مقدمة
لقد شهدت القرون الوسطى الأوروبية لقاءً غريبًا بين الفلسفة واللاهوت المسيحي من جانب، والفلسفة والعلوم العربية من جانب آخر، هذا بفضل اللقاح الفكري الذي حدث في الفكر الأوروبي على أثر وصول النصوص اليونانية المترجمة إلى اللاتينية من العربية، المصحوبة بتفاسير وتعليقات فلاسفة الإسلام، وأيضًا ببعض نصوص هؤلاء الفلاسفة أنفسهم.
ولحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية خطورة كبرى لتحديد وتقييم مدى تأثير التراث القديم والتراث العربي والإسلامي عندما وصل إلى مفكري المسيحية في ربوع أوروبا ومراكز ثقافتها، هذا مع العلم بأن العربية المترجمة لم تنته إلى الغرب اللاتيني دفعة واحدة، بل على دفعات متوالية أتت كل منها على طابعها الخاص.
ونخصص بحثًا لكل واحد من هذَين النوعَين من التراجم.