الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل: قصة للرؤساء والمرءوسين

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

الأسباب الثلاثة

هناك ثلاثة عوامل أساسية تؤدي إلى التعاسة في العمل، ومن الممكن أن تظهر هذه العوامل في كل المهن بصرف النظر عن طبيعتها. وتبدو الأسباب الثلاثة للوهلة الأولى واضحة وسهلة لا تستعصي على الحل. لكنها تظل في أغلب الأحيان دون علاج في معظم المؤسسات.

تباعد العلاقات بين العاملين

لا يستطيع الناس الشعور بالرضا في عملهم إذا لم يكونوا معروفين لرؤسائهم. فكل البشر يحتاجون إلى أن يفهمهم أصحاب السلطة ويُقَدِّروا سماتهم الفريدة. وفي حين يبدو هذا الكلام وكأنه حكمة من مسلسل الأطفال «حي السيد روجرز» (مستر روجرز نيبرهود)، فهو حقيقي دون شك. فأولئك الذين يشعرون أنهم غير مرئيين أو مجهولون لا يمكن أن يحبوا أعمالهم، بصرف النظر عن العمل الذي يقومون به.

إحساس الفرد بتضاؤل دوره

يحتاج كل فرد أن يعرف أن وظيفته مهمة لشخص ما. أيًّا كان. فبدون رؤية العلاقة بين العمل ورضا شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، لن يجد الموظف ببساطة الرضا الدائم. وحتى أكثر الموظفين لا مبالاة يحتاجون إلى أن يعرفوا أن عملهم مهم لشخص ما، حتى لو كان رئيسهم في العمل فقط.

غياب التقييم الذاتي

يحتاج العاملون إلى أن يكون بإمكانهم قياس تقدمهم ومدى إسهامهم. وليس من الممكن أن يشعروا بالرضا في عملهم إذا كان نجاحهم يتوقف على آراء أو أهواء شخص آخر، مهما كان هذا الشخص خيِّرًا. فبدون وسيلة ملموسة لتقييم النجاح أو الفشل، سيخبو الدافع لدى الناس في نهاية الأمر حين يرون أنفسهم غير قادرين على التحكم في مصيرهم الخاص.

أليس الأمر بسيطًا؟ بالتأكيد.

أوليس واضحًا؟ ربما.

ولكن إذا كان الأمر كذلك، فما الذي يجعل الكثير من المديرين — وأستطيع أن أقول غالبيتهم — يفشلون في توفير هذه الأساسيات المطلوبة في العمل الهادف لمرءوسيهم؟

ربما لأنه واضح أكثر مما ينبغي. فالمثقفون يواجهون في كثير من الأحيان صعوبات في استيعاب الحلول البسيطة. أو ربما كان الكاتب صامويل جونسون الذي عاش في القرن الثامن عشر على حق، وهم يحتاجون فقط إلى كثرة التذكير. أو من المحتمل أنهم فقط غير متأكدين من كيفية البدء.

وأيًّا كان الأمر، فسنعرض في الأقسام التالية تناولًا أكثر عمقًا للأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل، وفوائد معالجتها، والمتطلبات اللازمة لتحقيق الرضا في أي مهنة.