتى بحار المعرفة، حتى التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، وفيها درس الفلسفة وعلم النفس، وبدأت مرحلةُ الفكر الحر والانفتاح على مختلِف الثقافات؛ فقرأ عن البوذية والكونفوشية، والماركسية، وفلسفات العرب، ونال درجةَ الليسانس عام ١٩٥٦م.
تَفرَّغ «شوقي جلال» للترجمة والتأليف، فكتب في الكثير من المجلات والدوريات مثل: صحيفة «الأهرام»، ومجلة «العربي» الكويتية، ومجلة «الفكر المعاصر»، ومجلة «تراث الإنسانية»، وغيرها من المجلات والدوريات. كما قدَّم للمكتبة العربية قائمةً طويلة من الكتب المُترجَمة والمُؤلَّفة عكست مشروعَه الفكري التنويري، وانشغالَه بالهُوِية المصرية، وحرصَه على إيقاظ الذهن المصري. ومن أعماله المُترجَمة: «التنوير الآتي من الشرق»، و«الإسلام والغرب»، و«بنية الثورات العلمية»، و«أفريقيا في عصر التحول الاجتماعي»، و«الأخلاق والسياسة». أما عن أعماله المُؤلَّفة، فمن أبرزها: «الترجمة في العالَم العربي»، و«التفكير العلمي والتنشئة الاجتماعية»، و«المصطلح الفلسفي وأزمة الترجمة»، و«المثقف والسلطة في مصر»، و«ثقافتنا وروح العصر»، وغير ذلك من الأعمال المهمة التي أَثْرت المكتبةَ العربية.
شغل «شوقي جلال» عضويةَ العديد من الهيئات الثقافية مثل: المجلس الأعلى للثقافة (لجنة الترجمة)، واتحاد الكتَّاب المصريين، واتحاد كتَّاب روسيا وأفريقيا، والمجلس الأعلى للمعهد العالي للترجمة (جامعة الدول العربية، الجزائر).
نال العديد من الجوائز، أبرزها: «جائزة رفاعة الطهطاوي» من المركز القومي للترجمة عام ٢٠١٨م عن ترجمته كتاب «موجات جديدة في فلسفة التكنولوجيا»، و«جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي».
رحَل الأستاذ «شوقي جلال» عن دُنيانا في السابع عشر من سبتمبر عام ٢٠٢٣م، عن عمرٍ يناهز ٩١ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الأعمال المترجَمة والمؤلَّفة.