المؤلفات الفلسفية
الفصل الأول: ابن رشد المؤلف
(١) تهافت التهافت
(١–١) موضوع الكتاب
نعلم من الغزالي نفسه أنه عانى — في شبابه — أزمة فكرية وروحية خطيرة في بحثه عن الحقيقة واليقين، وقد درس درسًا دقيقًا مذاهب الفلاسفة عسى أن يجد فيها ما يشفي غليله ويبدِّد شكوكه ولم يفلح، ولم يجد الاستقرار والطمأنينة إلا في الحياة الصوفية علمًا وعملًا.
وتيقنًا منه بأن الفلسفة طريق مسدود غير قادرة على الوصول إلى نتائج حاسمة في الميدان الفكري والعقائدي، أراد أن يعجز الفلاسفة ويفنِّد براهينهم؛ ولذا ابتدأ بعرض آرائهم بطريقة موضوعية في كتاب سماه «مقاصد الفلاسفة»، ثم خصَّص كتابًا على حدةٍ سماه «تهافت الفلاسفة» حاول أن يبطل فيه آراءهم ويبين ضعف عقيدتهم واختلاف مذاهبهم، وبخاصة فيما يتعلق بالمسائل الإلهية.
لم يقصد في كتابه كما يقول «إثبات الحق في نفسه»، بل العمل على نزع الثقة بالفلاسفة وإظهار انحرافهم عن سبيل الله، كما أنه أراد أن يبين قصور العقل وعدم قدرته على معرفة الأمور الإلهية بنظره وحده.
وقد رتَّب الغزالي كتابه على شكل مسائل بيَّن في كل منها موقف الفلاسفة وعدم جدواه، فأراد ابن رشد أن يدافع عن الفلاسفة وأن يفنِّد براهين الغزالي واحدًا واحدًا؛ ولذا تناول المسائل واحدة بعد الأخرى، مشيرًا إلى ما هو ضعيف فيها أو متناقض.
وهذا هو محتوى الكتاب وتقاسيمه الرئيسية مأخوذ من طبعة الأب بويج المحققة:
-
المسألة الأولى: في قدم العالم:
الدليل الأول ص٤ – الاعتراض من وجهتين (ص٤)، أحدهما (ص٧)، الاعتراض الثاني (ص٥٦) – الدليل الثاني لهم في المسألة (ص٦٤) – الاعتراض (ص٦٥) – صيغة ثانية لهم في إلزام قدم الزمان (ص٨٣)، الاعتراض (ص٨٧) – الدليل الثالث على قدم العالم (ص٩٧) – الاعتراض (ص٩٨) – دليل رابع (ص١٠٠) الاعتراض (ص١٠٢).
- المسألة الثانية: في إبطال قولهم في أبدية العالم والزمان والحركة، وأدلتهم الأربعة (ص١١٨) – والجواب (ص١٢٦) – أن لهم فيها دليلين آخرين: الأول (ص١٢٦) – الدليل الثاني … ويزيدها ها هنا إشكال آخر (ص١٣٠).
-
المسألة الثالثة: في بيان تلبيسهم بقولهم: إن الله فاعل العالم وصانعه وأن
العالم صنعه وفعله، وبيان أن ذلك مجاز عندهم وليس بحقيقة
(ص١٤٧).
من ثلاثة أوجه (ص١٤٧): أما الأول (ص١٥٠)، الوجه الثاني (ص١٦٢)، الوجه الثالث (ص١٧٣)، … الأمور التي حرَّكت الفلاسفة إلى اعتقاد هذه الأشياء في المبدأ الأول (ص٢٠٩–٢٢٥) – (فإن قيل: فما تقول أنت … ص٢٥٩–٢٦٢).
- المسألة الرابعة: في بيان عجزهم عند الاستدلال على وجود صانع العالم (ص٢٦٣).
-
المسألة الخامسة: في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن الله واحد وأنه لا
يجوز فرض اثنين واجبي الوجود، كل واحد منهما لا علة له
(ص٢٨٧).
المسلك الأول (ص٢٨٧) – مسلكهم الثاني (ص٢٩٣) ولنرسم هذه المسألة على حيالها، فإن من كلامهم المشهور أن المبدأ الأول لا ينقسم بقول الشارح (ص٢٩٤).
- المسألة السادسة: اتفقت الفلاسفة على استحالة إثبات العلم والقدرة والإرادة للمبدأ الأول … (ص٣١١)، ولهم مسلكان: الأول (ص٣١٦)، المسلك الثاني (ص٣٢٦) – ثم إنهم لا يقدرون على ردِّ جميع ما يثبتونه إلى نفس الذات (ص٣٣٤).
-
المسألة السابعة: في إبطال قولهم أن الأول لا يجوز أن يشارك غيره في جنس
ويفارقه بفصل، وأنه لا يتطرَّق إليه انقسام في حق العقل
بالجنس والفصل (ص٣٦٧).
أما المطالبة (ص٣٧٣) – المسلك الثاني الإلزام (ص٣٨٦).
-
المسألة الثامنة: في إبطال قولهم: إن وجود الأول بسيط، أي هو وجود محض ولا
ماهية ولا حقيقة يُضاف الوجود إليها، بل الوجود الواجب له
كالماهية لغيره (ص٣٩٠).
والكلام عليه من وجهين: الأول المطالبة بالدليل (ص٣٩٠) المسلك الثاني (ص٣٩٧).
- المسألة التاسعة: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن الأول ليس بجسم (ص٤٠١).
- المسألة العاشرة: في بيان عجزهم عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعًا وعلة، وأن القول بالدهر لازم لهم (ص٢١٤).
-
المسألة الحادية عشر: في تعجيز مَنْ يرى منهم أن الأول يعلم غيره ويعلم
الأجناس والأنواع بنوع كلي (ص٤٢٤).
وحاصل ما ذكره ابن سينا في تحقيق ذلك في إدراج كلامه يرجع إلى فنين: الأول (ص٤٣١)، فنقول (ص٤٣١)، الفن الثاني (٤٣٧)، والجواب (ص٤٣٧).
- المسألة الثانية عشر: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أنه يعرف ذاته (ص٤٤٧).
- المسألة الثالثة عشر: في إبطال قولهم: إن الله — تعالى عن قولهم — لا يعرف الجزئيات بانقسام الزمان إلى الكائن وما كان وما يكون (ص٤٥٥)، ونبين هذا بمثال (ص٤٥٥) – وخيالهم (ص٤٥٨) – والاعتراض من وجهين: أحدهما (ص٤٥٩) – الاعتراض الثاني (ص٤٦٤).
-
المسألة الرابعة عشر: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على أن السماء حيوان مطيع
لله تبارك وتعالى بحركته الدورية (ص٤٦٠).
وقد قالوا (ص٤٦٩) – الاعتراض (ص٤٨٥).
- المسألة الخامسة عشر: في إبطال ما ذكره من الغرض المحرِّك للسماء (ص٤٨٢)، وقد قالوا (ص٤٨٢) – الاعتراض (ص٤٨٥).
- المسألة السادسة عشر: في إبطال قولهم: إن نفوس السموات مطلعة على جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم، وأن المراد باللوح المحفوظ نفوس السموات، وأن انتقاش جزئيات العالم فيها يضاهي انتقاش المحفوظات في القوة الحافظة المودعة في دماغ الإنسان (ص٤٩٤) واستدلوا (ص٤٩٦) – الجواب.
أما الملقب بالطبيعيات (ص٥٠٩).
نذكر أقسامها (ص٥٠٩).
وإنما لزم النزاع في الأولى من حيث إنه … (ص٥١٢).
-
المسألة الأولى: (ص٥١٧) الاقتران بين ما يُعتقد في العادة سببًا، وما
يُعتقد مسببًا ليس ضروريًّا عندنا بل كل شيئين … (ص٥١٧).
المقام الأول (ص٥١٨) – المقام الثاني (ص٥٢٥) … فإن قيل وهذا يُعد من نفس النبي أو من مبدأ آخر … (ص٥٣٤).
-
المسألة الثانية: في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي على أن النفس
الإنساني جوهر روحاني قائم بنفسه (ص٥٤٣).
والخوض في هذا يستدعي شرح مذهبهم في القوى الحيوانية والإنسانية (ص٥٤٣)، ولهم فيه براهين كثيرة بزعمهم (ص٥٤٦): البرهان الأول (ص٥٤٨) – دليل ثان (ص٥٥٤) – دليل ثالث (ص٥٥٨) – دليل رابع (ص٥٥٩) – دليل خامس (ص٥٦٢) – دليل سادس (ص٥٦٤) – دليل سابع (ص٥٦٧) – دليل ثامن (ص٥٦٩) – دليل تاسع (ص٥٧١) – دليل عاشر (ص٥٧٢).
وكذلك … على أن النفس يستحيل عليها العدم بعد الوجود (ص٥٧٦)، … أخذ يزعم أن الفلاسفة ينكرون حشر الأجساد (ص٥٨٠)، وهذا الرجل كفَّر الفلاسفة بثلاث مسائل (ص٥٨٧).
(١–٢) العنوان
إن عنوان الكتاب «تهافت التهافت» لا يوجد في المخطوطات العربية الموجودة لدينا، فهذه تذكر عنوانين مثل هذه: «كتاب التهافت» أو «تهافت الفلاسفة»، وعند المؤلفين الشرقيين الحديثين الذين تناولوا هذه المخطوطات أو ما يشابهها نجد عناوين مثل: «شرح تهافت الغزالي» (مثلًا في الفهرس التركي لمكتبة لاللي الذي يصف المخطوط رقم ٢٤٩٠) أو «كتاب رد التهافت» أو «تهافت الحكماء» أو «تهافت تهافت الفلاسفة»، أما الناشر المصري فهو يستعمل أحيانًا «كتاب التهافت» وأحيانًا أخرى «تهافت الفلاسفة» أو «كتاب تهافت الفلاسفة».
ومن المرجح أن كتاب ابن رشد كان — في الأوائل — غير منفصل من «تهافت الفلاسفة» للغزالي، وفيما بعد أشير إليه بعنوان خاص وهو «تهافت التهافت» وهو يوافق تمامًا ما كان يقصده ابن رشد، ومن جهة أخرى يوجد هذا العنوان على الصفحة الأولى من مخطوط قديم (فاتيكان ٢٩١)، كما هو العنوان الذي نقلته التراجم اللاتينية والعبرية القديمة للكتاب وما جاء في قوائم ابن أبي أصيبعة والذهبي.
