(١) السؤال والجواب
والسؤال هو عن النزول ابتداءً دون سبب. الوحي يتكلم قبل أن يطلب الواقع، ويجيب
دون سؤال. وهو ضد واقعة أسباب النزول.
٩٥ لا نزول بلا سبب؛ فالوحي نداء للواقع، واستجابة له. في لحظة يكون
الواقع كالرحم المفتوح، يستدعي القضيب والإنزال.
تعني أسباب النزول أولوية الواقع على الفكر، وتقدم السؤال على الجواب. الواقع
يسأل والوحي يُجيب.
٩٦ ولا تهم معرفة سبب آية كسببٍ تاريخي في حد ذاته بل الدلالة العامة
لأسباب النزول.
٩٧ فقد يختلف فيها الرواة. ولا يهم تعدد الأسباب بل السبب أي ارتباط
الفكر بالواقع. ليس السبب العلمي المعروف في البحوث التجريبية بل السببية أي
ارتباط الظواهر بعضها ببعض. والأسباب لفظٌ قرآني. ولا يهم تكرار السبب إذ يكفي
مرةً واحدة؛ التكرار للتأكيد والحفظ. ليس المهم عدد الآيات والأسباب بل علاقة
الآية بالسبب، وقد تنزل آياتٌ عدة على سببٍ واحد أو آيةٍ واحدة.
وفي القرآن سؤال وجواب.
٩٨ والأصل المطابقة بين الاثنين. وأحيانًا تتحول الإجابة إلى وجهةٍ
أخرى تقتضي إعادة وضع السؤال. فنصف الإجابة في طريقة وضع السؤال، من أجل التوجه
من النظر إلى العمل أو عدم الدخول في مسائلَ نظرية لا نفع فيها.
٩٩ وقد يكون الدافع الزيادة أو التبديل أو حذف السؤال وعدم الإجابة
كلية أو لإزالة اللبس. والسؤال عن الواقع والإجابة من الوحي. وقد يجيء الجواب
أعمَّ من السؤال. وقد يجيء الجواب أخصَّ من السؤال. وقد يُعدَل عن السؤال إذا كان
خارج نطاق المعرفة الإنسانية أو كان القصد منه التعنت.
١٠٠
وأقل الأمم سؤالًا أمة محمد لأن كثرة الأسئلة تتطلب كثرة الأجوبة، والأجوبة
أحكام، والأحكام قيد، على عكس بني إسرائيل. إذ إن كثرة الأسئلة تُقصي عن السلوك
الفطري البديهي بناءً على البراءة الأصلية، وتقلل من مساحة الوجود الطبيعي خارج
السؤال كما هو الحال في السماح أو العفو.
١٠١ وكل سؤالٍ نظري له إجابةٌ عملية.
١٠٢ والأسئلة خارج إطار المنظور الإنساني وإمكانيات المعرفة الإنسانية
لا يجاب عليها. توضع موضوعاتها بين قوسَين. فهي موضوعاتٌ متعالية خارج نطاق
التجربة الإنسانية مثل السؤال عن الروح.
١٠٣
كان الرسول يبحث عن قبلة ويتوجه إلى السماء فنزلت آية تُحدِّد القبلة.
١٠٤ ولولا بحث الرسول لما نزلت الآية. فالسؤال ليس ضرورة باللغة
وبالعبارة وبالخطاب وبالطلب بل يكون بعقد النية والتوجه استجابة لطلب النبي بشد
الوطء على الكفار. نزلت آية عزاء ببلوى المسلمين ببعض الخوف والجوع ونقص
الأموال والثمرات مع البشارة للصابرين.
١٠٥ الآية تشريع لواقع إجابة على سؤال ماذا يأكل الناس إذا ما ندر الطعام؟
١٠٦ وقد أجاز الرسول للجيش أكل سمكٍ ميتٍ لَفَظه البحر باعتباره رزقًا من
الله. والاختصام على الأرض واقع تنزل له آية لحلِّه من طريق العدل وعدم أكل أموال
الناس بالباطل أو الفساد مع الحكام.
١٠٧
وفي الوحي إجابة على سؤال يطرحه الواقع مثل السؤال عن الأهلة بناء على دفع
اليهود للمسلمين للسؤال عنها لتشويش عقيدتهم.
١٠٨ وقد سأل أحد المسلمين الرسول عن البِرِّ، فأتت الإجابة بنزول آية أن
البِر ليس الصلاة قِبَل الشرق والغرب ولكن البِر إيمان وعمل يتجلَّى في التصدق على
ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين والأسرى، وإيتاء الزكاة،
والوفاء بالعهود، والصبر حين البأس. وهذا هو سلوك الصدق والإخلاص.
١٠٩ ولما سأل أحد الصحابة أرنا ربنا. لم تُجب الآية بالمكان الخارجي بل
بالحضور القلبي والحوار الداخلي والإيمان الباطني.
