يزيد بن الوليد
(١) أوَّليته
(٢) خلافته
ولما قتل الوليد ثارت أهل حمص، وأغلقت أبواب المدينة، وأقامت النوائح عليه، وحلفوا ألَّا يطيعوا يزيد، وأمَّروا عليهم معاوية بن يزيد بن الحصين بن نمير، فكتب إليه يزيد فلم يسمعوا، فسيَّر إليهم أخاه مسرورًا فَشَتَّتَ شملهم.
(٣) الحوادث الكبرى في عهده
-
(١)
كانت الفتن بين اليمن وقيس في خراسان وسائر المشرق واليمامة أجلَّ الحوادث أثرًا في عهد يزيد؛ فقد اقتتل فيها الفريقان، ولقي الإسلام والعروبة من ذلك شرًّا مستطيرًا، وجرت بين الطرفين أيامٌ تُذكرنا بأيامهم في الجاهلية وفي عهد المروانية، ذكرها ابن الأثير مفصلًا.٩
-
(٢)
ومن الحوادث الكبرى فتنة مروان بن محمد، فقد ثار في سنة ١٢٦ مطالبًا بدم الوليد، وسار ومعه عدد كبير من رجاله، ونفر من أهل فلسطين، فبعث إليه يزيد، ثابت بن نعيم، والتقى جمعاهما، فتغلب مروان وأسر ثابتًا، وعظم أمره في حران والجزيرة، فكتب إليه يزيد أنه يُولِّيه الجزيرة وأرمينية والموصل وأذربيجان إذا بايعه، فقبل وبقي هناك إلى أن مات يزيد.١٠
-
(٣)
ومن الحوادث الكبيرة في عهده اشتداد أمر العباسيين؛ ففي سنة ١٢٦ وجَّه إبراهيم الإمام أبا هاشم بكير بن ماهان إلى خراسان، وبعث معه بالسيرة والوصية، فقدم مرو وجمع النقباء والدعاة، فنعى إليهم محمد بن علي بن عبد الله، ودعاهم إلى ابنه إبراهيم، ودفع إليهم كتابه فقبلوه، ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة العباسية، فقدم بها بكير بن ماهان إلى إبراهيم.
-
(٤)
وفي تلك السنة أخذ يزيد بن الوليد البيعة لأخيه إبراهيم بن الوليد، وجعله ولي عهده، ولعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بعد إبراهيم، وذلك حين مرض يزيد في ذي الحجة سنة ١٢٦. وكان الذي دفعه إلى ذلك هم القدرية؛ فقد قالوا له: إنه لا يحل لك أن تهمل أمر الأمة، فبايع لأخيك. فقبل.
(٤) كبار الرجال في عهده
-
(١)
يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم الثقفي (؟–١٢٧) أمير من الولاة الكبار من أهل الشام، ولَّاه هشام بن عبد الملك اليمن ثم العراق سنة ١٢١، وهو الذي قتل خالد بن عبد الله القسري، أقام إلى أيام يزيد بن الوليد، فعزله سنة ١٢٦، وقضى عليه وحبسه في دمشق إلى أن قتله يزيد بن خالد القسري انتقامًا لأبيه، وكان شديدًا يقتفي سيرة الحجاج.
-
(٢)
عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي (؟–١٣٠) أمير من القادة الشجعان النبلاء، كان من رجال مروان بن محمد في عهدَي إمارته وخلافته، سيَّره مروان من الشام لقتال أبي حمزة وطالب الحق، فالتقى بأبي حمزة في وادي القرى من أعمال المدينة فقتله، ثم قصد اليمن وطالب الحق فيها قد بويع بالخلافة فقاتله وقتله.
-
(٣)
المهير بن سلمى بن هلال الدؤلي الحنفي (؟–١٢٦) زعيم أهل اليمامة، كان شجاعًا حازمًا، لما بلغه مقتل الوليد بن يزيد في الشام، دخل على أمير اليمامة علي بن المهاجر الكلابي، فقال له: اترك لنا بلادنا، فلم يفعل، فقاتله المهير وطرده وتأمَّر على اليمامة إلى أن مات.
-
(٤)
المثنى بن عمران العائذي (؟–١٢٧) شجاع ثائر، كان مع الضحاك بن قيس لما خرج في العراق، وولَّاه الضحاك على الكوفة، فقصده ابن هبيرة فاقتتلا وقُتِل المثنى.
-
(٥)
يزيد بن الطشرية العادي (؟–١٢٧) من شعراء العرب الفحول، حسن الشعر، حلو الحديث، شريف كريم، غزل شجاع، قُتِل في إحدى الوقائع بفلج في اليمامة.
-
(٦)
نوح بن جرير بن الخطفي (؟–١٤٠) من شعراء الدولة، وكان شاعرًا فحلًا، له قصائد ومقطوعات كثيرة في الحوادث التي جرت في العصر بين قيس واليمن.