(١–٣) تاريخ تأليفه
لا يوجد في المخطوطات الموجودة لدينا ولا في التراجم القديمة لحياة ابن رشد ما يفيدنا بطريقة قاطعة عن تاريخ تأليف هذا الكتاب؛ ولذا يجب أن نكتفي ببعض الاستنتاجات.
(١–٤) المخطوطات
-
(١)
مخطوط يني جامع (الأستانة) رقم ٧٣٤–٩٤ ورقة، غير مرقمة، مقاييسها: ١٧٦ × ١٢٨ ملليمتر، ٢١ سطرًا في الصفحة، خط نسخي رفيع أنيق، وبعض الأحيان الكلمات غير منقوطة.
ويوجد في آخر المخطوطة النبذة الآتية:وقع الفراغ من تحرير هذه النسخة الشريفة المسماة بكتاب «التهافت» لأفضل المتأخرين ابن رشد المغربي رحمة الله عليه رحمة واسعة في صبيحة يوم الإثنين الثالث والعشرين من رمضان المبارك، وعمت ميامنه من شهور سنة ثلاث وأربعين وتسع مئة الهجرية المصطفية في بلدة قسطنطينية المحمية، وأنا الفقير إلى عفو ربه الجليل أحمد بن مصطفى بن خليل عوني.
-
(٢)
طهران ج١، ٤٣، ج٢، ٧١٢.
-
(٣)
يذكر فهرس مكتبة يكي جامع (اسطانبول ١٣٠٠ﻫ/١٨٨٣ ص٣٨، رقم ٧٣٤) مخطوطًا بعنوان: «تهافت الحكماء ردًّا على تهافت الغزالي» لأبي الوليد محمد بن أحمد المالكي فهو — بلا شك — لابن رشد، ومن المرجح أن يكون هذا المخطوط هو الذي كان أساسًا لطبعة القاهرة.
-
(٤)
وحسب فهرس مكتبة شهيد علي في اسطانبول، رقم ١٥٨٢، يوجد أيضًا مخطوط من التهافت بتاريخ ٩٦٦ﻫ (٩–١٥٥٨)، وقد لُقِّب المؤلف باسم: «ابن الرشد».
-
(٥)
ومن المرجح أن المخطوط رقم ٢٤٩٠ من مكتبة لا له لي في اسطانبول هو أيضًا نسخة من التهافت، فيشير الفهرس (سنة ١٣١١ﻫ/١٨٩٣) ص١٩١ إلى البيانات الآتية:
- (١)
شرح تهافت غزالي.
- (٢)
رسالة في تطبيق الحكمة للشرع.
ويسمى مؤلفهما: أبو الوليد محمد بن الرشد …
- (١)
وقد تحقق الأب بويج من صحة نسبة المخطوطين: (٣) و(٤) إلى ابن رشد (انظر رقم ٨٩، ٩٠، ٩١).
(١–٥) المطبوع
طُبِعَ النص العربي في القاهرة سنة ١٣٠٢ﻫ/١٨٨٤ (المطبعة الإعلامية).
«إنه يبدو أن الطبعة المصرية نقلت طبعة سابقة من الأستانة ولكن لا يوجد لدينا خبر عن هذه الطبعة التركية.»
يقول ناشر الطبعة القاهرية (ص١٤١): إنه نشر الكتاب حسب مخطوط من مكتبة يكي جامع بتاريخ ٩٤٣ﻫ/٧-١٥٣٦ وبخط طاشكبري زاد.
(٢) رسائل فلسفية أخرى
حاول رينان في كتابه المشهور أن يجمع بين مختلف الجداول الخاصة بمؤلفات ابن رشد ومقابلتها بما كان لديه من المؤلفات وحذف المكررات، ونحن نلخص هنا نتائج عمله:
(٢–١) الرسائل الفلسفية
(١) تهافت التهافت: وقد وصفنا مطولًا هذا الكتاب فيما سبق.
(٢) جوهر الأجرام السماوية أو تركيب الأجرام السماوية، وتشتمل قائمة الإسكوريال وقائمة ابن أبي أصيبعة على كتب مختلفة تحت هذا العنوان، والواقع أن هذا الكتاب مؤلَّف من مباحث كُتبت في أزمنة مختلفة.
-
Epistola de connexione intellectus abstracti cum home.
-
De animae beatitudine.
وإلى العبرية (انظر مونك، مقالات، ص٤٣٧ تعليق) ويعزو اليهود الرسالة الثانية إلى ابن رشد الجَد.
(٥) «كتاب في الفحص هل يمكن العقل الذي فينا — وهو المسمى الهيولاني — أن يعقل الصور المفارقة بآخره أو لا يمكن، وهو المطلوب الذي كان أرسطو وعدنا بالفحص عنه في كتاب النفس».
ولذا فإن ابن رشد يكون قد ألَّف، كما يظهر أربع رسائل عن هذه النقطة الأساسية، وذلك من غير حساب للاستطراد الوافر في الشرح على الجزء الثالث من كتاب النفس والذي خصَّ به عين الموضوع.
(٦) شرح رسالة ابن باجة في «اتصال العقل بالإنسان» التي ورد ذكرها في قائمة الإسكوريال.
(٧) مسائل في مختلف أقسام المنطق التي تضاف عادة إلى الشروح، فتوجد ترجمة عبرية منها (مونك، مقالات ص٤٣٦).
(٨) القياس الشرطي، وقد ذُكِرَ في قائمة الإسكوريال.
(١١) مقدمة الفلسفة، وهي بالعربية في الإسكوريال (رقم ٦٢٩) وهي مؤلَّفة من اثنتي عشرة مقالة:
(١٣) مقالة في التعريف بجهة نظر أبي نصر (الفارابي) في صناعة المنطق وبجهة نظر أرسطو فيها، وقد ذكره ابن أبي أصيبعة، ومن المحتمل أن يكون قد أُشير إليه في قائمة الإسكوريال.
(١٤) عدة شروح على الفارابي، بخاصة شروحه على الأورغانون، وقد أشير إليها في قائمة الإسكوريال.
(١٥) كتاب فيما خالف أبو نصر لأرسطو في كتاب البرهان من ترتيبه وقوانين القياس والحدود، وقد ذُكِرَ هذا الكتاب في قائمة ابن أبي أصيبعة.
(١٨) رسالة في هل يعلم الله الجزئيات، وقد ذُكِرَت في قائمة الإسكوريال.
(١٩) مقالة في الوجود السرمدي والوجود الزماني (نفس المصدر).
(٢٠) كتاب في الفحص عن مسائل وقعت في العلم الإلهي في كتاب الشفاء لابن سينا، وقد ذكره ابن أبي أصيبعة.
(٢١) مقالة في فسخ شبهة من اعترض على الحكيم وبرهانه في وجود المادة الأولى، وتبيين أن برهان أرسطو هو الحق المبين (المصدر نفسه).
(٢٢) مسألة في الزمان (المصدر نفسه).
(٢٣) مسائل في الحكمة (المصدر نفسه).
(٢٤) مقالة في العقل والمعقول، نسخة عربية في الإسكوريال (رقم ٨٧٩)، ويرجَّح أن تكون «مقالة في العقل» كما جاء في ابن أبي أصيبعة، وهي المقالة التي أخطأ فستنفلد في عدِّها عين القسم الثاني من سعادة النفس.
(٢٥) شرح مقالة لإسكندر الأفروديسي في العقل، وقد ذُكِرَ في قائمة الإسكوريال، وله ترجمة بالعبرية.
(٢٦) مسائل في علم النفس سئل عنها فأجاب فيها (المصدر نفسه).
(٢٧) كتابان في علم النفس غير الكتاب السابق (المصدر نفسه).
(٢٨) مسائل في السماء والعالم (المصدر نفسه).
الفصل الثاني: ابن رشد شارح أرسطو
(١) مقدمة: أرسطو عند العرب
لقد كان للفلسفة اليونانية حظ كبير لدى المفكرين المسلمين، وقد دُرس مطولًا تاريخ وصول هذه الفلسفة بثوبها العربي بعدما تركت أثينا والإسكندرية ولجأت إلى الشرق في أديرة النساطرة واليعاقبة، حيث تُرْجِمَ أقسام عديدة منها إلى السريانية، ثم نُقِلَت إلى العربية بفضل سلسلة من المترجمين في بغداد أيام المأمون، ومنذ نصف القرن الماضي قام المستشرقون بدراسة هذا الانتقال والبحوث في هذا المجال عديدة، كما أن في العشر سنوات الماضية ظهر عدد من الدراسات القيِّمة أوضحت بعض مظاهر غامضة في تاريخ الترجمات وجمعت البيانات المشتتة.
-
ابن النديم، الفهرست، طبعة فلوجل Flügel، ليبزيج، ١٨٧١.
-
القفطي، طبقات الحكماء، طبعت ليبرت Lippert، ليبزيج ١٩٠٣.
-
ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، طبعة موللر (الطحان)، القاهرة ١٨٨٤.
-
Steinschneider (M.) Die arabische Uebersetzungen aus dem Griechischen, Leipzing, Harrassowitz, 1893.
-
Müller (August), Die griechichen Philosophen in der arabischen Ueberlieferung, Halle, 1873.
-
Baumstark (Anton), Syrisch–arabische Biographien des Aristoteles, … Druck von G. Teubner in Leipzig 1898.
وقد أعطى الدكتور عبد الرحمن بدوي عدة محاضرات في الصوربون بباريس عن انتقال الفلسفة اليونانية إلى العالم العربي.
ويجد القارئ في هذا الكتاب جميع المصادر الخاصة بهذا الموضوع مع بيانات دقيقة عن محتوياتها.
-
Peters (Francis E.), Aristoteles arabus. The Oriental translation and commentaries of the aristotelian Corpus, Leiden, Brill, 1968.
-
Peters (Francis E.), Aristotle and the Arabs; the Aristotelian tradition in Islam, New York University Press, 1968.
انظر أيضًا كتاب الدكتور مدكور عن «منطق أرسطو عند العرب» في الصفحة التالية.
