الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل: قصة للرؤساء والمرءوسين

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

التعاسة في العمل

يختلف العمل الذي تشعر فيه بالتعاسة عن العمل السيئ.

وكما يقال إن الجمال في عيون الرائي، فإن تعريف العمل السيئ يتوقف على منظور الشخص. فقد يرى البعض أن عملًا ما سيئ لأنه يحتاج جهدًا بدنيًّا كبيرًا أو لأنه مرهق بشدة؛ إذ يتطلب قضاء وقت طويل في الشمس الحارقة. ويرى البعض الآخر أن العمل السيئ هو العمل الذي لا يوفر راتبًا مناسبًا. في حين يصف آخرون العمل بأنه سيئ إذا كان يتطلب منهم السفر مسافة طويلة أو الجلوس لساعات طويلة خلف أحد المكاتب. بالفعل، إن الأمر يرجع إلى طبيعتك الشخصية، وإلى ما تقدره وتستمتع به.

ومع ذلك، يعرف الجميع ما هو العمل الذي يشعر فيه الفرد بالتعاسة.

إنه العمل الذي لا ترغب في الذهاب إليه، ولا تطيق الانتظار حتى ينتهي. وهو العمل الذي يستنزف طاقتك حتى عندما لا تكون مشغولًا به. وهو العمل الذي يجعلك تتوجه إلى منزلك في نهاية اليوم أقل حماسًا وأكثر تشاؤمًا مما كنت عليه عندما غادرت المنزل في الصباح.

والوظائف التي تشعر فيها بالتعاسة موجودة في كل مكان؛ في الشركات الاستشارية ومحطات التليفزيون والبنوك والمدارس والكنائس وشركات البرمجيات وفرق كرة القدم المحترفة ومدن الملاهي. وتجدها في كافة المستويات، بدءًا من مكاتب المديرين التنفيذيين ومرورًا بمكاتب موظفي الاستقبال ووصولًا إلى غرف البريد.

من المهم أن ندرك أن الشعور بالتعاسة ليس له علاقة بالعمل الفعلي الذي تتضمنه الوظيفة. فمن الممكن أن يشعر لاعب كرة سلة محترف بالتعاسة في عمله، بينما يشعر الشخص الذي ينظف الغرفة التي يغير فيها ملابسه بالرضا في عمله. وقد تشعر مديرة تسويق بالتعاسة في العمل وهي تحصل سنويًّا على ربع مليون دولار، بينما تشعر النادلة التي تقدم لها طعام الغداء بالرضا عن وظيفتها.

هذا هو ما يميز التعاسة في العمل. فهي غير واضحة المعالم ولا تعرف حدودًا. ولا أحد بمأمن منها.