١١٠ وإجابة على سؤال الإنفاق نزلت الإجابة أنه على الوالدين والأقارب
واليتامى والمساكين وأولاد السبيل.
١١١ وعندما سئل الرسول عن أعظم شهادة في كتاب الله نزل الوحي بأنها
شهادة «لا إله إلا الله» والقيام بالقسط أي تمني الشهادة. وحقها هو العدل في الدنيا.
١١٢ وعندما سئل الرسول الله أن يجعل ملك فارس والروم في أمته نزلت آية
تجعل قيادة الأمم طبقًا لقوانين التاريخ.
١١٣ وعندما كان السؤال عن الطاعة على الإطلاق كانت الإجابة الطاعة في
المعروف وليس على الإطلاق كما هو الحال في الجيش.
١١٤ وآية الميراث الشهيرة كانت جوابًا على سؤال أحد الصحابة. ولولا
السؤال لما كان الجواب.
١١٥ ولما حزن بعض الصحابة على فراق الرسول نزلت آية تفرق بين الرسول
والرسالة، وأن القضية ليست الشخص بل المبدأ حتى لا يتم الوقوع في عبادة الأشخاص.
١١٦ وتمنى عمر أن يأخذ مقام إبراهيم مصلى فأتت الآية لتستجيب لمطلبه
بنفس العبارات. فالنزول صعود، وما يأتي به الوحي نزول قد يصل إليه القلب صعودًا.
١١٧ لذلك كان عمر مُحدَّث هذه الأمة يتفق معه الوحي في أكثر من حكم. وهذا
يدل على أن الوحي عقليٌّ بديهيٌّ فطري، يمكن نزوله من السماء، كما يمكن صعوده من
الأرض. واتفق الوحي مع رأي عمر في صلح الحديبية وفي أسرى بدر حتى إن الرسول قد
مدحه بأنه لو نزل الهلاك بهذه الأمة لما نجا منه إلا عمر. فالوحي أتى مطابقًا
لحكم العقل والواقع. الوحي يؤكد ما تنتهي إليه البداهة والمصلحة وليس مشرعًا
خارج نطاق الإقرار الإنساني. وكذلك تعديل الصيام، جاء بناءً على طلب عمر
التخفيف فيه حتى لا يختان الإنسان نفسه ويعاشر امرأته ليلًا بعد الاستيقاظ.
١١٨ وكان الميراث في الجاهلية بالاتفاق بين الرجال. فنزلت آية للتواصل
معه قبل أن تعدل إلى قانون الميراث التفصيلية.
١١٩ كان هذا التشريع التفصيلي بناءً على طلب وعدم الرضا بعادة الميراث
في الجاهلية ورغبة في تغيير العادات والأعراف. ولما سأل رجل عن نصيب المهاجرين
نزلت آية تجعل الأنصبة طبقًا لمبدأ العدل.
١٢٠ فالوحي يقرر المبدأ ويترك التفصيل للاجتهاد البشري. ورد مفاتيح
الكعبة إلى عثمان ورد الأمانات إلى أهلها بناءً على طلب، ومنعًا من الظلم.
١٢١ وكانت الأصوات تعلو والنبي يقرأ القرآن فنزلت آية تؤكد على أن
الأدب الفطري والسلوك الطبيعي هو الاستماع إلى قراءة القرآن.
١٢٢
(٣) العبادات الفطرية
ويتناول الوحي حياة الناس وسلوكهم العملي؛ العبادات والمعاملات. ويدخل في
حوار مع الجماعات التحتية الخارجية كالكفار والمشركين أو الخارجية الداخلية مثل
أهل الكتاب؛ اليهود والنصارى، أو الداخلية مثل المنافقين.
١٣٢ ولا يقرر الوحي فقط ما هو موجود ويستجيب لمطالب الواقع، بل أحيانًا
يناهضها ويعارضها ويُغيِّرها ويأتي بالبديل.
فعلى مستوى العبادات ليس الله عرضةً للأيمان في مواقفَ نسبية تتغير فيها
الأحكام مثل الخصام بين الناس، وهو موقفٌ طارئ على المصالحة والوئام. فالإيمان
مبدأ لا يتغير بتغير المصالح وتبدُّل الظروف.
١٣٣ والقرض الحسن هو استبدال خير الآخرة بخير الدنيا ليس بنية التجارة
بل بقصد الإيثار والتفضيل.
١٣٤
وتواصل الوحي مع الشعائر السابقة، الصفا والمروة والطواف، لإعادة توظيفها
لصالح الدين الجديد؛ ربطًا بين الماضي والحاضر، بين التراث والتجديد.
١٣٥ وتواصل في القصاص مع اليهودية.
١٣٦ وقد كانت عادةً متبعة أيضًا عند العرب. والقصاص سنةٌ بشرية دون
إسراف في القتل، وإن رفض ولي القتيل العفو عن القاتل.