(١–١) المجموعة الأرسطية
وبدون أن نخوض في التفاصيل يمكننا أن نلخص على الوجه الآتي المجموعة الأرسطية، كما يمكننا أن نستخلصها من فهرست ابن النديم أو كتب الكندي والفارابي وابن سينا، أي قبل زمان ابن رشد:
في أيام ابن رشد كان يوجد في أيدي المختصين مجموعة مكوَّنة من ثمان مؤلفات منطقية لأرسطو، وقد زيد عليها كتاب إيساغوجي أو المدخل، وهو كتيب ألَّفه فورفريوس — وهو تلميذ أفلوطين — ليكون «مدخلًا» لكتاب المعقولات، وقد عرف مجموعة الكتب المنطقية لأرسطو زائدة إيساغوجي بالأورغانون.
وقد تعوَّد الطلبة أن يدرسوا منطق أرسطو مبتدئين بإيساغوجي، فأصبح جزءًا من منطق أرسطو بحيث إن الأورغانون كان يتضمن التسع كتب الآتية:
(١) إيساغوجي | (1) Isagoge |
(٢) المقولات | (2) Categories |
(٣) العبارة | (3) De Interpretatione |
(٤) التحليلات الأولى | (4) Prior Analytics |
(٥) التحليلات الثانية | (5) Posterior Analytics |
(٦) الجدل | (6) Topics |
(٧) السفسطة | (7) De Sophisticis Elenchis |
(٨) الخطابة | (8) Rhetoric |
(٩) الشعر | (9) Poetic |
أما الطبيعيات فأهم ما تحتويه هي الأجزاء الآتية:
(١) كتاب السماع الطبيعي | (1) Les 8 livers des Physiques |
(٢) كتاب السماء والعالم | (2) De coelo et mundo |
(٣) كتاب الكون والفساد | (3) De generatione et corruptione |
(٤) كتاب الآثار العلوية | (4) Meteorologica |
(٥) كتاب النفس | (5) De Anima |
(٦) في الحس والمحسوس | (6) De Sensu et sensato |
(٧) في الذاكرة والتذكر | (7) De Memoria et reminiscentia |
(٨) في النوم واليقظة | (8) De Somno et vigilia |
(٩) في طول العمر وقصره | (9) De longitudine et brevitate vitae |
(١٠) في طبائع الحيوان | (10) Historia animalium |
(١١) في الأعضاء التي بها الحياة | (11) De Partibus animalium |
(١٢) في كون الحيوان | (12) De Generatione animalium |
(١–٢) ثلاثة أنواع من الشروح
لقد خصَّص ابن رشد لتفسير كتب أرسطو ثلاثة أنواع من الشروح: الشرح الأكبر والشرح الأوسط والشرح الصغير، والأمر الذي يسبب اضطرابًا في استعمال هذه الاصطلاحات هو أن الترجمات اللاتينية — ومن بعدها الأوروبية — التي استعملتها أعطت لها مضمونًا دقيقًا لا يوجد دائمًا في المصطلح العربي.
أما الشرح الكبير — وهو خاص بابن رشد — فمؤداه أن يتناول كل فقرة للفيلسوف بعد الأخرى ويوردها كاملة ويوضحها جزءًا بعد جزء مميزًا النص الأصلي بكلمة «قال» التي تقابل الحاصرتين المزدوجتين، وتُدْرَج المناقشات النظرية على شكل استطرادات، ويقسم كل كتاب إلى فصول ونصوص.
ومن المؤكد أن ابن رشد لم يحرر لكل كتاب من كتب أرسطو الثلاث أنواعًا من الشروح، فأحيانًا يخصص لها نوعًا واحدًا وتارة نوعين وتارة ثلاثة.
(٢) المنطق
(٢-١) مقدمة: تلخيص الأورغانون لابن رشد – المخطوطات
يوجد في المكتبة الأهلية في باريس.
(أ) مخطوط لتلخيص الأورغانون
والنص العربي مكتوب بحروف عبرية ومصحوب بالترجمة العبرية ليعقوب بن مخير، والمخطوط يرجع إلى القرن الرابع عشر.
(ب) مخطوط فيرنتسة
-
كتاب المقولات (fol. 1b).
-
كتاب باري أرميناس أي العبارة (fol. 12a).
-
كتاب أنالوطيقي وهو كتاب القياس (fol. 22a).
-
كتاب البرهان (fol. 65a).
-
كتاب … الجدل (fol. 88a).
-
كتاب السفسطة (fol. 125a).
-
كتاب الخطابة (fol. 104a).
-
كتاب الشعر (fol. 199b).
وفي المكتبة الشرقية للآباء اليسوعيين في بيروت صورة فوتوغرافية للصفحات ٧٥ الأولى من مخطوطة ليدن لغاية بداية كتاب البرهان.
- (١) الشرح المتوسط لكتاب الشعر: II Commento medio di Averroe alla Poetica di Aristotele.حسب مخطوطة فيرنتسة، وعندما علم بوجود مخطوطة ليدن، قارن بين المخطوطين ونشر الفوارق، انظر: Studii sopra Averroe, VI in Giornale della Societa Asiat. Ital. vol. XI (1898), pp. 143–152, et vol. XII (1899), pp. 197–206.
- (٢) بداية الشرح المتوسط للخطابة، حسب مخطوطة ليدن ومخطوطة فيرنتسة، انظر: Pubblicazioni del R. Istituto di Studi Superiori in Firenze, Sez. di Filosofia e Filolog., Accademia orientale, 1876, 96 pages.
ولم يؤجل نشر المخطوطة بأكملها.
- (٣) الشواهد الشعرية من «الشرح الوسيط» للخطاب في الملحق «ب» من كتابه … II Commento.
- (٤) بداية كل من الأربع كتب الأولى مع الفوارق في: Studi sopra Averroe …, pp. 8. Et sq..الذي نُشِرَ في: Annuari della Societa Italiana di Studi Orientali vo. I (1873) pp. 125–159; vol. II (1874), pp. 234–267.انظر: (Steinschn. Hebr. Uebers. p. 61, et n. 116).ويوجد أيضًا فيه قطعة من الجدل: RSO, V (1913), p. 96.
وقد نشر الأب اليسوعي لويس شيخو في كتابه «مقالات لمشاهير العرب على الجزء الثاني من علم الأدب»، أجزاء عديدة من الشروح الوسطى لابن رشد على الخطابة والشعر، وهو يستعمل النص الذي نشره لازينيو ولكن مع الضبط الكامل للكلمات.
وهذه هي النصوص التي نشرها:- الخطابة: ص٣-٤، ٤-٥، ٥-٦، ٧–١٠، ١١، ٢٥–٢٧، ٢٨-٢٩، ٣١-٣٢، ٩٧–١٠٢، ١٠٢–١٠٧، ١٣٧–١٣٩، ١٣٩–١٤٢، ١٤٢–١٤٥، ١٤٥–١٥٠، ١٥٠–١٦٠، ١٧٢–١٨٠، ١٨١–١٩٤، ١٩٤–١٩٨، ١٩٨–٢١١.
- الشعر: ٢٤٣–٢٤٦، ٢٤٧–٢٤٩، ٢٤٩–٢٥٢، ٢٥٣–٢٥٧، ٢٥٨–٢٦٥، ٢٦٦–٢٨٤، ٢٨٤–٢٩٣، ٢٩٤-٢٩٥، ٢٩٥-٢٩٦، ٢٩٦–٢٩٩ (انظر بويج Bouyges No. 9).
(ﺟ) مخطوطا دار الكتب (القاهرة)
- (١)
كتاب المقولات.
- (٢) كتاب بارارميناس (fol. 28v).
هذا الكتاب يبتدئ بلا عنوان ولكن عنوانه مذكور في آخر الكتاب السابق، وقد ذكره الفهرس المطبوع تحت اسم «كتاب القضايا» ونقله عنه بروكلمان (ج١ ص٤٦٢) ومحمد بن شنيب.
-
(٣)
كتاب القياس (fol. 57v).
-
(٤)
كتاب البرهان (fol. 174.2).
يذكر الفهرس المطبوع (ج٦ ص٥٢) عنوان الكتاب:
تلخيص كتب أرسطو الأربعة وهو يختلف عن عنوان المخطوط:
«تلخيص كتب أرسطو المنطقية لابن رشد وهي أربعة كتب»، ولكن هذا العنوان الأخير هو أيضًا متأخر ووُضِعَ بعد كتابة المخطوط.
يوجد في نفس الدار صورة للمخطوط السابق أُنْجِزَت بتكليف وانتهى نسخها يوم الجمعة أول رجب ١٣٣٦ﻫ/١٣ أبريل ١٩١٨م)، ورقمها حكمة وفلسفة ٢٤٦، وعدد صفحاتها ٦٦٠ والخط نسخي كبير، في كل صفحة ٢١ سطرًا وفي السطر ٩ كلمات، مقاييسها: ١٧ × ٣٢سم (٩ × ١٧)، الصفحات مرقمة بقلم أحمر.
«قال: تم قولنا بلا مغالطة بتشابه الأسماء؛ لأنه لو قال قائل: كان الإسكندر ملكًا، وقال آخر: لم يكن الإسكندر ملكًا …»
ولا توجد هذه الجملة في الشرح المتوسط للمقولات.
(٢-٢) تلخيص كتاب إيساغوجي
والكل يعرف كم كان إجلال ابن رشد لأرسطو عظيمًا، فقد أخذ على عاتقه أن يشرح جميع كتبه، والإيساغوجي هو من الكتب النادرة غير الأرسطية التي قَبِلَ ابن رشد أن يشرحها، ولم يفعل هذا إلا على مضض، ويبدو أنه تجاهله في البداية، إذ إنه في شرحه الوسيط للمقولات يتكلم عن عزمه لشرح جميع كتب أرسطو المنطقية مبتدئًا بالمقولات كأن إيساغوجي لا يدخل في الحساب.
وقد ألَّف ابن رشد شرحًا صغيرًا وشرحًا متوسطًا لكل من الكتب التسع لمجموعة الأورغانون غير أنها لم تصلنا في أصلها العربي.
ويشرح الأستاذ دافيدسون في المقدمة منهجه في النشر، ويصف المخطوطات العبرية والعربية (لكتاب تلخيص المقولات) واللاتينية التي استعملها، كما أنه وضع معجمًا للكلمات الفنية: عبري – عربي – لاتيني – يوناني، ومعجمًا: يوناني – عبري.
