ذكريات من حياتي

مؤسسة هنداوي مؤسسة هنداوي

ذكريات المساء

ليس هذا عنوانًا رومانسيًّا، وإنما أشير هنا إلى ذكرياتي في صحيفة «المساء» المصرية، عندما عدت من بريطانيا إثر العدوان الثلاثي على مصر، في ٢٩ أكتوبر سنة ١٩٥٦م. بعد أن استقلت من عملي في لندن، اتصل بي الأستاذ خالد محيي الدين عارضًا عليَّ أن أعمل معه في صحيفة المساء، فقبلت لأنه لم يكن أمامي من عمل آخر.

ولا بد أنه في تخميني قد استأذن عبد الناصر قبل أن يتصل بي وأن عبد الناصر وافق على ذلك. واخترت أن أهتم بالشئون العربية في صحيفة المساء.

كانت تلك الفترة من تاريخ مصر مشرقة ومليئة بالآمال، لقد هُزم العدوان الثلاثي واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من سيناء ومن قطاع غزة، بعد أن دمرت خط السكة الحديد الذي يربط مصر بغزة، كما انسحبت القوات البريطانية والفرنسية من منطقة القنال. ولا شك في أن الولايات المتحدة قد ضغطت على حلفاء العدوان الثلاثي للانسحاب، بالإضافة إلى تهديد خروشوف بالتدخل العسكري إن لم يتم الانسحاب.

وكان موقف الولايات المتحدة هذا — وإيزنهاور بالذات — يعود إلى أن بريطانيا وفرنسا أخفتا عن واشنطن تفاصيل مشروع العدوان الذي تم التوقيع عليه سرًّا في معاهدة «سيفر». ولم يغفر إيزنهاور لإيدن هذا العمل، وكان التهديد بزعزعة الجنيه الإسترليني في الأسواق الدولية كافيًا، لا للانسحاب فحسب، بل لإخراج إيدن من زعامة حزب المحافظين بعد ذلك. وبالطبع كانت أمام أمريكا فرصة ذهبية لكي تحل مكان القوى الاستعمارية الهرمة (بريطانيا وفرنسا في الشرق الأوسط). وهكذا بدأ تقديم «مشروع إيزنهاور» لملء الفراغ في المنطقة، كما يزعمون، بعد الانسحاب مباشرة.

وبالطبع كان عبد الناصر يدرك أهداف مشروع إيزنهاور، لكنه في ظني كان في حرج؛ للدور الذي لعبته أمريكا في تحقيق الانسحاب، ولذلك آثر أن تبدأ الحملة على مشروع إيزنهاور في صورة خطابات من الرأي العام إلى جريدة الشعب (وكان الأستاذ لطفي واكد رئيسًا لتحريرها آنذاك) تُدين المشروع. وبالطبع كانت جريدة المساء ضد المشروع، وكُتبت فيها مقالات عديدة تدينه وتفضح مراميه، لكن هذا لم يكن كافيًا؛ إذ أراد هو أن تعرف واشنطن أن الشعب كله ضد المشروع.

وهكذا اتصل بي الأستاذ لطفي واكد ذات صباح، وطلب أن أزوره في مكتبه بصحيفة الشعب. فلما ذهبت وجدت علي صبري حاضرًا الجلسة، ولو أنه انصرف قبل انتهاء اللقاء وقال لي لطفي واكد: إنه يريد من قوى اليسار أن تُغرق جريدة الشعب بخطابات ضد مشروع إيزنهاور، وإنه يطلب مني المعونة في هذا. وبالفعل اتصلت بالعديد من قوى اليسار راجيًا منهم إرسال خطابات إلى جريدة الشعب بإدانة مشروع إيزنهاور. ونشرت الجريدة بالفعل العديد من الخطابات؛ الأمر الذي لعب دورًا في قتل المشروع في المهد.

