نظرة الحضارات القديمة إلى ظاهرة المد والجزر
مقدمة
-
العالي أو الربيعي: وهو يحدث عندما يكون القمر والأرض والشمس على خطٍّ واحد؛ بحيث يتزامن حدوث المدِّ والجزر بسبب الشمس والقمر معًا؛ الأمر الذي يجعل المدَّ والجزر أعلى من المتوسط أو أدنى منه. وهو يحدث في أثناء الهلال أو البدر.٢
-
المُنخفض أو المحاقي: وهو يحدث عندما يكون القمر في منتصف الطريق بين الهلال والبدر في كلا الاتجاهَين. ويكون جذب القمر والشمس متعامدَين؛ لذلك لا يتداخل المد والجزر الشمسي والقمري. وهذا لا يجعل المد مُرتفعًا ولا الجزر منخفضًا.٣
بعد هذه المقدمة العلمية المُبسطة التي قصدنا التوسُّع فيها لنكون على درايةٍ بالنصوص العلمية التاريخية التي سترِد معنا، وحتى نُدرك الحالات التي تناولتها كل حضارة من الحضارات السابقة.
إذْ منذ أقدم الحضارات حاول الكثير من الناس معرفة سبب هذه الظاهرة، فمنهم من ربطَها بالقمر وحدَه، ومنهم من ربطها بالرياح، ومنهم من ربطها بالشمس، ومنهم من ربطها بأفعال الآلهة المُصطنعة، ومنهم من كان يعتقد بوجود مخلوقاتٍ هائلة الحجم والضخامة كالحيتان تتسبَّب بهذه الظاهرة.
(١) المبحث الأول: عصر الميغاليث
(٢) المبحث الثاني: البابليون
(٣) المبحث الثالث: الهنود
زوَّدَنا البيروني (توفي ٤٤٠ﻫ/١٠٤٧م) بكيفية تفكير الهنود بظاهرة المدِّ والجزر، وكيف كانوا يُفسرونها بطريقةٍ أسطورية.
(٤) المبحث الرابع: الصينيون
(٥) المبحث الخامس: اليونانيون
(٥-١) هيرودوت (القرن ٥ق.م)
(٥-٢) أفلاطون (القرن ٤ق.م)
(٥-٣) أرسطو (القرن ٤ق.م)
المُقتطف الآتي مأخوذ من الفصل الرابع من الرسالة المنسوبة إليه (حول الكون) والموجهة إلى الإسكندر الأكبر المقدوني. وهي تُشير إلى أن المد والجزر يحدُث مرَّتَين. وتذكر أن المد والجزر الكبير يُوجَد في شمال أوروبا، وأنه أكبر في البحر الكبير منه في البحر الصغير. وتُشير إلى تواتر المد والجزر وعلاقته بحركة القمر، ولكن كما لو كان من خلال الإشاعات المُنتشرة في وقته، وليس من قبيل الاستنتاج. بشكل عام تتعارَض هذه المعلومات مع ما هو مؤكَّد من تخبُّط أرسطو في تفسيره لظاهرة المد والجزر؛ ولذلك يتبيَّن أن الرسالة منسوبة إليه وليست من أعماله وأقواله.
نخلُص مما سبق أن أرسطو قد فشل في التعرُّف على أي نمطٍ إيقاعي سببي بسيط يربط بين حركة المدِّ والجزر وجاذبية القمر والشمس.