موسوعة مصر القديمة (الجزء الرابع عشر): الإسكندر الأكبر وبداية عهد البطالمة في مصر
سليم حسن
- تاريخ
- ٢١١٬٧٤٢ كلمة
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخِ الحَضارةِ المِصريةِ القديمةِ كَمَثَلِ السائحِ الذي يجتازُ مَفازةً مُترامِيةَ الأَطْراف، يَتخلَّلُها بعضُ وُدْيانٍ ذاتِ عُيونٍ تَتفجَّرُ المياهُ مِن خِلالِها، وتلك الوُدْيانُ تَقعُ على مَسافاتٍ في أرجاءِ تلكَ المَفازةِ الشاسعةِ، ومِن عُيونِها المُتفجِّرةِ يُطفئُ ذلك السائحُ غُلَّتَه ويَتفيَّأُ في ظِلالِ وَادِيها؛ فهوَ يَقطعُ المِيلَ تِلوَ المِيلِ عدَّةَ أيام، ولا يُصادِفُ في طَريقِهِ إلا الرِّمالَ القاحِلةَ والصَّحاري المَالحةَ، على أنَّهُ قد يَعترِضُهُ الفَينةَ بعدَ الفَينةِ بعضُ الكلَأِ الذي تَخلَّفَ عَن جُودِ السَّماءِ بمائِها في فَتراتٍ مُتباعِدة؛ هكذا يَسيرُ هذا السَّائحُ ولا زادَ مَعَه ولا ماءَ إلا ما حَمَلهُ مِن آخِرِ عَينٍ غادَرَها، إلى أنْ يَستقِرَّ به المَطافُ في وادٍ خَصيبٍ آخَر، وهُناك يَنعَمُ مرَّةً أُخرى بالماءِ والزَّاد، وهَذِه هي حَالةُ المُؤرِّخِ نفسِهِ الذي يُؤلِّفُ تاريخَ الحضارةِ المِصريةِ القَدِيمة، فالمَصادرُ الأصْليةُ لديهِ ضَئِيلةٌ سَقِيمةٌ جدًّا لا تتصلُ حَلقاتُ حَوادثِها بعضُها ببعض، فإذا أُتيحَ له أن يَعرِفَ شَيئًا عَن ناحيةٍ مِن عَصرٍ مُعيَّنٍ مِن مَجاهلِ ذلكَ التَّارِيخ، فإنَّ النَّواحيَ الأُخْرى لذلكَ العَصرِ نفسِهِ قد تَستعْصِي عليه، وقَد تَكونُ أبوابُها مُوصَدةً في وجهِه؛ لأنَّ أخبارَ تِلكَ النَّواحي قدِ اختفتْ إلى الأَبد، أو لأنَّ أسرارَها ما تزالُ دَفينةً تحتَ تُربةِ مصرَ لم يُكشَفْ عنها بَعدُ.»
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب في تاريخ غير معروف.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩.