انتصارات الحركة الوطنية العربية

وبالطبع لم تسكت واشنطن، خصوصًا بعد أن تعددت انتصارات الحركة الوطنية العربية، فطُرد الجنرال جلوب من الأردن وحل محله علي أبو نوار كقائد للجيش، وتحركت الأحزاب الوطنية في الأردن لتحقيق حكم وطني برئاسة سليمان النابلسي، حيث كان الكثير من زعماء الأحزاب الوطنية وزراء في تلك الحكومة، ومنهم على سبيل المثال شفيق أرشيدات للتعليم وعبد الحليم النمر للداخلية … إلخ.

على أن هذا التحول في الأردن لم يظل طويلًا؛ إذ جرى انقلاب وزاري آخر وإن لم يكن انقلابًا كاملًا؛ إذ ظل سليمان النابلسي وزيرًا للخارجية بعد أن كان رئيسًا للوزراء، وظل عدد من وزرائه في مواقعهم، بينما تولى الرئاسة أحدُ الموالين للملك حسين.

كانت هذه بداية التهديد التركي بغزو سوريا من الشمال، وكان التهديد جديًّا، ولعبت الأحزاب المعادية للقومية العربية دورًا في اهتزاز الأوضاع في سوريا باغتيال العقيد عدنان المالكي، الذي كان يشغل منصبًا حساسًا في الجيش السوري فيما أتذكر، كل هذا كان في سبتمبر سنة ١٩٥٧م.

واختار عبد الناصر أن يرسل وحدات من الجيش المصري إلى اللاذقية، واستُقبلت تلك القوات استقبالًا يفوق الوصف في سوريا. وكانت هذه هي الظروف التي سافرت فيها إلى سوريا موفَدًا من صحيفة المساء.

ومع أهمية البحث عن الوضع في سوريا بعد وصول القوات المصرية، إلا أنني أدركت أهمية زيارة عمان أيضًا؛ حيث كان الصراع على أشُدِّه بين الأحزاب الوطنية في الأردن ورجال الملك حسين. وهكذا سافرت إلى عمان لقضاء ثلاثة أيام فقط، ونزلنا في فندق نادي عمان، وكان يقيم به عدد من الوزراء الأردنيين الذين يعيشون أصلًا خارج العاصمة، وهكذا توثقت صلتي بعدد منهم؛ من بينهم شفيق أرشيدات وعبد الحليم النابلسي، وسعيت لمقابلة سليمان النابلسي وفهم الأوضاع منه، فوجدت منه عتابًا على عبد الناصر؛ لأنه يشتد، في رأيه، في معاملة الملك حسين. لكن الجو كان مكهربًا؛ خصوصًا أن الأحزاب الوطنية قد قررت عقد مؤتمرها في نابلس، وكان الملك حسين مصممًا على إفشال المؤتمر ومنع المقيمين من أعضائه في عمان من السفر إلى نابلس، إذ إنه حاصر مخارج عمان بقوات الشرطة.

وفي هذه الظروف حدث أغربُ ما يمكن أن يحدث لصحفي خالي الذهن عن العمليات السرية؛ فقد اتصل بي الملحق العسكري المصري في الفندق وطلب مني أن أمرَّ عليه في مكتبه، فلما ذهبت إذ به يطلب مني أن أسافر إلى نابلس فورًا، ومعي اثنان من قيادة الحركة الوطنية، في سيارة من سيارات السفارة. ولما سألته كيف ستسمح الشرطة الأردنية بخروجنا من عمان، أجاب ببساطة: لا تحمل همَّ ذلك. وطلبت منه أن أعود إلى الفندق لإحضار بعض الملابس معي إلى نابلس، ولكنه رفض، ثم سألني فجأة: هل تجيد إطلاق الرصاص؟ فضحكت وقلت له إنني لم أمسك مسدسًا طوال حياتي، فقال: إذن يذهب معك فاروق القاضي؛ لأنه يجيد إطلاق النار.