استعان المحقق لترجمته لتلخيص المقولات بالنص العربي الذي حققه الأب بويج والذي يأتي ذكره بعد هذه الفقرة.
(٢-٣) تلخيص كتاب المقولات
من المعلوم — وكما ذكرنا فيما سبق — أن «كتاب المقولات» هو — في نظر الفلاسفة العرب — جزء وثيق الصلة بباقي كتب الأورغانون؛ ولذا مترجمو حياة أرسطو لا يذكرون عادة تلخيص كتاب المقولات ككتاب مستقل عن الكتب المنطقية الأخرى، فهو يدخل ضمن تلخيص شامل لجميع أجزاء المنطق الأرسطي، والدليل على ذلك أن في الثلاث مخطوطات لتلخيص المقولات يوجد تلخيص الكتب الأخرى للأورغانون، ولعل لهذا السبب ذَكَرَ مترجمو كتب ابن رشد جميع هذه التلاخيص كتلخيص واحد لمنطق أرسطو، وهذا التلخيص هو حقيقة تفسير لكتاب المقولات لأرسطو، وليس هو رسالة ذات شخصية وأصالة مستوحية من النص الأرسطي، فابن رشد يلتزم بالنص الأرسطي بدون استطرادات أو تعليقات، فهو يكاد ينقل النص مع تغيير بسيط لبعض الكلمات أو تقسيم النص لكي يصبح أكثر وضوحًا، ومن الصعب للقارئ أن يميز بين ما هو نص أرسطو وما هو كلام ابن رشد.
ويبحث الأب بويج في المقدمة التي كتبها لتحقيق تلخيص المقولات (ص١١ ×) في تاريخ تأليفه، ونتيجة البحث هو أنه أُلِّفَ قبل أبريل ١١٦٨.
وكما ذكرنا سابقًا أن استعمال كلمة «تلخيص» لا تخلو من الغموض، فمعناها العام هو الاقتضاب أو التوضيح (انظر «تهافت التهافت»، طبعة بويج، ص٤٤، ١٣، ٤٧٧، ١٠).
- (١)
مخطوط فيرنتسة.
وقد وصف هذا المخطوط مرارًا مطولًا (انظر تلخيصنا لهذا الوصف فيما سبق).
- (٢) مخطوط ليدن Cod. 1791 (سابقًا ٢٠٧٣).
- (٣)
مخطوط دار الكتب المصرية ٤٠٧٦.
وأضاف إليها الترجمة العبرية وقارنهما بالترجمة اللاتينية.
تلخيص كتاب المقولات
(Paraphrase du Livre des Catégories), (Commentaire moyen)
- الجزء الأول: بمنزلة الصدر لما يريد أن يقوله في هذا الكتاب؛ وذلك أنه يشتمل على الأمور التي تجري مما يريد أن يقوله في هذا الكتاب مجرى الأصول الموضوعة والحدود.
- والجزء الثاني: يذكر فيها المقولات العشر مقولة مقولة، ويرسم كل واحدة منها برسمها الخاص بها، ويقسمها إلى أنواعها ويعطي خواصها المشهورة.
- والجزء الثالث: يعرف فيه اللواحق العامة والأعراض المشتركة التي تلحق جميع المقولات أو أكثرها بما هي مقولات.
الجزء الأول | |
الفصل الأول: أحوال ما للموجودات من جهة دلالات الألفاظ عليها | ص٦ |
الفصل الثاني: ما هو الجوهر والعرض | ص٧ |
الفصل الثالث | ص١٠ |
الفصل الرابع: أي الأجناس يمكن أن تشترك في الفصول القائمة وأيها لا يمكن ذلك فيها | ص١١ |
الفصل الخامس: قسمة الموجودات المفردة إلى المقولات العشر | ص١٢ |
الجزء الثاني | |
القسم الأول: [القول في الجوهر] | ص١٥–٣٦ |
القسم الثاني: القول في الكم | ص٣٧–٤٩ |
القسم الثالث: في مقولة الإضافة | ص٥٠–٦٨ |
القسم الرابع: القول في الكم | ص٦٩–٨٨ |
القسم الخامس: القول في يفعل وينفعل … | ص٨٩ |
القسم السادس: في مقولة الموضوع … | ص٩٠ |
الجزء الثالث | |
[القسم الأول]: القول في المتقابلات | ص٩٢–١١٠ |
[القسم الثاني]: القول في المتقدم والمتأخر | ص١١١–١١٣ |
[القسم الثالث]: القول في معنى معًا | ص١١٤–١١٦ |
[القسم الرابع]: القول في الحركة | ص١١٧–١٢٠ |
[القسم الخامس]: في له … | ص١٢١–١٢٣ |
(٢-٤) تلخيص كتاب العبارة (أي بار إرميناس)
هذا التلخيص موجود في مخطوطتَي القاهرة (حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩) ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.
ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول:
يتلوه كتاب أنالوطيقي وهو كتاب القياس.»
(٢-٥) تلخيص كتاب القياس (أي التحليلات الأولى)
يوجد في مخطوطتَي القاهرة (دار الكتب حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩) ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠)، ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.
ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول، ولا يوجد في المخطوط إشارة واضحة إلى المقالات والفصول إلا بطريقة غير منهجية ولا واضحة؛ ولذا لا نعطي جميع التفاصيل.
المقالة الثانية من أنالوطيقي الأولى، قال: وإذ قد بيَّنَّا في كم شكل يكون الأقاويل القياسية وبأي صنف من أصناف المقدمات، وهي المقدمات التي منها معنى المقولة على الكل وبكم مقدمة يكون …»
ص٤٧٨: «فصل في أن الاستقراء والضمير وسائر المقاييس المستعملة قوتها قوة ما تقدم.»
(٢-٦) تلخيص كتاب البرهان (أي التحليلات الثانية)
يوجد في مخطوطتي القاهرة (دار الكتب حكمة وفلسفة ٢٤٦ ومنطق وآداب البحث ٩)، ومخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠.
ونحن ننقل البداية والنهاية من المخطوط الأول مع بعض البيانات التي وردت في المخطوط، والناسخ قد يكتب أحيانًا كلمة «قال» بالحبر الأحمر، بل وقد ذكر مرة (ص٥٩٢) ثلاث أسطر من نص أرسطو بالحبر الأحمر.
ثم تلخيص المقالة الثانية من معاني كتاب البرهان لأرسطوطاليس.
وكان الفراغ من نسخه يوم الجمعة أول رجب الفرد سنة ١٣٣٦ هجرية، بخط الفقير إليه تعالى جرجس فوزي المليجي على نفقة دار الكتب السلطانية المصرية العامرة.»
(٢-٧) تلخيص كتاب الجدل
وهو يسمى أيضًا «طوبيفا»، وقد خصَّص أرسطو هذا الكتاب للبحث عن الاستدلال المبني على مقدمات ظنية محتملة، أي آراء متواترة أو مقبولة عند العامة أو عند العلماء، وهو لا يؤدي إلا إلى نتيجة ظنية، وهو يستعمل الخطابة بنوع خاص.
والنص الأصلي لأرسطو طويل (انظر هذا النص في «منطق أرسطو» تحقيق عبد الرحمن بدوي، الجزء الثاني ص٤٦٩ إلى ٦٧٢ والجزء الثالث ص٦٧٥ إلى ٧٢٧).
وتلخيص ابن رشد موجود فقط في مخطوط فيرنتسة (لورانسيانا ١٨٠ ق٨٨ إلى ١٢٥) ومخطوط ليدن ٢٨٢٠، ونحن نثبت البداية والنهاية لهذا التلخيص حسب المخطوط الأول.
(٢-٨) تلخيص السفسطة
يقول ابن النديم (طبعة فلوجل ص٢٤٩: طبعة المكتبة التجارية ص٣٤٩): «الكلام على سوفسطيقا: ومعناه الحكمة المموهة، نقله ابن ناعمة، وأبو بشر متى إلى السرياني، ونقله يحيى بن عدي من ثيوفيلي إلى العربي.
المفسرون: فسر قويري هذا الكتاب، ونقل إبراهيم بن بكوش العشاري ما نقله ابن ناعمة إلى العربي على طريق الإصلاح، وللكندي تفسير هذا الكتاب، وقد حُكِيَ أنه أصيب بالموصل تفسير الإسكندر لهذا الكتاب.»
ولا يذكر ابن النديم هنا أن ابن زرعة بين مَنْ نقلوا هذا الكتاب إلى اللغة العربية، ولكنه عند الكلام عن ابن زرعة (في ص٢٦٤، ط فلوجل) يشير إلى ترجمته.
وقد درس فلاسفة العرب هذا الكتيب كمبحث مستقل عن كتاب الجدل، بل لقد وضعه الفارابي بعد كتاب القياس وقبل كتاب البرهان.
وقد قسَّم الناشرون كتاب أرسطو في السفسطة إلى أربعة وثلاثين فصلًا قد يطول الواحد منها وقد يقصر فلا يتعدى بضعة أسطر كالفصول: ٢١، ٢٣، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ولم يصل إلينا تفسير الكندي فلسنا ندري كيف رتَّبه، أما الفارابي فقد قسَّم هذا البحث في كتاب الأمكنة المغلطة إلى ثلاثة أقسام، وابن سينا إلى قسمين، أما ابن رشد فلم يضع عناوين في تلخيصه، أو يقسمه إلى مقالات وفصول، إلا أن النُّسَّاخ وضعوا عنوانَيْن واضحَيْن هما: القول في المغلطات من المعاني، والقول في النقض.
وقد شكى ابن رشد من صعوبة هذا البحث الأرسطي ومن سوء الترجمات العربية لهذا الكتيب، فضلًا عن الغموض الطبيعي الذي يحيط بأمثال هذه الأبحاث.
وقد شكا ابن رشد أنه لم يجد لكتاب السفطسة شرحًا لأحد من المفسرين لا على اللفظ ولا على المعنى، إلا ما ورد في كتاب الشفاء لابن علي بن سينا، وكما يلاحظ الدكتور سالم: «ودين ابن رشد لابن سينا واضح في تلخيصه، فقد ترسم خطاه، وأخذ عنه أمثلة لم ترد في أرسطو.» كما أنه اطلع على كتاب الفارابي في السفطسة، وهو يناقش ما أراد الفاربي أن يضيف إلى صنوف السفسطة التي ذكرها أرسطو.