١٣٧ وكذلك فرض الصيام تواصلًا مع الأمم السابقة.
١٣٨ فالدين الجديد تواصل مع الدين القديم وتجاوز له كما قال المسيح عن
شريعة موسى «ما جئت لألغي الناموس بل جئت لأكمله.»
ولما كانت صلاة العصر تتم في الهاجرة فقد نزلت التوصية بالحفاظ عليها.
١٣٩ وبناءً على طلب أحد المسلمين عن كيفية العمرة نزلت آيةٌ تفصيلية
لشرحها. وهو تشريع لا يُلحق الأذى بالرءوس، ويعوِّض غير القادر بالصيام.
١٤٠ ثم نزلت آية ضد الجدال في الحج والرفث والفسوق.
١٤١ ونزلت آيةٌ أخرى ضد المتوكلين الذين لا يتزودون. وتوالى نزول الوحي
ضد من يسقط فريضة الحج.
١٤٢ وضد الإفاضة من أماكنَ غير مألوفة تكون الإفاضة من حيث يفيض الناس.
١٤٣ ولا تفاخر ولا تناسب في الحج.
١٤٤ فالكل سواء في الخلق. ولا طلب لرزقٍ خاص من مال أو إبل بل تجرد
وعود إلى الطبيعة. ويأتي التنزيل لنقد مانعي الزكاة وحثهم على أن يعطوا مما
أعطاهم الله من فضله.
١٤٥
والسؤال عن الخمر والميسر ليست الإجابة بالتحريم بل بالإقناع أن الإثم منهما
أكبر من النفع.
١٤٦ إذ لما نزلت آية الخمر والميسر وأن إثمهما أكبر من نفعها أراد بعض
المنافقين استعمالها لمنافعهما؛ فنزلت آية عدم الاقتراب من الصلاة أثناء السكر؛
لتصحيح الموقف واستكمال السعي نحو الكمال.
١٤٧
(٤) المعاملات الطبيعية
وفصل الوحي العلاقات الشخصية بين الرجل والمرأة منذ عقد النكاح والمعاشرة
والمحيض والخصومة والميراث واستثمار أموال المرأة والطلاق وحقوق المرأة وحق
المرأة في الغزو والمساواة بين الرجل والمرأة في جميع الحقوق والواجبات. نكاح
المؤمنة خير من المشركة طمعًا في نسبها. والأَمَة المؤمنة خير من الحرة المشركة.
١٤٨ فالوحي هنا يغير الواقع ويفضل الاتفاق في المشارب والأهداف بين
الرجل والمرأة على الحسب والنسب. وجماع النساء مستلقيات وغير مستلقيات وليس كما
يدَّعي اليهود مستلقيات فقط.
١٤٩ فالوحي هنا يعارض تضييق اليهود رحمة الله. ولا يحل نكاح ما نكح
الآباء احترامًا لعاطفة الأبوة.
١٥٠ هذا بالإضافة إلى فارق السن بين الابن وامرأة الأب. ولا يجوز نكاح
نساء الأبناء من الأصلاب. ولا يجوز نكاح الأمهات والأخوات والعمات والخالات
وبنات الأخ وبنات الأخت والأمهات والأخوات في الرضاعة وأمهات النساء والجمع بين الأختَين.
١٥١ وهي إحساساتٌ طبيعية ليست في حاجة إلى تشريع. فالنكاح للقرابة؛ ومن
ثم فلا نكاح للأقرباء. ولا يجوز نكاح الأخت من الأب.
١٥٢ النكاح للمحصنات من النساء وما ملكت الأيمان؛ سبايا الحرب، وهو ما
لم يعد موجودًا الآن باسم القوانين الدولية.
١٥٣ والاستمتاع بالنساء يتطلب إتيان أجورهن، وهو تصورٌ تبادلي.
١٥٤
والمحيض ليس سُبَّة يقتضي عزلة النساء كليًّا كما كان يفعل اليهود بل هو أذًى عند
الجماع فقط.
١٥٥ فالوحي هنا يغير الواقع والعادات والأعراف. ولا تكتم المرأة ما
خلق الله في رحمها لتنسبه إلى رجلٍ آخر.
١٥٦ فالوحي هنا يغير عادةً جاهلية للتخصيب الجماعي غير الفردي حفاظًا
على النسب خارج قرارات الأفراد.
وللنساء نصيب في الميراث.
١٥٧ بل إن أولي القربى واليتامى والمساكين لهم نصيبهم رزقًا وقولًا
معروفًا. فالعشرة مشاركة. والحياة المشتركة لها ثمنها. ولا يستثمر أموال المرأة
زوجٌ سفيه تبذيرًا لأموالها.
١٥٨ وليتصور الرجل أن أولاده الضعفاء في نفس الموقف طبقًا للمثل
العربي «عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به.»
١٥٩ ولا يحل لأحدٍ وراثة النساء كرهًا أو غصبًا لهن لأخذ بعض أموالهن.