السفر إلى نابلس

وهكذا سافرنا في ظلام الليل إلى القدس ومعنا اثنان من قادة الأحزاب: فائق وراد؛ الذي أصبح أمينًا عامًّا للحزب الشيوعي الأردني بعد وفاة فؤاد نصار، والآخر هو عيسى مدانات أحد قيادات الحزب. وفي ظلام الليل لم أعرف من ركب معنا السيارة أنا وفاروق القاضي، ولكن خطر في بالي أنهما رجلان في ملابس شبه نسائية، وبالفعل عندما وصلت السيارة إلى نقطة التفتيش في مخارج عمان أبرزْنا للشرطي جواز سفري وجواز سفر فاروق القاضي، فأشار إلينا بالذهاب، ولم أصدق أننا بهذه السهولة اخترقنا نقاط حصار الملك حسين، وكان المطلوب منا هو توصيل الرجلين إلى منزل القنصل المصري في القدس، ووصلنا بالفعل إلى منزله حوالي الساعة الثالثة صباحًا، فوجدناه في انتظارنا، ورحَّب بنا غاية الترحيب، ونمنا بضع ساعات في غرفة الجلوس، ثم قمت أنا وفاروق القاضي بالسفر وحدنا إلى نابلس مارِّين برام الله، حيث استرحنا في منزل كمال ناصر (الذي اغتاله الإسرائيليون في بيروت بعد ذلك بسنين طويلة)، وتناولنا الغداء في منزله ثم ودَّعناه إلى نابلس التي وصلناها في المساء، ووجدت أن المنظمين للمؤتمر قد رتبوا لي النزول في منزل قدري طوقان، فاتجهت من فوري إلى قاعة المؤتمر في نابلس، حيث حضرت جلسته الختامية، وقابلت د. عبد الرحمن شقير، زعيم الجبهة الوطنية آنذاك، وفؤاد نصار أمين عام الحزب الشيوعي الأردني، وفهمي السلفيتي، وبقية قيادة الأحزاب الأردنية. وربما يتيح لي الزمن أن أتحدث عن متعة الإقامة في بيت طوقان والأحاديث الجميلة التي دارت بيني وبين قدري طوقان والشاعرة فدوى طوقان وحافظ طوقان، وكيف ظللنا نتحاور في الأمور المختلفة حتى الصباح تقريبًا.

وكان من الواضح لي أن الملك حسين يستعد لضربة ردًّا على قرارات الأحزاب الوطنية، وبالفعل فلم أكد أعود إلى عمان وأنزل في نادي عمان، حتى أعلن الملك حسين الأحكام العرفية، وغيَّر الوزارة بوزارة من الموالين له، ومنع الخروج من نادي عمان بالأمر العسكري … وبذلت السفارة المصرية جهودها للتصريح لي بمغادرة عمان. وبالفعل غادرت عمان إلى دمشق، لكن عبد الرحمن الخميسي كان قد طيَّر خبرًا لجريدة الجمهورية باعتقالي في عمان. ولم يكن الخبر بالطبع صحيحًا، وعندما وصلت إلى دمشق وعلمت بالموضوع وسألت الخميسي لماذا فعلت هذا؟ أجاب وهو يضحك: «من باب الاحتياط!»

التهديد التركي لسوريا

عندما وصلت إلى دمشق كانت أزمة التهديد التركي لسوريا في أشُدِّها، وكانت القوات المصرية قد أخذت مواقعها، فرأيت أن من المناسب أن أزور عددًا من المدن السورية لاستكشاف الاستعدادات لمواجهة الغزو التركي المحتمل. وبالفعل ذهبت إلى المكتب الثاني (المخابرات)، وقابلت عبد الحميد السراج (رئيسه آنذاك)، وطلبت منه ترتيب التصريح لي بزيارة عدد من المواقع … في حمص واللاذقية وحلب … إلخ.