(٢-٩) تلخيص الخطابة
لا يوجد لكتاب تلخيص الخطابة لابن رشد غير مخطوطين: أحدهما في فيرنتسة والثاني في ليدن.
أما مخطوط فيرنتسة فهو محفوظ في المكتبة اللورنتية تحت رقم ٥٤.
يقع تلخيص «الخطابة» من ورقة ١٦٨أ إلى ورقة ٢١٨أ، ولكن — كما لاحظ الدكتور بدوي (في نشرته للكتاب ص … يج) — وقع تداخل بين ورقات من السوفسطيقا وتقديم وتأخير في ورقات «الخطابة» وقد نُبِّهَ إليها في الهامش.
وهذه النسخة بخط مغربي كبير جميل منقوط في أكثر كلماته وليس عليها تاريخ نسخها.
وتوجد من هذا المخطوط صورة شمسية بحجم صغير بمكتبة كلية الاداب بجامعة عين شمس، كما توجد أيضًا من هذه الصورة نسخة أكبر بكثير محفوظة بدار الكتب.
وتوجد منه نسخة شمسية محفوظة بمكتبة كلية الآداب بجامعة عين شمس تحت رقم ٥٦٦٣.
وقد طُبِعَ هذا الكتاب مرتين في مصر:
أولًا: حققه الدكتور عبد الرحمن بدوي سنة ١٩٦٠ (مكتبة النهضة – الكتاب رقم ٢٤ من سلسلة دراسات إسلامية)، ومهَّد له بتصدير عام وصف فيه المخطوطين الموجودين للكتاب: فيرنتسة وليدن، وتكلَّم عن الترجمة العبرية والترجمة اللاتينية، وهو يقول: «وقد رجعنا إلى هذه الترجمة اللاتينية وقارنَّاها بالأصل العربي، ولكننا لم نستفد من هذه المقارنة شيئًا في تحقيق النص العربي، اللهم إلا في تأييد نسخة ليدن ضد نسخة فيرنتسة، ولقد تبين لنا أن الترجمة اللاتينية — وكذلك العبرية — تساير نسخة ليدن مسايرة تامة في مواضع الخلاف بينها وبين نسخة فيرنتسة، فلعل هذه الترجمة العبرية التي أخذت عنها اللاتينية قد قامت على أساس نسخة ليدن أو نسخة قريبة النسب إحداهما مأخوذة عن الأخرى.» (ص يب)
وقد تحقَّق من مقارنة نسختَي: ليدن وفيرنتسة أن الأولى أصح من الثانية، وأن قراءتها تمثِّل نصًّا أقرب إلى نسخة الأم التي كتبها ابن رشد، على أنه مع ذلك قد استفاد في مواضع كثيرة جدًّا من نسخة فيرنتسة.
أما صلة تلخيص الخطابة لابن رشد بكتاب الخطابة لأرسطو فقد تحقق الدكتور بدوي أن ابن رشد لا يورد من نص كلام أرسطو غير كلمات قليلة، ثم يمضي في العرض الموسع؛ ولذا لم يكن من الممكن استخدام نص التلخيص لتحقيق نص الترجمة العربية التي اعتمد عليها ابن رشد، وإنما يمكن الإفادة إجمالًا من سياق عرضه.
أما التحقيق الثاني لتلخيص الخطابة فهو للدكتور محمد سليم سالم، رئيس قسم الدراسات القديمة للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي القاهرة ١٣٨٧–١٩٦٧، ٧٠٠ (كذا) صفحة من الحجم الكبير.
وقد قدم للكتاب ببحث مطول تكلم أولًا عن ابن رشد وحياته وعن تلخيص الخطابة لابن رشد، ثم ركز بحثه عن كتاب الخطابة (الريطوريقا) لأرسطو وكيف عالجه فلاسفة العرب (ص١١ إلى ٢٣)، وقد وصف مخطوط فيرنتسة ومخطوط ليدن، واستعملها لتخفيف النص كما استعمل أيضًا طبعة لازينيو.
والميزة الكبرى لتحقيق الدكتور سالم المختار هو وفرة النصوص اليونانية لأرسطو التي أوردها في الهوامش والمقارنات الدقيقة التي يقيمها بين الترجمة العربية والنص اليوناني الأصلي، والنص مطبوع بحروف كبيرة والنصوص اليونانية في غاية الوضوح والجمال، ويمكننا أن نعدَّ هذا التحقيق عملًا جليلًا في ميدان التحقيق العلمي للنصوص، وكان يرجى أن يوضع في آخر الكتاب معجم فني عربي يوناني، ويوناني عربي.
-
كتاب ما بعد الطبيعة لبهمنيار.
-
وكتاب الخطابة لأرسطوطاليس من قلم أبي الوليد بن رشد وبدايته: «إن صناعة الخطابة تناسب صناعة الجدل؛ وذلك أن كليهما يؤمان غاية واحدة وهي مخاطبة الغير وكل من تكلم …»، ولا تحوي هذه الرسالة إلا على ٢٢٨ سطرًا، ونهايتها: «ومقايسة الإنسان نفسه مع غيره لا تصح إلا من الرجل الفاضل.»
بداية تلخيص الخطابة:
(٢-١٠) تلخيص كتاب الشعر
- أولًا: ترجمة لكتاب فن الشعر لأرسطو قام بها الدكتور بدوي نفسه مباشرة عن اليونانية.
- ثانيًا: الترجمة القديمة لهذا الكتاب، نقل أبي بشر متى بن يونس القنائي من السرياني إلى العربي.
- ثالثًا: رسالة في قوانين صناعة الشعراء للمعلم الثاني (الفارابي).
- رابعًا: فن الشعر من كتاب الشفاء لابن سينا.
- خامسًا: تلخيص كتاب أرسطو في الشعر لأبي الوليد بن رشد.
وقدَّم لهذه الرسائل بمقدمة طويلة شاملة بحث فيها عن «فن الشعر» لأرسطو في النقد الأدبي، وعن النقد الفيلولوجي وكتاب فن الشعر، وحلَّل طويلًا كتاب الشعر وأخيرًا كما أنه تتبع أثر فن الشعر العربي عند فلاسفة العرب: الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد، وذيَّل الكتاب بفهرس شامل للأعلام والمواد والمصطلحات مع المقابل اليوناني لها.
وهذا هو عنوان الكتاب:
أرسطوطاليس، فن الشعر مع الترجمة العربية القديمة وشروح الفارابي وابن سينا وابن رشد، ترجمه عن اليونانية وشرحه وحقَّق نصوصه عبد الرحمن بدوي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ١٩٥٣، ٢٦١ صفحة.
أما الدكتور سليم سالم — وهو أستاذ اللغة اليونانية بجامعة القاهرة — فقد رأى إعادة نشر كتاب تلخيص الشعر لابن رشد لعدة أسباب، منها أن الطبعة الأولى التي قام بها فاوستو لازينيو قد مضى عليها قرن ثم أنها تعتمد على مخطوط واحد، مخطوط مدينة فيرنتسة.
أما الطبعة التي اضطلع بها الدكتور عبد الرحمن بدوي فهي أيضًا لا تعتمد إلا على مخطوط فيرنتسة وطبعة لازينيو.
ولكن الكشف عن مخطوط جامعة ليدن يبرر إعادة طبع الكتاب، وقد أضاف أيضًا الدكتور سليم سالم المقابلة بين نص ابن رشد والترجمة العربية القديمة التي قام بها يونس القنائي وبين متن ابن رشد والأصل اليوناني، وبين تلخيص ابن رشد وبين شرحَي الفارابي وابن سينا، كما أنه لجأ في بعض الأحيان إلى الترجمة اللاتينية القديمة لتلخيص ابن رشد مستمدًّا منها مرجحًا لإحدى القراءات أو إصلاح موضع يفسر إصلاحه في المخطوطين، وهذا هو العنوان الكامل لكتاب الدكتور سليم سالم:
تلخيص كتاب أرسطوطاليس في الشعر، تأليف أبي الوليد بن رشد ٥٢٠–٥٩٥ﻫ ومعه جوامع الشعر للفارابي تحقيق وتعليق الدكتور محمد سليم سالم، القاهرة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث الإسلامي ١٣٩١ / ١٩٧١، ١٩٠ص من الحجم الكبير.
وقد بحث في مقدمة طويلة في كتاب فن الشعر عن أرسطو وحلَّله تحليلًا دقيقًا، أما النص فقد علَّق عليه مطولًا واردًا نصوصًا عديدة باليونانية لأرسطو.
ونحن نثبت فيما يلي بداية الكتاب وآخره وفصوله الأساسية:
والله الموفق للصواب بفضله ورحمته.
وإليكم ما يقوله الدكتور بدوي في تلخيص ابن رشد لكتاب الشعر:
«والصفة البارزة في تلخيص ابن رشد: محاولته تطبيق قواعد أرسطو على الشعر العربي، وقد أضلَّته ترجمة متى للتراجيديا بأنها المديح، وللكوميديا بأنها الهجاء، فخال له أن الأمر كما في الشعر العربي، ومن هنا أكثر من الشواهد المستمدة من الشعر العربي ومعظمها فاسدة؛ لأنها تقوم على أساس فاسد هو تلك الترجمة الخطأ، وهو نفسه قد شعر بإخفاق هذه المحاولة، فكان يعتذر عنها كلما التاث عليه الأمر والتوى به التطبيق، ولم يفلح إلا حينما أراد أن يلخص الفصول الخاصة بالمقولة (الفصول: ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٢) فقد واتاه القول وصحَّ لديه إجراء التطبيق وعقد المقارنات، ومن هنا كان يعدل عن الشواهد اليونانية التي يوردها أرسطو إلى شواهد يستمدها من الشعر العربي، على ما في هذا أحيانًا من تعسُّف بل وتزييف لرأي أرسطو، فنتج عن هذا كله تلخيص لا هو يساير الأصل، ولا هو بمفيد في تيسير الانتفاع بمعاني أرسطو» (ص٥٥ و٥٦).
