موسوعة مصر القديمة (الجزء الثالث عشر): من العهد الفارسي إلى دخول الإسكندر الأكبر وبه لمحات في تاريخ السودان وفارس وقصة قناة السويس قديمًا
سليم حسن
- تاريخ
- ١٦٨٬٥٨٦ كلمة
«مَثَلُ الباحثِ في تاريخِ الحَضارةِ المِصريةِ القديمةِ كَمَثَلِ السائحِ الذي يجتازُ مَفازةً مُترامِيةَ الأَطْراف، يَتخلَّلُها بعضُ وُدْيانٍ ذاتِ عُيونٍ تَتفجَّرُ المياهُ مِن خِلالِها، وتلك الوُدْيانُ تَقعُ على مَسافاتٍ في أرجاءِ تلكَ المَفازةِ الشاسعةِ، ومِن عُيونِها المُتفجِّرةِ يُطفئُ ذلك السائحُ غُلَّتَه ويَتفيَّأُ في ظِلالِ وَادِيها؛ فهوَ يَقطعُ المِيلَ تِلوَ المِيلِ عدَّةَ أيام، ولا يُصادِفُ في طَريقِهِ إلا الرِّمالَ القاحِلةَ والصَّحاري المَالحةَ، على أنَّهُ قد يَعترِضُهُ الفَينةَ بعدَ الفَينةِ بعضُ الكلَأِ الذي تَخلَّفَ عَن جُودِ السَّماءِ بمائِها في فَتراتٍ مُتباعِدة؛ هكذا يَسيرُ هذا السَّائحُ ولا زادَ مَعَه ولا ماءَ إلا ما حَمَلهُ مِن آخِرِ عَينٍ غادَرَها، إلى أنْ يَستقِرَّ به المَطافُ في وادٍ خَصيبٍ آخَر، وهُناك يَنعَمُ مرَّةً أُخرى بالماءِ والزَّاد، وهَذِه هي حَالةُ المُؤرِّخِ نفسِهِ الذي يُؤلِّفُ تاريخَ الحضارةِ المِصريةِ القَدِيمة، فالمَصادرُ الأصْليةُ لديهِ ضَئِيلةٌ سَقِيمةٌ جدًّا لا تتصلُ حَلقاتُ حَوادثِها بعضُها ببعض، فإذا أُتيحَ له أن يَعرِفَ شَيئًا عَن ناحيةٍ مِن عَصرٍ مُعيَّنٍ مِن مَجاهلِ ذلكَ التَّارِيخ، فإنَّ النَّواحيَ الأُخْرى لذلكَ العَصرِ نفسِهِ قد تَستعْصِي عليه، وقَد تَكونُ أبوابُها مُوصَدةً في وجهِه؛ لأنَّ أخبارَ تِلكَ النَّواحي قدِ اختفتْ إلى الأَبد، أو لأنَّ أسرارَها ما تزالُ دَفينةً تحتَ تُربةِ مصرَ لم يُكشَفْ عنها بَعدُ.»
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب في تاريخ غير معروف.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩.
محتوى الكتاب
- تمهيد
- مقدمة الفتح الفارسي لمصر
- الآثار التي خلفها لنا ملوك الفرس
- عهد الملك قمبيز
- عصر الملك «دارا» الأول
- عهد الملك «أكزركزس» في مصر
- الملك «أرتكزركزس» الأول وثورة «إيناروس»
- الملك «دارا» الثاني
- طرد الفرس من «مصر»
- «أميرتاوس» والأسرة الثامنة والعشرون
- الوثائق الديموطيقية المنسوبة إلى العهد الفارسي الأول
- تاريخ «مصر» بعد نهاية الفتح الفارسي الأول (٤٠٤–٣٤١ق.م)
- الأسرة الثامنة والعشرون مصر في عهد الفرعون «أميرتاوس» والأسرة المنديسية
- الأسرة التاسعة والعشرون
- «نفريتيس» الأول
- الملك بساموتيس
- الملك «هجر» (أوكوريس)
- «مصر» في عهد «نقطانب» الأول ٣٨٠-١–٣٦٢ق.م
- أسرة «نقطانب» الأول
- الفرعون «تاخوس» «تيوس» أو «تاوس» باليونانية و«زحر» بالمصرية
- بداية عهد «نقطانب» الثاني (٣٦٠–٣٤٣ق.م)
- أحوال الجيش المصري بعد طرد الفرس في القرن الرابع قبل الميلاد
- المباني الدينية في عهد فراعنة القرن الرابع قبل الميلاد
- تاريخ بلاد كوش (السودان) من بداية العهد الفارسي في مصر حتى عهد فتح الإسكندر الأكبر لأرض الكنانة
- الملك كاركاماني (٥١٣–٥٠٣ق.م)
- الملك أماني إستابارقا (٥٠٣–٤٧٨ق.م)
- الملك «سيعأ سبيقا» (٤٧٨–٤٥٨ق.م)
- الملك ناساخما (٤٥٨–٤٥٣ق.م)
- الملك مالويبأماني (٤٥٣–٤٢٣ق.م)
- الملك تالخاماني (٤٢٣–٤١٨ق.م)
- الملك «أماني نيتي يريكي» (٤١٨–٣٩٨ق.م)
- الملك «باسكاكرنن» (٣٩٨-٣٩٧ق.م)
- الملك «حرسيوتف» (٣٥٩–٣٦٢)
- الملك أخراتان (٣٤٢–٣٢٨ق.م)
- الملك نستاسن (٣٢٨–٣٠٨ق.م)
- الخلاصة
- لمحة في تاريخ مملكة «فارس» وتكوينها
- «تسبس» ملك «أنشان» (٦٧٥–٦٤٠ق.م)