فرحب بذلك وأصدر لي تصريحًا بزيارة هذه الأماكن ومقابلة قادتها. وعندما علم بعض الصحفيين المصريين في دمشق بذلك أبدَوا رغبتهم في أن يكونوا معي. كان معنا في السيارة حسن شاه الهاكع وأحمد سعيد مراسل وكالة الشرق الأوسط في دمشق، وصحفية ثالثة من أخبار اليوم، هي فاطمة سعيد. وبالفعل غادرنا دمشق في الفجر في سيارة مكتوب على زجاجها الأمامي «صحافة مصرية».

ومهما حاولت أن أصف حفاوة الشعب السوري بنا فلن أستطيع، سوف أذكر قصة واحدة تشير إلى ذلك. عندما وصلنا إلى الميدان الرئيسي في حمص أوقفنا بعض الأهالي، وصمموا على أن ننزل لتناول الإفطار في منزل أحدهم: فلما أخبرناهم أننا تناولنا بعض الإفطار في السيارة ونحن في الطريق وشكرناهم على كرمهم، رفضوا الاستماع إلينا، وحلف أحدهم بالطلاق أنه لا بد من أن نتناول الإفطار في منزله، وبالطبع رضخنا لهذا الكرم الحاتمي وأفطرنا مرةً أخرى.

ثم ذهبنا بالسيارة إلى موقع القيادة، حيث قابلنا الضباط السوريين والمصريين الذين رحبوا بنا، ثم ذهبنا إلى مكتب محافظ حمص، حيث واجهنا أعظم مفاجأة!

كان الزملاء المصريون معي قد اتفقوا على أن أتولى — باعتباري أكبرهم سنًّا — تقديمهم إلى الجهات المختلفة التي نزورها. وقد قمت بهذا عند وصولنا لمكتب المحافظ، فوجدت منه حفاوة شديدة بأحمد سعيد الذي معنا؛ ظنًّا منه أنه أحمد سعيد المشرف على صوت العرب، وأدركت بسرعةٍ المشكلة، وحاولت أن أشرح بهدوء للمحافظ أن الصحفي الذي معنا ليس أحمد سعيد صوت العرب، فإذ به ينفعل ويقول إن ما وصله من المكتب الثاني من أسماء لصحفيين مصريين، من بينهم أحمد سعيد، جعله يدعو شعب حمص للاجتماع في الميدان الكبير بين الظهر للاستماع إلى خطاب من أحمد سعيد صوت العرب.

وبالفعل كانت الميكروفونات الثابتة والمتنقلة في سيارات تدعو إلى اجتماع بعد الظهر لسماع أحمد سعيد، وأدركنا أننا في ورطة! ماذا نفعل؟

حاولت أن أقنع أحمد سعيد الذي معنا في الوفد أن يتكلم، فرفض بإصرار وهدد بالعودة إلى دمشق فورًا. قلت له: سوف أكتب لك الخطبة وما عليك إلا قراءتها، فرفض. إنه شاب خجول لا يجيد الخطابة أمام الناس (وهو بالمناسبة أصبح وكيل التليفزيون المصري بعد ذلك بسنين طويلة).

وبالتالي، فلم يكن هناك مفر من أن أتكلم أنا، وأنا طبعًا لست أحمد سعيد. ووقفنا في شرفة المحافظة … ممثلو الأحزاب الوطنية السورية ورجال الدين، مسلمين ومسيحيين، وبعض الضباط والصحفيون المصريون. وتكلم رجال سوريا أولًا ثم عندما جاء الدور علينا، لم تستمع الجماهير إلى اسم الشخص الذي سوف يتحدث لأن إطلاق النار من الأهالي ترحيبًا قد غطى على كل شيء.