(٢) الطبيعيات
(٢-١) المخطوطات
(أ) مخطوط دار الكتب (القاهرة)
المخطوط رقم ٤١٩٦ في دار الكتب (حكمة وفلسفة رقم ٥) يحتوي على:
كتاب جوامع السماع الطبيعي | ورقة ٥٩ظ |
كتاب السماء والعالم | ورقة ٥٩ظ |
كتاب الكون والفساد | ورقة ١٠٠ظ |
كتاب الآثار العلوية | ورقة ١١٧و |
وبعدها رسالتان لابن رشد يصفها الفهرس هكذا:
في إثبات أقاويل المفسرين في علم النفس المطابقة لما قاله أرسطو في العلم الطبيعي في التقاط الأقاويل العلمية من مقالات أرسطو الموضوعة في علم ما بعد الطبيعة.
هل يجب أن نسمي الكتب الأربعة الأولى «تلخيصًا» كما فعل الفهرست؟ الواقع أن هذا الاسم موجود في أول المخطوط على هذا الشكل:
تلخيص كتاب أرسطوطاليس في الحكمة.
وكذلك توافق بداية ونهاية الكتاب الرابع بداية ونهاية الترجمة العبرية لتلخيص الآثار العلوية (انظر نفس المصدر ص٩٩٣).
أما الرسالتان الآخرتان، فقد أصاب واضع الفهرست عندما لم يذكر كلمة «كتاب» في عنوانهما؛ لأنه لا يوحد في المخطوطين، وإليكم بداية المخطوط قبل الأخير:
«باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على أنبيائه المرسلين، الغرض ها هنا أن نثبت من أقاويل المفسرين في علم النفس ما نرى أنه أشد مطابقة لما تبين في العلم الطبيعي وأليق بغرض أرسطو، وقبل ذلك فلنقدم مما تبين في هذا العلم ما يجري مجرى الأصل الموضوع ليفهم جوهر النفس فنقول: إنه قد تبين في الأولى من السماع …»
غير أنه يجب لمن يحاول أن يثبت صحة إعزاء هذا المخطوط إلى ابن رشد أن يتنبه إلى الشكل الخاص لهذه البداية التي توحي بأن الرسالة لم تكن أصلًا ضمن الكتب الأربعة الأولى، بخاصة أن هذه المجموعة هي — على ما يظهر — مختومة بالنص الآتي الوارد في آخر الرسالة الرابعة (ورقة ١٦٧ظ).
«وهنا انتهى القول في تجريد الأقاويل البرهانية من الكتب الأربعة من كتب أرسطو بحسب ما شرطنا، والحمد لله على ذلك كثيرًا وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليمًا.» وتوافق هذه الجملة ما ورد في المخطوط العبري ٢٥٥ الموجود في هانبورج حسب فهرست استاينشنيدر (١٨٦٨)، ص١٠٤.
وتبدأ الرسالة الأخرى هكذا (ورقة ٢١٧ط):
«بسم الله الرحمن الرحيم: قصدنا في هذا القول أن نلتقط الأقاويل العلمية …»
لا يحمل المخطوط تاريخًا وعدد أوراقه ٣٠٢، مرقمة بقلم الرصاص، ٢١ سطرًا في الصفحة، خط شرقي، في بعض الصفحات أثر للقرضة وليس هناك كلمات بالحبر الأحمر.
وقد وضع بروكلمان سهوًا (تاريخ الآداب العربي ج١، ص٤٦٢) رقم هذا المخطوط ٤١٩٦ الموجود في دار الكتب تحت نفس العدد ١٤ وتحت نفس العنوان المذكورين للمخطوط ٤٠٧٦ في نفس المكتبة، الذي ذكرناه آنفًا (ص١١٩) الذي يختلف مضمونه كل الاختلاف عن مضمون هذا المخطوط.
(ب) مخطوط مدريد
السماع الطبيعي | ٢٢ ورقة | [De Physico Auditu] |
السماء والعالم | ١٥ ورقة | [De Coelo] |
الكون والفساد | ٦ ورقات | [De Generatione et Corruptione] |
الآثار العلوية | ٢٠ ورقة | [De Meteoris] |
علم النفس | ١٣ ورقة | [De Anima] |
علم [ما] بعد الطبيعة | ٣٢ ورقة | [Metaphysica] |
(ﺟ) مخطوط المتحف البريطاني
وهذه هي بدايته:
«المقالة الأولى من السماع الطبيعي، غرضه في هذه المقالة الفحص عن سبب الهيولي.»
الخط شرقي ويظهر أنه من القرن الخامس عشر ميلادي، غير أن اليد التي كتبته غير التي كتبت الأناجيل، وهو — على ما يبدو — أحدث بقليل من خط الأناجيل.
والنص الذي ذكرناه مكوَّن من عشر ورقات وينتهي هكذا: كمل تقسيم كتاب السماع الطبيعي لابن رشد.
(د) مخطوط ليدن
بل هو شرح، وبدايته هكذا:
«بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على النبي وعلى آله، غرضه في هذا الكتاب التكلم في العالم وأجزائه البسائط الأول وفي جميع ما يلحق العالم.»
(ﻫ) مخطوط أكسفورد
- (١)
كتاب السماء والعالم (غير كامل).
- (٢)
كتاب الكون والفساد (ورقة ٥١).
- (٣)
كتاب الآثار العلوية (ورقة ٧٤).
وتاريخ المخطوط ٥١٧٠ (١٤١٠ ميلادي).
(و) مخطوط باريس
يوجد في المخطوط العبري ١٠٠٩ (المقابل ٣١٧ من الترقيم القديم) في دار الكتب الأهلية في باريس النص العربي لتلخيص الكتب الآتية:
(١) كتاب الكون والفساد | (1) De la Génération et de la Corruption |
(٢) كتاب الآثار العلوية (ورقة ٤٦ظ) | (2) Des Météores |
(٣) كتاب النفس (ورقة ١٠٢ظ) | (3) De l’Ame |
(٤) كتاب الحس والمحسوس (ورقة ١٩٥ظ) | (4) Parva Naturalia |
(انظر أيضا ص٤٢٢ هامش ٣، ص٤٤٥، ص٤٣٢ هامش ١.)
يلاحظ استاينشنيدر أن ابن رشد لم يعرف من «الطبيعيات الصغرى» إلا أربع كتيبات، جُمِعَت في ثلاث رسائل:
(١) الحس والمحسوس | (1) De Sensu et sensato |
(٢) في الذاكرة والتذكر | (2) de Memoria et Reminiscentia de Sommo et Vigilia |
في النوم واليقظة | de Sommo et Vigilia |
(٣) في طول العمر وقصره | (3) de Longitudine et Brevitate vitae |
(ز) مخطوط مودينا
-
الكون والفساد.
-
في النفس.
-
الحس والمحسوس … = Parva Naturalia.
(ﺣ) مخطوط الأستانة
- (١)
رسالة آثار العلوية (لأرسطو).
- (٢)
رسالة ترجمة آثار العلوية (ليحيى).
- (٣)
رسالة الكون والفساد (لابن رشد).
- (٤)
رسالة الحاس والمحسوس (لابن رشد).
- (٥)
رسالة في التفحص من أسباب طول العمر وقصره.
- (٦)
رسالة في النبات (لأرسطو) وترجمته.
- (٧)
رسالة في الطب لجالينوس.
فالرسالتان: (٣) و(٤) فقط منسوبتان إلى ابن رشد، ولكن لا يُستبعد أن يكون أيضًا مع الرسالتين: (١) أو (٢) و(٥) شرح أو تلخيص لابن رشد.
وهناك مجموعة أخرى في مكتبة يكي جامع أيضًا رقم ١١٩٩ (فهرس ص٧٦) تتضمَّن بعض المخطوطات التي توحي عناوينها بأنها شروح لابن رشد:
في السماء والعالم، في الكون والفساد، في الآثار العلوية … في الحاس والمحسوس. (بويج رقم ٢٧) ويمكننا أن نبدي نفس الملاحظة فيما يخص المخطوط رقم ١٤٤٤ من مكتبة بغجة قبوسي، حيث تقرأ العناوين الآتية: في مقالة قاطيغورياس – في مقالة راميسيناس (كذا) – في بيان آنولوطيقة في الكون والفساد – في آثار العلوية … في الحاس والمحسوس …
نفس الملاحظة في المجموعتين: رقم ٣٦٢٠ ورقم ٣٦٣٧ من مكتبة أسعد أفندي في الأستانة (فهرست ص٢٦٠ و٢٦٤).
(ط) مخطوطات أخرى
أما العشر كتب لتاريخ الحيوان فلم يشرحها ابن رشد البتة (انظر نفس المصدر ص٧).
«هذا ما ذكر الفيلسوف في كتاب النفس ترجمناه كاملًا تامًّا.»
والترجمة العبرية نادرة جدًّا.
(٢-٢) جوامع ابن رشد
طُبِعَ في الهند (بمطبعة دار المعارف) سنة ١٣٦٦ﻫ/١٩٤٧م كتاب عنوانه: «رسائل ابن رشد» بدون أي مقدمة أو أي بيانات خاصة بالمخطوط الذي استند عليه لنشر هذه الرسائل.
- (١)
السماع الطبيعي.
- (٢)
السماء والعالم.
- (٣)
الكون والفساد.
- (٤)
الآثار العلوية.
- (٥)
كتاب النفس.
- (٦)
ما بعد الطبيعة.
وفي خاتمة الكتاب ورد هذا العنوان: «خاتمة الطبغ لجوامع ابن رشد»، ويقول الناشر: «وقد كان النواب السيد حسين البلجرامي المخاطب بعماد الملك … مؤسس دائرة المعارف قد قرَّر نشر هذه الرسائل في هذه المطبعة، وسعى لتحصيل هذه الرسائل فلم يظفر بها حتى وفاته، ثم إن مجلس دائرة المعارف قد اشترى تلك الضالة المنشودة من بعض باعة الكتب، إلا أنها كانت جديدة الخط وأخرى استعارها من المكتبة الآصفية بحيدر أباد الدكن، قديمة الخط أصح من الأولى في الجملة فقد اشتغلنا بنقلها وتصحيحها ورتَّبنا منهما نسخة صحيحة على حسب الاستطاعة …
وقد اشتغل بتصحيحها وترتيبها مولانا المحترم السيد هاشم الندوي ومولانا الحبيب عبد الله العلوي الحضرمي ومولانا محمد عادل القدوسي ومولانا الشيخ أحمد اليماني … وكاتب الحروف زين العابدين الموسوي … وقد أفادنا باستدراك بعض المتروكات الموضوعية وغيرها مولانا المكرم عبد الله العمادي ركن دار الترجمة سابقًا وركن دائرة المعارف الآن» (ص١٧٨-١٧٩).
