حنين

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

شاعر

لَا تَقُلْ شَابَ أو تَخطَّى الشَّبَابَا
لَمْ يَزَلْ يَرْتَدِي الهَوَى جِلْبَابَا
صَارَ أَصْفَى إِذَا تَعَارَضَ بِالصَّحْوِ
وَسَاقَ التُّقَى إِلَيْهِ عِتَابَا
وَجَفَا السَّهْلُ وانْتَحى المَسْلَكَ الوَعْـ
ـرَ وَعَانَى أَهْوَالَهُ وَالصِّعَابَا
رَجُلٌ كُلُّ طَائِفٍ فِيهِ شِعْرٌ
طَيَّبَتْهُ يَدُ الخَيَالِ فَطَابَا
أَخَذَ النَّبْعُ عَنْهُ أُغْنِيَةَ الجُو
دِ فَأَغْنَى مِمَّا يَبُثُّ الهِضَابَا
وَتَمَلَّى وَجْه السَّمَاءِ فَضَاءَتْ
مِلْءَ أَضْلَاعِهِ وَهَانَتْ طِلَابَا
كُلَّمَا قَالَ للوُرُودِ مَتَى المَوْ
عِدُ تُزْهِي بِأُنْسِهِ الآدَابَا
خَفَقَ الطِّيبُ فِي ذُيُولِ القَوَافِي
وَادَّعَى نَفْسَهُ بِهَا وَتَصَابَى
وَإِذَا لَوَّحَ العَشِيَّةَ لِلأَنْـ
ـغَامِ خَفَّتْ تُزَاحِمُ الأَتْرَابَا
فَمَغَانِي القَرِيضِ أَبْيَاتُ نُورٍ
كُنَّ لِلحُسْنِ وَالغَوَى مِحْرَابَا
لَا تَقُلْ شَابَ فَهْوَ أَوْسَعُ آفَا
قًا وَأَغْنَى هَوًى وَأَعْلَى قِبَابَا
عَلَّمَتْهُ الحَيَاةُ عِلْمَ اللَّيَالِي
وَتَجَلَّتْ لَهُ كِتَابًا كِتَابَا
فَغَدَا عَهْدُهُ أَبَرَّ مَوَاثِيـ
ـقًا وَأَجْلَى فِي نَفْسِهِ أَسْبَابَا
وَصَفَا خَاطِرًا وَرَقَّ فَمَا يَحْـ
ـفِلُ غَيْبًا وَلَا يُبَالِي حِجَابَا
مَيْسَمُ الحُسْنِ دَائِمُ الحُسْنِ فِي عَيْـ
ـنَيْهِ مَهْمَا تَوَشَّحَ الأَحْقَابَا
يَجِدُ الشَّمْسَ كُلَّ يَوْمٍ إِذَا تُشْـ
ـرِقُ أَبْهَى سَنًى وَأَنْدَى إِهَابَا
وَيُلَاقِي الغُصُونَ أَنْضَرَ أَحْلَا
مًا وَأَشْجَى تَأَوُّدًا وَرِغَابَا
نَاظِرٌ يَجْتَلِي الطَّبِيعَةَ لَا مَلَّ
سُؤَالًا وَلَا أَقَرَّ جَوَابَا
تَارَةً يَحْمَدُ الوُضُوحَ وَأُخْرَى
يَجِدُ النُّورَ وَالضَّبَابَ ضَبَابَا
وَيُصَلِّي عَلَى الجَمَالِ وَلَا يَنْـ
ـهَلُ إِلَّا مِنْهُ الهُدَى وَالصَّوَابَا
حِسُّهُ المُرْهَفُ الدَّلِيلُ عَلَى الحَقِّ
إِذَا تَسلُكُ العُقُولُ الشِّعَابَا
كُلَمَا آهَ مُتْعَبٌ شَعَرَ الآ
هَةَ فِي قَلْبِهِ جَوًى وَحِرَابَا
وَتَمَنَّى أَنْ يَتَّقِي بِهَنَاءِ الـ
ـعَيْشِ تِلْكَ الآلَامَ وَالأوَصْابَا
فَارْوِ عَنْ مُعْدَمٍ يَجُودُ وَعَان
دَنِف يَمْسَحُ الضَّنَى وَالعَذَابَا
ظَامِئٌ يَأْنَفُ الشَّرَابَ فَلَا يَسْـ
ـكُبُ إِلَّا أَنْ يَسْتَدِرَّ السَّحَابَا