١٦٠ وهو ما كان يفعله قريب المتوفى في إلقاء ثوبه على زوجته. والإيلاء
ليس طلاقًا بل مدته أربعة أشهر.
١٦١ والمطلقات ينتظرن ثلاثة قروء قبل الزواج من جديد.
١٦٢ ويجوز رد المطلقة قبل أن تنقضي عدتها.
١٦٣ ولا يؤخذ منها ما أُعطي لها إلا إذا أرادت الانفصال بمحض إرادتها
أو ما يسمى بالخلع حفاظًا على حقوق المرأة. وإن طُلقت المرأة ثلاثًا فلا يحل لها
الرجوع إلى الطليق الأول إلا بعد أن تنكح زوجًا غيره. حتى لا يتشجع الرجل على
طلاق زوجته مرةً أخرى ولبَثِّ الغيرة في قلبه.
١٦٤ ويجوز رجوع المرأة إلى زوجها الأول. ولا يجوز منعها.
١٦٥ فالحبيب هو الحبيب الأول. والعشرة لها ثقلها، والتاريخ المشترك له
وزنه. ولا يجوز أخذ الرجل المريض عهدًا من امرأته ألا تنكح زوجًا غيره فيعضلها.
١٦٦ فالواقع أقوى من الإرادة، والحاجة أقوى من العهد. ويجوز للمرأة
المتوفى زوجها أن تبقى بعد العدة سبعة أشهر أخرى للدخول في الوصية.
١٦٧ فلها جزء من الميراث نظرًا للجهد المشترك والعيشة المشتركة
بينهما. وفي حالة الطلاق يكون الزوج كريمًا قدر وسعه؛ فخسارة الزوج لا تعادلها
خسارة. وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
١٦٨ وتؤتى المرأة صداقها وليس لولي أمرها.
١٦٩ فلا وصايا في الأموال. وعندما قالت المرأة يغزو الرجال ولا تغزو
النساء ولهن نصف الميراث؛ نزلت آية تساوي بينهما في الفضل.
١٧٠ ولما حكم الرسول على الذي لطم زوجته بالقصاص منه وهو أقرب إلى
العدل المجرد نزلت آية القوامة ربما ببعد نظر أكثر.
١٧١ ولا فرق بين الذكر والأنثى في الحقوق والواجبات الدينية بعد
اعتراض النساء على الخطاب الذكوري للوحي.
١٧٢ فالوحي يأخذ اعتراض النساء بعين الاعتبار.
وإذا كان السؤال عن اليتامى فالجواب إصلاح وخير لهم ومخالطتهم لأنهم إخوة.
١٧٣ ولا يُستولى على أموال اليتامى.
١٧٤ فأكل مال اليتيم ظلم مثل أكل النار.
١٧٥ والخوف من عدم العدل مع اليتامى أحد أسباب تعدد الزوجات؛ فالوصي
يرغب في مالها وجمالها، ويرفض تزويجها خارج منزله.
١٧٦ واستثمار أموال اليتيم حتى يكبر وتدفع له أمواله.
١٧٧ والغني يستعفف، ويدير أموال اليتامى بلا أجر، والفقير يأكل بالمعروف.
١٧٨
وكان البخلاء يأمرون الناس بالبخل وعدم الإنفاق فنزلت آيةٌ مضادة بالإنفاق.
وردًّا على من طالب بالإمساك عن الإنفاق الجواب بالإنفاق.
١٧٩ والسؤال عن الإنفاق الرد عليه هو العفو أي متروك لحرية الاختيار
في كل ما زاد عن الحاجة.
١٨٠ وقد تنزل الآية تأييدًا لسلوكٍ طبيعي في الإنفاق في سبيل الله.
١٨١ وصدقة السر أفضل من صدقة العلن وكما أوصى المسيح من قبلُ.
١٨٢ وقبول الصدقات حتى ولو كان من المشركين الأنساب.
١٨٣ والصدقات واجبة للفقراء المتعففين عن السؤال.
١٨٤ والإنفاق سرًّا وعلانية، ليلًا ونهارًا.
١٨٥
والربا كسب بلا جهد لمجرد امتلاك الثروة، وهو ليس كالبيع.
١٨٦ تتعدد أشكاله والجوهر واحد.
١٨٧ والأفضل استرداد الأموال بلا فوائد.
١٨٨ والأتقى التصدق بالفوائد.
١٨٩ ومن يتنازل عن الربا له الجنة.
١٩٠
ويشرع الوحي للواقع حتى بلا سؤال مثل كتابة الدَّين والشهادة عليه حفظًا للحقوق
والواجبات للطرفَين دون الاعتماد على الذاكرة أو الوعود الشفهية. والشهادة لرجل
أو امرأَتَين نظرًا لوضع المرأة قديمًا، أما إذا كانت التجارة حاضرة بالتبادل فلا
حاجة إلى الكتابة.