(أ) تلخيص كتاب السماع الطبيعي (جوامع كلام أرسطو في السماع الطبيعي)
… فلنبدأ بأول كتاب من كتبه وهو المعروف بالسماع الطبيعي ونلخِّص ما في مقالة مقالة منه من الأقاويل العلمية بعد أن تُحذف أيضًا منها الأقاويل الجدلية؛ لأنها كانت إنما كانت مضطر إليها [كذا] عندهم في الفحص عن المطالب الفلسفية قبل أن يوقع عليها بالأقاويل العلمية … (ص٣).
لا يوجد في طبعة الهند عناوين للمقالات، وإنما يوجد في أول كل مقالة فقرة صغيرة تدل على مضمون المقالة؛ ولذا نحن ننقل هنا هذه الفقرات لكي يستطيع القارئ أن يتتبع التخطيط الذي يسير عليه ابن رشد في تلخيصه لكتاب أرسطو.
(المقالة الأولى) ص٥
… كان الواجب أن نبتدئ بالنظر في المبادئ العامة للأمور الطبيعية.
(المقالة الثانية) ص٢٠
«غرضه في هذه المقالة التكلم في الأمور التي تجري مجرى الأصول والمبادئ في هذه الصناعة.»
(المقالة الثالثة) ص٣٥
«هذه المقالة تتضمن القول في الحركة وما لا نهاية وابتداء فيها، فيها يخبر بالضرورة الصناعية إلى التكلم في هذه اللواحق العامة.»
(المقالة الرابعة) ص٣٥
«هذه المقالة تتضمن القول في المكان والخلاء والزمان.»
(المقالة الخامسة) ص٥٦
«هذه المقالة تتضمن القول في أي جنس من أجناس المقولات توجد الحركة وفي أيها لا، والقول في لواحق تلحق الأجسام المتحركة حركة استقامة من التتالي والتماس والاتصال، وعلى كم جهة تُقال الحركة الواحدة، وكيف تضاد حركة حركة، وأي سكون يقابله أي حركة، وأي حركة، وأي حركة يقابلها أي سكون.»
(المقالة السادسة) ص٧٠
«لما كان قد ظهر في حد الحركة المتصل وكذلك في الزمان وكان قد وعد بالتكلم فيه شرع في أول هذه المقالة بالنظر في ذلك.»
(المقالة السابعة) ص٩٤
«أرسطو يستعمل في أول السابعة في بيان أن كل متحرك فله محرك وأنه ليس يوجد شيء يتحرك من ذاته.»
(المقالة الثامنة) ص١٠٧ إلى ١٢٦
«أرسطو يبتدئ أولًا في هذه المقالة فيفحص هل يمكن أن تكون جميع الحركات حادثة …».
(ب) تلخيص كتاب السماء والعالم
(المقالة الثانية) ص٣٨
«جلُّ ما في هذه المقالة هو الفحص عن الأعراض والخواص التي توجد لهذا الجرم ولأجزائه — أعني الكواكب — وإعطاء أسباب كل ما يمكن من ذلك إعطاؤه بحسب الطاقة الإنسانية.»
(المقالة الثالثة) ص٦٥ إلى ٧٩
«أكثر ما في هذه المقالة ليست أقاويل تثبيتية وإنما هي أقاويل عنادية … والذي يظهر من غرض هذه المقالة أنها كانت كالمقدمة والتوطئة لكتاب الكون والفساد …»
(ﺟ) تلخيص كتاب الكون والفساد
وهو مقالتان:
(المقالة الأولى) ص٢
(المقالة الثانية) ص١٥
«هذه المقالة نبتدئ فيها بالفحص عن الأشياء التي تُدعى اسطقسات الأجسام، أي هي وكم عددها، فنقول: إن الأجسام الكائنة الفاسدة صنفان: بسائط ومركبات …»
-
Commentarium medium in Aristotelis De Generatione et corruptione libros. Recensuit Franciscus Howard Fobes adjuvante Samuele Kurland, Cambridge, Mass., 1956.
-
On Aristotle’s De Generatione et corruptione middle commentary and epitome. Translated from the original Arabic and the Hebrew and Latin versions, with notes and introd. By Samuel Kurland, Cambridge, Mass. 1958.
-
Commerntarium medium et epitome in Aristotelis De Generatione et corruption libros; textum hebraicum recensuit et adnotationibus illustravit Samuel Kurland, 1958.
(د) تلخيص كتاب الآثار العلوية
(المقالة الأولى) ص٢
(المقالة الثانية) ص٢٧
«هذه المقالة نفحص فيها عن البحر ماذا هو ويعطي السبب في ملوحته وبين أنه أزلي بالنوع كائن فاسد بالجزء، ثم نفحص فيها عن الرياح وعن الأجزاء المغمورة من الأرض (أي ما هي) وعن الزلازل والبروق والرعود والصواعق …»
(المقالة الثالثة) ص٥٩
«لنقل الآن في الهالة التي تظهر حول القمر والشمس وفي قوس قزح والشموس والعصى، وهو مما يظهر أن جنس جميع هذه الآثار هو رؤية فقط وتخيل».
وكان فراغنا بحمد الله من تلخيص هذه الكتب الأربعة يوم الإثنين السادس عشر من ربيع الأول الذي في سنة أربع وخمسين وخمسمائة للهجرة، والحمد لله على ذلك.
(ﻫ) تلخيص كتاب الحس والمحسوس Epitome des Parva naturalia
(١) الحاس والمحسوس | (1) De Sensu et sensili |
(٢) في الذاكرة والتذكر | (2) De Memoria et Reminiscentia |
(٣) في النوم واليقظة | (3) De Sommno et Vigilio |
(٤) في الأحلام | (4) De Somniis |
(٥) في التكهن بالأحلام | (5) De Divinatione per Somniis |
(٦) في طول العمر وقصره | (6) De Longitudine et Brevitate vitae |
(٧) في الشباب والشيخوخة | (7) De Juventute et Senectute |
(٨) في الحياة والموت | (8) De Vitae et Morte |
(٩) في التنفس | (9) De Respiratione |
وقد ذكر ابن النديم في الفهرست كتاب الحس والمحسوس، ولكنه لا يتضمن هذا المؤلف إلا كتابين (طبعة فلوجل ص٢٥١).
لكن في نصف القرن الثاني عشر لا شك أن ثلاث كتب من «الطبيعيات الصغرى» كانت موجودة في الأندلس مترجمة إلى العربية؛ لأن استطاع ابن رشد أن يلخص هذه الكتب الثلاثة سنة ٥٦٥ﻫ/١١٧٠م، زد على ذلك أن ابن رشد نفسه يقول لنا في مقدمة تلخيصه: «والذي يُلْفَى لأرسطو في بلادنا هذه من القول في هذه الأشياء التي وعد في صدر هذا الكتاب بالتكلم فيها إنما هو ثلاث مقالات فقط: المقالة الأولى يتكلم فيها في القوى الجزئية التي في الحواس والمحسوسات وبهذا الجزء لُقِّب هذا الكتاب، والمقالة الثانية يتكلم فيها في الذكر والفكر والنوم واليقظة والرؤيا، والمقالة الثالثة في طول العمر وقصره» (ص٥).
لم يكتب ابن رشد إلا الشرح الصغير لكتاب الحس والمحسوس، ولم يُعْرَف حتى الآن إن كان ابن رشد استعمل ترجمة كاملة لكتاب أرسطو أم أنه كان لديه فقط تلخيصات جاءت من المترجمين السريان، مثل أبو بشر متى بن يونس.
- (١) يني جامع ١١٧٩ ورقة و٥٥ إلى ٩٧ظ. Istanbul, Yeni Cami 1179, fol. 55 a–97 b: Yeni Cami kutubhane defteri Istanbul 1330, p. 66; Bouyges, Mel. t. 8, 1922, 21 et MFO t. 9, 1923-24, p. 44.
وهو بخط نسخي كبير ناقص التنقيط مرارًا، وهو غير مؤرخ ولكن الخط وحالة المخطوط يدلان على أنه ليس قديمًا، وهو المخطوط الوحيد لهذا الكتاب المكتوب بحروف عربية، وقد سبق أن نشره الدكتور عبد الرحمن بدوي:
«أرسطوطاليس في النفس»، دراسات إسلامية رقم ١٦، القاهرة ١٩٥٤ ص١٨٩–٢٤٠.
- (٢) مخطوط «مودينا» Modena, Bibliotheca Estensis 13 انظر: F. Lasinio, Studi sopra Averroe, Annuario della Societa italiana per gli Studi orientali t. 1, 1873, SA 33–35; M. Bouyges, MFO, t. 8 (p. 20 et sq.).وهو بحروف عبرية وحسب الفقرة النهائية انتهى من نسخه سنة ١٣٥٦م عذر ابن سلومو Ezra bar Salomo في سرقسطة Saragosse.
- (٣) مخطوط باريس: Paris, Biblioth. Nationale, Hebr. 1009 (anicen bonds 317), fol. 155 b–180 a. Cf. M. Steinschneider, Catalogues des manuscrits hébreux et samaritins de la Bibliothèque Impériale, Paris 17866, p. 182; S. Munk, Mélanges de philosophie juive et arabe, p. 440; M. Bouyges, MFO, t. 8 (1922) pp. 19 et sq..وقد نُسِخَ المخطوط سنة ١٤٠٢ بأمر Don Benveniste ben Labi.
وقد ظهر فعلًا هذا الكتاب محقَّقًا سنة ١٩٦١ تحت عنوان: «تلخيص كتاب الحس والمحسوس للفقيه القاضي أبي الوليد بن رشد، عُني بتصحيحه ﻫ. جاتيه» أوتو هاراسوفينز ١٩٦١، ١١١ص للنص العربي و٢٨ صفحة للمقدمة بالألمانية.