محتوى الكتاب
- تمهيد
- الاسكندر وعصر البطالمة في مصر
- مقدمة
- الحالة الدولية في العالم عند تولي الإسكندر
- حكومة مصر في عهد الإسكندر
- الخلاف على تولي الملك بعد الإسكندر
- الآثار التي خلفها الإسكندر الأكبر في مصر
- فرعونًا مصر فليب أريدايوس والإسكندر الثاني
- «بطليموس» بن «لاجوس» في عهد «برديكاس» (عام ٣٢٣–٣٢١ق.م)
- بطليموس وأنتيجونوس ٣٢١–٣١٩ق.م
- الآثار التي خلفها الملك «فليب أريداروس»
- أسرة الفرعون «فليب أريداوس»
- آثار الملك الإسكندر الرابع
- الفرعون بطليموس الأول سوتر
- تاريخ اشتراك بطليموس الثاني مع والده بطليموس الأول
- حالة البلاد المصرية عند تولي بطليموس حكمها
- النزاع بين «بطليموس» الأول و«أنتيجونوس»
- بطليموس و«سوريا» بعد موقعة «أسوس»
- نهاية عهد بطليموس الأول
- المدنية في عهد بطليموس الأول
- التوفيق بين الإغريق والمصريين من الوجهة الدينية في عهد بطليموس الأول
- الإسكندرية في عهد بطليموس الأول
- الدور الذي قامت به الإسكندرية في الأدب والعلوم خلال حكم البطالمة
- أسرة بطليموس الأول
- الآثار التي خلفها بطليموس الأول أو جاء عليها اسمه
- المصادر الديموطيقية التي من عهد بطليموس الأول
- خلاصة سياسة بطليموس الأول ونتائجها في داخل البلاد وخارجها
- عصر بطليموس الثاني
- تولي «بطليموس الثاني» الملك
- طراز الحكم الذي سار على نهجه «بطليموس الثاني»
- النضال بين بطليموس الثاني وإخوته
- الحرب السورية الأولى
- حرب «كريمونيديس»
- حرب «أيمينيس»
- الحرب السورية الثانية
- بداية الحرب السورية الثالثة
- حالة أملاك بطليموس الثاني عند وفاته
- بطليموس الثاني والنهضة العلمية التي قامت في عهده
- نظام الحكم في عهد بطليموس الثاني
- أقسام مصر الجغرافية في عهد البطالمة الأُوَل
- الإدارة في الممتلكات المصرية خارج مصر
- النظام الاقتصادي في عهد بطليموس الثاني
- الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في العهد البطلمي الأول
- العبيد
- ضباط الجيش وجنوده
- مُلاك الأراضي والبيوت
- ملتزمو الضرائب أو مؤجرو الضرائب
- الحياة الاجتماعية للطبقة الدنيا في مصر وعلاقتها بطبقة الحكام الإغريق في خلال القرن الثالث قبل الميلاد
- مهندسو العمارة والعمال
- رجال الشرطة
- الكهنة
- الأسرة المصرية
- موقف المصريين من الإدارة الإغريقية
- نظرة المصريين للإغريق
- المجتمع الإغريقي في مصر خلال القرن الثالث ق.م مستخلَصًا مما جاء في سجلات «زينون»
- اليهود في مصر في العهد البطلمي ٣٢٣–٣٠٠ق.م
- الأشكال والمصورات والخرائط الجغرافية
- قائمة بتواريخ ملوك مصر من عهد الفتح الإسكندري
- المصادر الإفرنجية
محتوى الكتاب
عن المؤلف
سليم حسن: أحد أعلام المصريين في عِلم الآثار، قدَّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عملُه الأبرز «موسوعة مصر القديمة»، ذلك العمل الذي يتكوَّن من ثمانية عشر جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين.
وُلد سليم حسن عام ١٨٩٣م بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وقد تُوفِّي والده وهو صغير فقامت أمُّه برعايته وأصرَّت على أن يُكمِل تعليمَه. وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٩م التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام ١٩١٣م. وقد عمِل سليم حسن مُدرسًا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب، وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي «جولنسيف».
سافر سليم حسن في بعثة إلى فرنسا عام ١٩٢٥م، والتحق بجامعة السوربون التي حصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، وحصَل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر. كما حصل فيما بعدُ على درجة الدكتوراه في عِلم الآثار من جامعة فيينا.
بدأ سليم حسن عام ١٩٢٩م أعمالَ التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور» وهي مقبرة كبيرة وضخمة وُجد بها العديد من الآثار. واستمر حسن في أعمال التنقيب حتى عام ١٩٣٩م، ليكتشف خلال تلك الفترة حوالَي مائتَي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع.
عُيِّن سليم حسن وكيلًا عامًّا لمصلحة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب، ويكون المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعةً من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك؛ ممَّا عرَّضه لمضايقات شديدة أدَّت إلى تركه منصبه عام ١٩٤٠م. وقد استعانت الحكومة المصرية في عام ١٩٥٤م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعيَّنته رئيسًا للبعثة التي ستُحدِّد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة. انتُخِب سليم حسن في عام ١٩٦٠م عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من ١٥٠٠ عالِم من ٧٥ دولة. وانتقل سليم حسن إلى الرفيق الأعلى في الخامسة والسبعين من عمره عام ١٩٦١م.