١٩١ وإن كان البيع والشهادة في الأسفار فالرهن أو الأمانة والشهادة العلنية.
١٩٢
وليس الإيمان بالقول بل بالعمل، بالإفساد بل في الإصلاح، بالإضرار بل بتحقيق المنافع.
١٩٣ وهو حال كل فاسق ومنافق.
١٩٤
والشهادة مطلبٌ إنساني، التضحية في سبيل الحق،
١٩٥ تتطلب الجهد والتعب والنصب.
١٩٦ وفي نفس الوقت القتال شديد على النفس.
١٩٧ والشهداء أحياء. عند ربهم يرزقون.
١٩٨ والجنة امتحان واختبار في الدنيا لمعرفة المجاهد والصابر.
١٩٩ القتال لمن يقاتل ويبدأ بالعدوان.
٢٠٠ ولا قتال في الشهر الحرام إلا إذا كان هناك عدوان.
٢٠١ والسؤال عن القتال في الشهر الحرام والرد بالإيجاب في حالة
العدوان، وقد بوَّأ الرسول المسلمين يوم أُحد مقاعد للقتال ولكنهم عصوه.
٢٠٢ ومن يعصِ الرسول في الحرب ولا يثبت مكانه ويتوجه إلى الغنائم قبل
النصر فإنه يكون سبب الهزيمة.
٢٠٣ والتعلم من التجربة يذهب الحزن ويتجاوز الندم على ما فات.
٢٠٤ وفي حالة اليأس يأتي التنزيل للتشجيع.
٢٠٥ وإن قُتل النبي في الحرب فالرسالة باقية.
٢٠٦ ويشجع التنزيل على النصر.
٢٠٧ ويقذف الله الرعب في قلوب الذين كفروا.
٢٠٨ وبعد الغم ينزل الأمن
٢٠٩ وفي الأزمات يتميز الخبيث من الطيب.
٢١٠ أما الذين يفرون من المعركة فإنهم تعلَّموا من الخزي وغفر الله لهم.
٢١١ ومن يستجيب للرسول بعد ما أصابهم من القرح هم الأبطال.
٢١٢ والنبي لا ينتقم من أصحابه ولا من أعدائه.
٢١٣ وأذلُّ شيء للنفس هو التخلف عن القتال مثل المنافقين.
٢١٤
(٥) المجموعات الخارجية
ويمكن تجميع أسباب النزول في عدة مواضع للبيئة الاجتماعية ولأنواع التجمعات
الدينية ومشاكل البيئة الاجتماعية خاصة فيما يتعلق بالمرأة واليتامى أو
الاقتصاد وفيما يتعلق بالربا أو الأخلاق فيما يتعلق بالصدقات، أو بالحروب فيما
يتعلق بالعدوان. والمجموعات العقائدية هم اليهود والنصارى أو أهل الكتاب، وهم
أيضًا الكافرون والمشركون وعبدة الأصنام في الجاهلية. وهناك مجموعاتٌ داخلية مثل
المنافقين.
ولا تنفصل هذه المجموعات عن بعضها البعض. فقد تنزل آياتٌ متتاليات في عدة
مجموعاتٍ مختلفة من المؤمنين من المهاجرين والأنصار والكافرين والمنافقين وفي
المؤمنين من أهل الكتاب في آنٍ واحد.
٢١٥ وقد تكون مجموعتان، الكفار والمنافقون، سببًا في النزول. يفسدان
ويدَّعيان الإصلاح.
٢١٦ وقد تتوجه آيات إلى الكافرين وحدهم ولا ينفع الكافرين إنذار.
٢١٧
ولا يُسأل عن مصير الكفار في الجحيم سواء كانوا من آل الرسول خاصة أم الكفار عامة.
٢١٨ وردًّا على أن الشهداء قد ماتوا وفقدوا نعيم الدنيا. نزلت آية
خلود الشهداء.
٢١٩ ولما طلب الكفار من الرسول أن ينسب لهم الله نزلت آية التنزيه.
٢٢٠ ولما تعجبوا من سماع الناس كلهم إلهًا واحدًا؛ نزلت آية تتهكم من
هذا التعجب وتعتبر أن التوحيد فطري.
٢٢١ ونزلت بعض الآيات في المشركين الذين أعرضوا عن سماع القرآن لجذبهم إليه.
٢٢٢ فالسلوك الطبيعي هو مواكبة هذا الانجذاب. يخشون من البرق والرعد.
ويجعلون أصابعهم في آذانهم ولا يسمعون.
٢٢٣ ويُصرِّون على عدم الانصياع، ومع ذلك يدعو الوحي المشركين إلى عبادة الله.
٢٢٤
واتهم المشركون الرسول بتبديل الوحي. يأمر بما ينهى، وينهى بما يأمر.
٢٢٥ وظنوا أنه سيعود إلى الشرك كما عاد إلى القبلة. وظنوا أن لله أندادًا.