- الدولة الأخمينيسية
- الملك «كورش» «سيروس» (٥٥٩–٥٣٠ق.م)
- الملك «قمبيز»
- تولى «دارا» الملك عام ٥٢١ق.م
- ديانة الميديين والفرس
- الديانةُ المصرية القديمة والديانة الفارسية
- العادات واللغة والعمارة في بلاد «فارس» القديمة
- «فارس» و«هيلاس» في عهد الملك «دارا الأول»
- صد الفرس على يد «هيلاس»
- الإمبراطورية الفارسية بعد ارتداد الفرس عن «هيلاس»
- تولي «أرتكزركزس» الأول ملك «فارس» (٤٦٥ق.م)
- عهد «دارا نوتوس» (٤٢٤–٤٠٤ق.م)
- سقوط الإمبراطورية الفارسية
- تولي «أرتكزركزس» منمون عرش الملك (٤٠٤ق.م)
- تولي الملك «أرتكزركزس» الثالث الحكم (٣٥٨ق.م)
- ملحق: قصة «قناة السويس» من أقدم العهود حتى نهاية القرن التاسع عشر، استعراضٌ وتحليل
- سياسة الفراعنة بالنسبة لهذا الإقليم
- ما ورد في المؤلفات الإغريقية والرومانية عن «قناة السويس»
- ما جاء في المصادر العربية عن «قناة السويس»
- النقوش الهيروغليفية والفارسية التي وصلت إلينا عن القناة
- إصلاح القناة على أيدي العرب
- المحاولات الأُخرى التي بُذلت لإعادة حفر قناة قبل «ديلسبس»
- ملحق الصور
- المصادر الإفرنجية
محتوى الكتاب
عن المؤلف
سليم حسن: أحد أعلام المصريين في عِلم الآثار، قدَّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عملُه الأبرز «موسوعة مصر القديمة»، ذلك العمل الذي يتكوَّن من ثمانية عشر جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين.
وُلد سليم حسن عام ١٨٩٣م بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وقد تُوفِّي والده وهو صغير فقامت أمُّه برعايته وأصرَّت على أن يُكمِل تعليمَه. وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام ١٩٠٩م التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام ١٩١٣م. وقد عمِل سليم حسن مُدرسًا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب، وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي «جولنسيف».
سافر سليم حسن في بعثة إلى فرنسا عام ١٩٢٥م، والتحق بجامعة السوربون التي حصل منها على دبلومتين في اللغة والديانة المصريتين القديمتين، وحصَل على دبلوم اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية، ودبلوم الآثار من كلية اللوفر. كما حصل فيما بعدُ على درجة الدكتوراه في عِلم الآثار من جامعة فيينا.
بدأ سليم حسن عام ١٩٢٩م أعمالَ التنقيب الأثرية في منطقة الهرم لحساب جامعة القاهرة، وكان من أهم الاكتشافات التي نتجت عن هذه الأعمال مقبرة «رع ور» وهي مقبرة كبيرة وضخمة وُجد بها العديد من الآثار. واستمر حسن في أعمال التنقيب حتى عام ١٩٣٩م، ليكتشف خلال تلك الفترة حوالَي مائتَي مقبرة، بالإضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع.
عُيِّن سليم حسن وكيلًا عامًّا لمصلحة الآثار المصرية، ليكون أول مصري يتولى هذا المنصب، ويكون المسئول الأول عن كل آثار البلاد، وقد أعاد إلى المتحف المصري مجموعةً من القطع الأثرية كان يمتلكها الملك فؤاد، وقد حاول الملك فاروق استعادة تلك القطع، ولكن سليم حسن رفض ذلك؛ ممَّا عرَّضه لمضايقات شديدة أدَّت إلى تركه منصبه عام ١٩٤٠م. وقد استعانت الحكومة المصرية في عام ١٩٥٤م بخبرة سليم حسن الكبيرة فعيَّنته رئيسًا للبعثة التي ستُحدِّد مدى تأثير بناء السد العالي على آثار النوبة. انتُخِب سليم حسن في عام ١٩٦٠م عضوًا بالإجماع في أكاديمية نيويورك التي تضم أكثر من ١٥٠٠ عالِم من ٧٥ دولة. وانتقل سليم حسن إلى الرفيق الأعلى في الخامسة والسبعين من عمره عام ١٩٦١م.