الأخلاق عند الغزالي
زكي مبارك
- فلسفة
- ٧٠٬٦٠٦ كلمة
دشَّن زكي مبارك كتاب «الأخلاق عند الغزالي» وهو لا يزال شابًا بقلمٍ تغمرهُ روحُ الحماسةِ والانطلاق، وسليقةٍ تحوزها ملكة مفعمة بالنقد، فكان قلمهُ قاسيًا على من تناوله بالنقد، وقوله صادمًا لكل مُغرضٍ من الصدق ومُرجفٍ من الصواب، وقد نأى المؤلف بنفسه عما كان سائدًا في عصره من اجترارٍ لمناهجِ القدماءِ في مداهنةِ السلفِ وتقديسِ الشخصياتِ التاريخية، وآثر أن يُخضع موضوعه للدراسة التي يرمي من خلالها إلى إبراز الحق وإقامة العدل، فتناول الأخلاق عند الإمام الغزالي كمبحث فلسفي تناولًا نقديًّا رصينًا، حيث درس الإمام في عصره، وحياته، وتعرَّض إلى مصادره الفكرية، ومؤلفاته وعلاقتها بمبحث الأخلاق، ولم يكتف بذلك فقط، بل امتد اهتمامه إلى دراسة التأثير الفكري للأخلاق عند الغزالي فيمن لحقوه، كما وازن بينه وبين فلاسفة الغرب أمثال: ديكارت، وهوبز، وسبينوزا.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ١٩٢٤.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٢.
محتوى الكتاب
- مقدمة
- تعقيب للمؤلف
- فاتحة الكتاب
- الباب الأول: في العصر الذي عاش فيه الغزالي
- تمهيد
- الدولة السلجوقية
- الباطنية
- الحروب الصليبية
- المدارس النظامية
- روح ذلك العصر
- البلدان التي عرفها الغزالي
- أعيان ذلك العصر
- الباب الثاني: في حياة الغزالي
- تمهيد
- أسرته
- مولده ونشأته
- حياته الروحية
- فهمه للحياة
- وفاته ورثاؤه
- الباب الثالث: في المنابع التي استقى منها الغزالي
- تمهيد
- المصادر الفلسفية
- منبع الصوفية
- من عرف الغزالي من الصوفية
- منبع الشريعة
- أساتذة الغزالي وأصحابه
- الباب الرابع: في مؤلفات الغزالي
- تمهيد
- طريقته في التأليف
- الصوت المُردد في مؤلفات الغزالي
- كتاب الإحياء
- أغلاط الإحياء
- غفلة الغزالي وعناده
- الباب الخامس: في مباحث تمس الأخلاق
- تمهيد
- الخير والشر
- الإرادة
- الضمير
- الأغراض والنتائج
- الوسائل والغايات
- الباب السادس: في الأخلاق
- تمهيد
- تربية الخلق
- إمكان تغيير الخلق
- الطريق إلى تهذيب الأخلاق
- غاية الأخلاق
- هل تورث الأخلاق
- الباب السابع: في الفضائل
- تمهيد
- فضيلة الصدق
- فضيلة الصبر
- فضيلة الخمول
- فضيلة التوكل
- فضيلة الإخلاص
- الباب الثامن: في توقي الرذائل
- تمهيد
- رذيلة الغضب
- رذيلة الحقد
- رذيلة الحسد
- رذيلة العجب
- رذيلة الكبر
- آفات اللسان
- رذيلة الرياء
- الباب التاسع: في العلوم والفنون والتربية
- تمهيد
- العلوم
- الفنون
- تربية الأطفال
- آداب المعلمين
- آداب المتعلمين
- الباب العاشر: في الحقوق والواجبات
- تمهيد
- في الحقوق والواجبات
- الباب الحادي عشر: في تأثير الغزالي في عصره وما تلاه من العصور
- تمهيد
- في تأثير الغزالي في عصره وما تلاه من العصور
- الباب الثاني عشر: في أنصار الغزالي وخصومه
- تمهيد
- في أنصار الغزالي وخصومه
- الباب الثالث عشر: في الموازنة بين الغزالي وبين الفلاسفة المحدثين
- تمهيد
- في الموازنة بين الغزالي وبين الفلاسفة المحدثين
- الباب الرابع عشر: في آراء علماء العصر في الغزالي
- تمهيد
- في آراء علماء العصر في الغزالي
- خاتمة الكتاب
- المراجع
محتوى الكتاب
عن المؤلف
زكي مبارك: أديب وشاعر وناقد وصحفي مصري، حاصل على ثلاث درجات دكتوراه.
ولد الأديب زكي عبد السلام مبارك في الخامس من أغسطس عام ١٨٩٢م بقرية سنتريس بمحافظة المنوفية لأسرة ميسورة الحال. توجَّه في طفولته إلى الكُتَّاب، وأدمن زكي مبارك القراءة منذ كان في العاشرة من عمره، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة عشرة.
حصل زكي مبارك على شهادة الأهلية من الجامع الأزهر عام ١٩١٦م، وقرر بعدها أن يلتحق بكلية الآداب بالجامعة المصرية، حيث تخرج فيها وحصل على درجة الليسانس عام ١٩٢١م، وأكمل بعد ذلك دراساته العليا لينال درجة الدكتوراه في الأدب من الجامعة ذاتها عام ١٩٢٤م. ولم يقف زكي مبارك عند هذا الحد، لكنه سافر إلى باريس والتحق بمدرسة اللغات الشرقية وحصل منها على دبلوم الدراسات العليا في الآداب عام ١٩٣١م، وواصل مبارك مسيرته العلمية بالحصول على الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام ١٩٣٧م.
تتلمذ زكي مبارك على يد الشيخ المرصفي الذي لعب دورًا إصلاحيًّا كبيرًا في تطور الدراسات الأدبية واللغوية في ذلك العصر. وتتلمذ أيضًا على يد طه حسين، ولكنه كان تلميذًا مشاغبًا يقارع أستاذه، ولا يستكين استكانة المتلقي، بل يُعمل عقله النقدي ويجاهر مجاهرة الواثق بقدراته، حيث قال لأستاذه طه حسين ذات مرة أثناء إحدى المناقشات في مدرج الجامعة: «لا تتعالموا علينا ففي وسعنا أن نساجلكم بالحجج والبراهين.»
تبوَّأ زكي مبارك مكان الصدارة في مجالي الشعر والخطابة، ورمى بنفسه في أتون ثورة ١٩١٩م مستغلًّا هذه المكانة ليلهب مشاعر الجماهير بخطبه البليغة الوطنية، ويفجر المظاهرات بأشعاره النارية.
لم ينل زكي مبارك حظه من المناصب نتيجة لـسببين رئيسين، أولًا: معاركه الأدبية مع أقطاب عصره كطه حسين، وعباس العقاد، والمازني وغيرهم. ثانيًا: تفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية الممالئة للقصر والنفوذ البريطاني؛ لذلك سافر الرجل إلى العراق، وهناك مُنح «وسام الرافدين» في عام ١٩٤٧م. وقد كتب مبارك طوال مسيرته الأدبية ٤٥ كتابًا، منها كتابان باللغة الفرنسية. وقد توفي مبارك عام ١٩٥٢م ودفن في مسقط رأسه.