٢٢٦ والمشرك هو المرتد الذي يؤمن ثم يرتد عن إيمانه.
٢٢٧ ولا يغتر أحد بأثرياء المشركين.
٢٢٨ وما فائدة دعاء الرسول على المشركين؟
٢٢٩ والله يغفر كل شيء إلا الشرك به.
٢٣٠
(٦) المجموعات الخارجية الداخلية
وهم أهل الكتاب اليهود والنصارى؛ فهم مجموعاتٌ خارجية لأنها من غير المسلمين،
وداخلية لأن المسلمين استئناف لهم. والمقصود من أهل الكتاب نظرًا اليهود
والنصارى ولكن عملًا قد يكون المقصود اليهود. فالنصرانية أتت من داخل اليهودية
وإصلاح لها.
لا يود أهل الكتب ولا المشركون أن ينزل الله الوحي على أحد سواهم.
٢٣١ ولا يود أهل الكتاب أن ينزل الوحي على غيرهم. ومن كذب بالرسالة من
المشركين والنصارى واليهود ماتوا وهم كفار.
٢٣٢ ولماذا ينكر اليهود والنصارى الإسلام وهو موجود عندهم في التوراة والإنجيل؟
٢٣٣ ولا فائدة من المحاجَّة، واللجوء إلى الفطرة أفضل.
٢٣٤ ولا تكون الموالاة لغير المؤمنين، من اليهود أو النصارى.
٢٣٥ وبالرغم من عداوة اليهود والنصارى للمؤمنين إلا أنهم أعداء لبعضهم
البعض؛ كلٌّ منهم ينكر دين الآخر.
٢٣٦ ولن ترضى اليهود ولا النصارى عن المسلمين حتى يصبحوا مثلهم. وفرقٌ
بين الهوى والعلم.
٢٣٧ وقد ادعى اليهود أن عزيرًا ابن الله، كما ادعى النصارى أن المسيح
ابن الله.
٢٣٨ وقد طالب اليهود والنصارى بالمعجزات، وطلب مثلهم نفس الطلب، ولا
معجزة بعد القرآن.
٢٣٩ وإن كان اليهود يحبون الله فإنهم أولى باتباعه.
٢٤٠ ولا يعني الاتباع العبادة بل الطاعة.
٢٤١
وبعد ظهور الإسلام تنتهي الدعوة إلى اليهودية والنصرانية.
٢٤٢ رفض اليهود الإيمان بالإسلام لأنه ليس في التوراة. ورفض النصارى
أيضًا لأنه يجعل المسيح مثل باقي الأنبياء.
٢٤٣ والأنبياء ليسوا هودًا أو نصارى بل هم مسلمون.
٢٤٤ وبدلًا من إنكار اليهود دين النصارى وإنكار النصارى دين اليهود
وإنكار اليهود والنصارى الإسلام فمن الأفضل المباهلة، عبادة إلهٍ واحد يتساوى
أمامه الجميع.
٢٤٥
يُحرِّف أهل الكتاب الكلم عن مواضعه.
٢٤٦ يشترون الضلالة بالهدى. واليهود يحرفون الكلم عن مواضعه ويلوون
ألسنتهم بالكلام يقصدون غير ما ينطقون به.
٢٤٧
وليس كل أهل الكتاب معادين للمسلمين.
٢٤٨ فالنجاشي كان أعلم النصارى.
وقد اختصم أهل الكتاب، كلٌّ يتمسك بدينه، والدين كله لله.
٢٤٩ ويرجع كل دين إلى إبراهيم.
٢٥٠ والإسلام يؤمن بجميع الأنبياء السابقين دون تفرقة بين أحد منهم.
٢٥١
اليهود والنصارى مرتدون؛ آمنوا باليهودية والنصرانية ثم رفضوا الإيمان بالإسلام.
٢٥٢ تفرَّقوا بعدما جاءتهم البينات.
٢٥٣ كان فريق من أهل الكتاب يؤمن بمحمد قبل أن يُبعث. فلما بُعث كفروا به.
٢٥٤ وقد أخذ الله من قبلُ من الذين أوتوا الكتاب ميثاقًا لبيان التنزيل
للناس. فنبذوه واشتروا ثمنًا قليلًا.
٢٥٥ ويقول اليهود إن موسى آية، ويقول النصارى إن عيسى آية. والآية في
خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار أي في مظاهر الطبيعة وليس في أشخاص الأنبياء.
٢٥٦
والهجوم الأعنف على اليهود خاصة. وتتوجه إليهم معظم الآيات. يتصورون الله خلق
العالم في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع. والله لا يمسه تعب ولا ينام ولا
يصلي ولا يصبغ وكأنه بشر.
٢٥٧ وقد أسقط اليهود تصورهم الأناني المادي على الله، وتصوروه فقيرًا
وهم أغنياء عندما نزلت آية يدعو الله الناس فيها ليقرضوه قرضًا حسنًا.