وبعد انتهاء الاحتفال نزلنا إلى السيارة لمغادرة حمص إلى اللاذقية، فأصرت الجماهير السورية على إخراجي من السيارة للترحيب بي وتقبيلي، وبعضهم لا شك قد أدرك أني لست أحمد سعيد، وإن كانت كلمتي قد سرَّتهم.

وقد اكتشفت بعد ذلك أن أهل حمص معروفون في الشام بطيبتهم وسذاجتهم، تمامًا كما نتحدث نحن عن أهل الشرقية الذين عزموا القطار أو عن الصعيدي الذي اشترى الترام. عرفت ذلك من عفيف البرزي قائد الجيش السوري آنذاك، وعندما أخذني بعد ذلك في سيارته، أنا وخالد محيي الدين، لزيارة حمص مرةً أخرى، ألفيناه يضحك مع المحافظ ويعيد قصة أهل حمص مرةً أخرى.

بعد وصولنا إلى اللاذقية كنت متلهفًا للوصول إلى حلب؛ إذ كان واضحًا لي أن أولى معارك الجيش التركي — لو قرر الهجوم فعلًا — سوف تكون في حلب.

وفي حلب وجدت الاستعدادات العسكرية تجري على قدم وساق … حفر خنادق وإقامة استحكامات، وكانت قلعة حلب هي المكان الذي نُطلُّ منه على ما يجري في المدينة.

الغريب أنني وجدت من بين الضباط المصريين الذين كانوا يقومون بتدريب الميلشيات على أعمال المقاومة؛ الضابط حسن صبري الخولي (الذي أصبح فيما بعدُ المبعوثَ الشخصي للرئيس عبد الناصر في أعمال سياسية عربية كثيرة).

وكنت أعرف حسن صبري الخولي من العباسية؛ حيث نشأنا سويًّا، وظللت على علاقة به بعد الثورة، لذا فرحت جدًّا بلقائه، وقد دبر — ترحيبًا بنا — زيارة للحدود السورية التركية عبر الجبال الشاهقة والطرق الضيقة.

•••

بقي أن أذكر أنني كنت أول صحفي مصري يزور قطاع غزة بعد جلاء الإسرائيليين عنها وعودة الإدارة المصرية (أعتقد أن ذلك تم في يناير سنة ١٩٥٧م) حيث إن الإسرائيليين دمروا خط السكة الحديد، الذي كان يصل بين غزة والقنطرة شرق، فلم يكن هناك مفر من تأجير تاكسي في القنطرة شرق يأخذني إلى غزة، وكان في السيارة أناس آخرون ذاهبون إلى هناك، وقبل وصولنا إلى غزة بنحو ربع الساعة، فوجئنا برتلٍ من السيارات يسد الطريق تمامًا. وعندما وصلنا إلى السد أدخل أحد الواقفين رأسه في سيارتنا وسأل عني، وعرَفت بعد ذلك أنهم يمثلون وفدًا من شباب غزة، عرفوا، لا أدري كيف، أني قادم إلى غزة، وأنهم خرجوا للترحيب بي، وقضيت أسبوعًا في غزة، نزلت خلاله في منزل جمال الصوراني، وقابلت قيادات غزة الوطنية: حيدر عبد الشافي وجمال الصوراني ومعين بسيسو والبقية. وكنت أتناول الغداء يوميًّا في أحد منازل أهل غزة، وكان الغداء التقليدي هو المنسف والكنافة النابلسية.

والمنسف هو طبق كبير من الأرز والعيش واللحم، يأكلونه بأيديهم على طريقة الأعراب. أما الكنافة النابلسية فهي من أجمل ما ذقت من الحلويات.

ومن نتائج هذه الزيارة أني كتبت مقدمة ديوان معين بسيسو «مارد من السنابل» عن المقاومة التي نُظمت ضد الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، وحتى اليوم لا يزال الكثيرون من رجال غزة يزورونني في القاهرة، ونتذكر سويًّا أيام هذه الزيارة الجميلة التي أوقدت حبي لأهل غزة ونضالها.