٢٥٨
ويدَّعون العداوة لجبريل؛ لأنه يُنزل الأمر بالحرب والقتال على عكس ميكائيل.
٢٥٩ ويتخذون الملائكة والنبيين أربابًا من دون الله مثل عيسى وعزير.
٢٦٠ ولم تدعُ النبوة إلى عبادة غير الله من الأنبياء والمرسلين.
٢٦١ وإيمان اليهود بالإسلام طبيعي لأنه تصديق لما بين أيديهم من
الرسالات السابقة.
٢٦٢ أنكر اليهود الرسول بالرغم من إعلامهم بأنه على ملة أبيهم إبراهيم.
٢٦٣ والمسلمون أولى بإبراهيم من اليهود لأن المسلمين هم الذين يتبعونه.
٢٦٤ يُلبِسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون.
٢٦٥ ونزلت آياتٌ أخرى في اليهود الذين أنكروا عدم نزول شيءٍ بعد موسى.
٢٦٦ يرفضون الإيمان بالرسول كما آمن السفهاء به.
٢٦٧ ولا يؤمنون بما يصدق ما بين أيديهم. والوحي كلٌّ واحد.
٢٦٨ ولا يستجيبون إلا لما لهم فيه مصلحة. ويعترضون على تحويل القبلة
من بيت المقدس إلى الكعبة.
٢٦٩
وقد حرفوا كلام الأنبياء من قبلُ وبدَّلوا رسالة موسى وهم على علم بذلك.
٢٧٠
وكانوا يطلبون الهدى فلما جاءهم مصدقًا لما بين أيديهم كفروا به.
٢٧١ وينكرون كل البينات التي أتى لهم بها الرسول.
٢٧٢ وينكرون القرآن مع أنه مصدق للتوراة.
٢٧٣ وهم بمثابة الصمِّ العُمي البُكم الذين لا يعقلون.
٢٧٤ ويدعون أن النبوة قاصرة على يعقوب وذريته ولم يكونوا حاضرين.
٢٧٥ ويكتمون الحق وهم يعلمون.
٢٧٦ أخفوا آية الرجم.
٢٧٧
وينكرون الإيمان بما نزل مصدقًا لما بين أيديهم.
٢٧٨
ولا إكراه في الدين، ولا يجوز تعيين دين الطفل قبل أن يولد لا في اليهودية
ولا في النصرانية.
٢٧٩
وقد تحجج بعض اليهود بعد الإيمان بالقرآن للحروف في أول بعض السور.
٢٨٠
وخشي اليهود أن يحلَّ بهم ما حلَّ بقريش يوم بدر فحذرهم الوحي من نفس المصير.
٢٨١ ليست القضية يهودًا أم نصارى بل قضية إيمان وعمل صالح. وإذا كان
الرسول قد حكم ضيقًا بهم أنهم في النار فصحح الوحي الحكم.
٢٨٢ وهو لا يتعارض مع كون الإسلام آخر الأديان.
٢٨٣ ويعتذرون بأن قلوبهم غلف.
٢٨٤ وادعوا بأن يعقوب أوصاهم بالثبات على اليهودية.
٢٨٥ ورفضوا الإسلام تقليدًا لدين الآباء.
٢٨٦ ولا يريدون أن يؤمنوا إلا بمن تبع دينهم والهدى هدى الله.
٢٨٧ رؤساء اليهود يشترون بعهد الله ثمنًا قليلًا.
٢٨٨ ويريدون الاحتكام إلى اليهودية لأن بها الرشوة وليس للإسلام لأنه
خالٍ منها
٢٨٩ ويريدون الاحتكام إلى الكاهن.
٢٩٠
ويقولون إنه لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودات.
٢٩١ ويتصوَّرون أن الأنبياء شفعاء لهم.
٢٩٢ ويدَّعون أنهم أحباء الله وأنه لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودات.
٢٩٣ وظنوا أنهم لا يموتون وأن الجنة لهم.
٢٩٤
وهم أحرص الناس على الحياة.
٢٩٥ وقالوا لن يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى.
٢٩٦ ادَّعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه وانكروا الكسب.
٢٩٧ يزكون أنفسهم عند الله وبأنهم لا ذنوب لهم.
٢٩٨ ويدَّعون أنهم خير أمة أخرجت للناس فنزل الوحي لتكذيبهم.
٢٩٩ ويجادلون المسلمين ليردوهم عن إيمانهم.
٣٠٠ ويؤججون العداوة بين المؤمنين، وينتصرون لفريق ضد فريق.
٣٠١ وقد شمتوا في المسلمين بعد واقعة أحد.
٣٠٢ وكانوا يؤذون النبي فيأتي التنزيل بالصبر.
٣٠٣ وكيف يؤمنون بالطاغوت وهم يتلون الكتاب ويؤيدون الذين كفروا على
الذين آمنوا؟
٣٠٤ وقد حاول فريق الإيقاع بين الأوس والخزرج لإرجاعهم إلى الجاهلية الأولى.
٣٠٥ ويصدُّون عن سبيل الله من أراد الإيمان.
٣٠٦ وعادَوا إخوانهم الذين آمنوا بالإسلام.
٣٠٧ واتهموهم بأنهم شرارهم. ويحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله.
٣٠٨ وهم منافقون يريدون الإيمان بالإسلام أول النهار والكفر به آخره.
٣٠٩
ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
٣١٠ وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض تآمروا
على المؤمنين ورفضوا الاعتراف بما لديهم تصديقًا بما عند المؤمنين.
٣١١
امتحنوا الرسول عما يؤمن به فلما أخبرهم بالإيمان بالرسل بما فيهم عيسى أنكروه.
٣١٢
أراد اليهود الإيمان بالإسلام دون شرائعه والإبقاء على شريعة موسى.
٣١٣ وشرط الإيمان قبول حكم الرسول.
٣١٤ يقتلون الأنبياء.
٣١٥ وهم جاحدون بنعم الله لا يوفون بالعهود ولا يخافون الله
٣١٦ ولا يتكلمون في الكتاب إلا بأصلهم
٣١٧ ويبدلون الكتاب بأيديهم.
٣١٨ وينقضون العهود
٣١٩ ويتبعون ما تتلوا الشياطين.
٣٢٠ يلوكون بألسنتهم كلامًا مزدوجًا يفهم منه المدح في الظاهر، والذم
في الباطن.
٣٢١ وقد سألوا موسى المستحيل؛ رؤية الله.
٣٢٢ ورفضوا الإيمان إلا أن ينزل الله قربانًا تأكله النار. وقد أرسل
لهم الله من قبلُ البينات ولكنهم كفروا بها.
٣٢٣ حرَّموا على أنفسهم قبل أن تحرم التوراة ما حرموا، زايدوا ثم كفروا
بما طلبوه؛ لذلك أصبح الحلال هو الأصل في الإسلام وليس الحرام.
٣٢٤ ومقياس التقوى الإنفاق مما تحبه النفس أي المجاهدة.
٣٢٥ وكفرة اليهود لن تغني عنهم أولادهم ولا أولادهم من الله شيئًا.
٣٢٦ يعصون الشريعة إن أمرتهم بقتل النفس أو الخروج من الديار.
٣٢٧
والقبلة ليست اتجاهًا جغرافيًّا بل هي قصدٌ روحي، تُوجِّه المسلمين نحو وجهةٍ واحدة.
٣٢٨ وتساءل اليهود عن تحول قبلة المسلمين.
٣٢٩ واتهموا الرسول بأنه حوَّل القبلة حسدًا لهم.
٣٣٠ وادَّعوا أن تحويل القبلة إنما اشتياق الرسول إلى موطن أبيه وأمه،
ولو ثبت على القبلة الأولى لآمنوا به لأنه يكون واحدًا منهم.
٣٣١ وادَّعوا أن الرسول يتابعهم في الدين ويخالفهم في القبلة.
٣٣٢ تفاخر اليهود والمسلمون، كلٌّ بقبلتهم بالرغم من أن أول بيت وضع للناس
هو البيت الحرام بمكة.
٣٣٣ ونحوه يأتم اليهود.
ليس اليهود بالضرورة هم المعارضين الرافضين للرسالة الجديدة بل هناك الأتقياء
المؤمنون بها. يجدونها في التوراة التي تتنبأ برسولٍ اسمه أحمد من ولد إسماعيل.
٣٣٤ وهم يعرفون الكتاب دون كتمانه.
٣٣٥ منهم من يؤمنون بالكتاب.
٣٣٦
أما النصارى فنقدهم أقل. فقد خرب النصارى بيت المقدس كما خربها بختنصر.
٣٣٧ ويتصورون أن العماد بصبغ النصارى المولود الجديد بالماء لتطهيره.
٣٣٨ من آمن بعيسى منهم كفر بمحمد، ومن كفر بعيسى آمن بمحمد، والإيمان
واحد، ومن اليهود من آمن بمحمد لأنهم وجدوه مذكورًا في التوراة.
٣٣٩ والمسيحيون يقولون بأن الله اتخذ ولدًا، ويسجدون للصليب، ويأكلون
لحم الخنزير؛ ومن ثم فهم ليسوا مسلمين.
٣٤٠ ولا داعي للمحاجَّة مع النصارى بل يكفي الابتهال إلى الله.
٣٤١ ويحاجج أهل الكتاب في إبراهيم وقد أنزلت التوراة والإنجيل من
بعده. لم يكن إبراهيم يهوديًّا أو نصرانيًّا بل كان حنيفًا مسلمًا.
٣٤٢
ومع ذلك، من النصارى مثل النجاشي من يعرف الحق.
٣٤٣