تلخيص كتاب الحس والمحسوس للفقيه القاضي أبو الوليد بن رشد
- المقالة الأولى: ولما تكلم في كتاب الحيوان في أعضاء الحيوان وما يعرض لها وتكلَّم بعد هذا في كتاب النفس في النفس وأجزائها الكلية شرع ها هنا في التكلم في القوى الجزئية منها وتمييز العام منها لجميع الحيوان من الخاص …
-
المقالة الثانية ص٤١: وهو يبتدئ بالفحص في هذه المقالة عن الذكر والتذكر، وهو أولًا يطلب الرسم
الذي به يفرق هذا الإدراك من سائر إدراكات النفس ثم يطلب لأي قوة هو من قوى
النفس.
وقد نقل المستشرق هري بلوممبرج هذا الكتاب إلى الإنجليزية مستعينًا بالترجمتين: اللاتينية والعبرية لهذا الكتاب: Epitome of Parva naturalia. Translated from the original Arabic and the Hebrew and Latin versions with notes and Introduction by Harry Blumberg. Cambridge, Mass., Mediaeval Academy of America, 1961, XXII, 130 p. (Corpus commentariorum in Aristotelem, Versio ANGLICA, v. 7).كما أن السيدة إميليا ليديارد شيلدس نشرت النص اللاتيني المحقق لكتاب الحس والمحسوس: Compendia librorum Aristotelis qui Parva naturalia vocantur. Recensuit Aemilia Ledyard Shields, adjuvante Henrico Blumberg. Cambridge Mass., Mediaeval Academy of America, 1949 (Corpus commentariorum in Aristotelem. Versio latina, v. 7) XXXIV, 276 pages.
وقامت المحقِّقة بعمل جدير بالإجلال؛ إذ إنها جمعت ٤٠ (أربعين) مخطوطًا لهذا الكتاب، وهو كان قد تُرْجِمَ مرتين فنشرت الترجمتين مصحوبتين بالفوارق بعد أن تمكَّنت من تحديد «عائلات» المخطوطات، ووضعت معجمًا مفصلًا لاتيني – عربي – عبري.
ومما هو جدير بالذكر أن تلخيص كتاب الحس والمحسوس لابن رشد — في ثوبه اللاتيني — متكوِّن من الأربع الأقسام الآتية:
(١) في الحس والمحسوس (1) De Sensu et sensato (٢) في الذاكرة والتذكر (2) De Memoria et Reminiscentia (٣) في النوم واليقظة (3) De Somno et Vigilia (٤) في أسباب طول العمر وقصره (4) De Causis longitudine et brevitate vitae - المقالة الثالثة ص٩٧ إلى ١١١: «غرضه في هذه المقالة الفحص عن أسباب طول العمر وقصره، فنقول: إنه من المسلَّم أن ها هنا أسبابًا طبيعية في السبب في هذَين العرضَين …»
(و) مؤلفات ابن رشد الخاصة بالنفس
- أولًا: شروح أو تلخيصات لكتاب النفس لأرسطو.
- ثانيًا: رسائل ألَّفها ليست بشروح.
- (أ) الشرح الكبير.
- (١)
النص العربي الأصلي غير موجود.
- (٢) الترجمة العبرية: كان يوجد ترجمة من العربية ترجع إلى القرون الوسطى ولكن فُقِدَت، انظر: H.A. Wolfson, Revised plan for the publication of a Corpus Commentariorum Averrois in Aristotelem, in Speculum, t. 38 (1963), pp. 88–104.المخطوط الوحيد العبري الموجود في برلين Berlin mss pr. هو ترجمة أُنْجِزَت من الترجمة اللاتينية في القرون الوسطى.
- (٣)
الترجمة اللاتينية أُنْجِزَت في القرن الثالث عشر، ويوجد منها أربعة مخطوطات، وقد نُشِرَت نشرة عملية بتحقيق ف. ستورت كراوفورد سنة ١٩٥٣.
Averrois Cordubensis Commentarium Magnum in Aristotelis De Anima Libros, Recensuit F. Stuart Crawford, Cambridge, Mass. Mediaeval Academy of America, 1953 (Corpus commentariorum in Aristotelem. Versio latina vol. VI, I). XXIV، 592 pages.بداية النص اللاتيني: “Quoniam de rebus honorabilibus … intendit per subtilitatem confirmationem demonstrationis.”.التفسيران المشهوران Commenta رقم ٥ ورقم ٣٦ للكتاب الثالث موجودان أيضًا في ترجمتها اللاتينية ليعقوب مانتينيوس Jacobus Mantinus وهو قد من الترجمة العبرية الأصلية المفقودة والتي كانت منقولة من النص العربي.
- (١)
- (ب) الشرح الوسيط:
- (١)
النص العربي موجود فقط بحروف عبرية في مخطوطين: باريس ومودينا (إيطاليا).
Paris, Bibli. Nat. hébr. 1009 (= ancien fonds 317) ff. 102 v — 155 r; Modena, ms. 13.وقد نقل مونك Munk إلى الفرنسية بعض الفقرات من هذا النص (انظر: Mêlanges de Phil. Juive et arabe, Paris, 1859, pp. 445–448). - (٢) الترجمة العبرية: وهي أُنْجِزَت من النص العربي في القرون الوسطى وهي موجودة في عدة مخطوطات، انظر: M. Steinschneider, Die hebr. Uebers … pp. 148-149.وقد نشر يعقوب تايشر Jacob Teicher فقرات قصيرة من ترجمة موسى طبون (Parma de Rossi, ms. 1220) Mose Tibbon وترجمها إلى الإيطالية: J. Teicher, I commenti di Averroe sul “De Anima” (Considerazioni generali e successione cronologica), in Giornale délia Societa Asiatica Italiana (1934-35), pp. 233–256.
- (٣) الترجمة اللاتينية: يوجد مخطوط تُرْجِمَ في عهد النهضة من العبرية على يد موسى تبون (Vati. lat. 455, ff. I r–67v) (Mose Tibbon).البداية:Et quia vidimus quod noticia speculativa est ex utilibus et nobilibus et–vidimus sciencias speculativas habere dignitatem quandam.
- (١)
- (جـ) الشرح الصغير Epitome–Paraphrase:النص العربي موجود في ثلاث مخطوطات:
-
القاهرة ٤١٩٦، ق١٦٨ إلى ٢١٧.
-
القاهرة ١١٨٦، وهو منسوخ من المخطوط السابق.
-
مدريد، (Bibl. Nac. no. XXXVII = Gg 36).
وقد وصفنا هذه المخطوطات سابقًا وقد ذُكِرَ خطأ مرارًا — وفاش الخطأ وعم — أن الأب نميزيو موراتا Nemesio Morata قد نشر النص العربي وترجمه إلى الإسبانية وهذا لم يحصل، وقد تحقق شخصيًّا المرحوم الدكتور فؤاد الأهواني عندما سافر إلى إسبانيا عام ١٩٣٥ والتقى بالأب موراتا بأنه لم ينشر المخطوط (انظر تلخيص كتاب النفس، القاهرة، ١٩٥٠م، المقدمة ص٣)، ومن المؤلم أن الباحث فينيبوش J. Vennebusch بحث عن نشرة الأب موراتا المزعومة في أكثر من عشرين مكتبة عامة في أوروبا ولم يُعْثَر عليها … انظر: J. Vennebusch, Zur Bibliographie des psychologischen Schrifttums des Averroes, in Bulletin de philos, medièvale, t. 6 (1964), p. 95 note 14.. -
تلخيص كتاب النفس
القول في القوة الغازية ص١٢
«والقوة تقال يضرب من التشكيك على الملكات والصور حين ليس تفعل، كما يُقال في النار أنها محرقة بالقوة إذا لم تحضرها المادة الملائمة للإحراق …»
القول في القوة الحساسة ص١٦
«وهذه القوة بيِّنٌ من أمرها أنها قوة منفعلة إذ كانت توجد مرة بالقوة ومرة بالفعل …»
القول في قوة البصر ص٢٤
«وهذه القوة هي التي من شأنها أن تقبل معاني الألوان مجردة عن الهيولي من جهة ما هي معانٍ شخصية، وذلك بيِّن مما تقدم …»
القول في السمع ص٣٠
«وهذه القوة هي القوة التي شأنها أن تستكمل معاني الآثار الحادثة في الهواء من مقارعة الأجسام بعضها بعضًا المسماة أصواتًا …»
القول في الشم ص٣٣
«وهذه القوة هي القوة التي من شأنها أن تقبل معاني الأمور المشمومة وهي الروائح، وليست فصول الروائح عندنا بينة كفصول الطعوم، وإنما نكاد أن نسميها من فصول الطعام …»
القول في اللمس ص٣٩
«وهذه القوة هي القوة التي من شأنها أن تُستكمل بمعاني الأمور الملموسة والملموسات كما قيل في كتاب الكون والفساد، إما أول وهي الحرارة والبرودة …»
القول في الحس المشترك ص٤٨
«وهذه القوى الخمس التي عددناها يظهر من أمرها أن لها قوة واحدة مشتركة، وذلك أنه لما كانت ها هنا محسوسات لها مشتركة فها هنا إذن لها قوة مشتركة بهما تُدرِك المحسوسات المشتركة …»
القول في التخيل ص٥٣
«وهذه القوة ينبغي أن نفحص من أمرها ها هنا عن أشياء أولها عن وجودها، فإن قومًا ظنوا أنها القوة الحسية بعينها، وقومًا ظنوا بها أنها قوة الظن …»
القول في القوة الناطقة ص٦١
«إنه لما كان العلم بالشيء — وكما قيل في غير ما موضوع — إنما يحصل على التمام بأن يتقدم أولًا فيعلم وجود الشيء إن لم يكن بينًا بنفسه ثم يطلب تفهم جوهره وماهيته …»
القول في القوة النزوعية ص٨٧ إلى ٩٣
«وهذه القوة بيِّنٌ من أمرها أنها غير القوى التي سلفت وأنها مباينة بوجودها لتلك، وذلك أن لسنا نقدر أن نقول: إنها القوة الحساسة …»
فأما القول في سائر القوى الجزئية مثل الحفظ والذكر والتذكر وما يلزم عنها من الإدراكات، وبالجملة سائر الإدراكات النفسانية، فالقول فيها في كتاب الحس والمحسوس والحمد لله حق حمده. انتهى كتاب النفس ويتلوه كتاب ما بعد الطبيعة إن شاء الله.»
(ز) المسائل
وهذي هي بعض البدايات:
ورقة ٧٤ظ: قال أبو الوليد بن رشد … أما ما ذكرتم من اشتراط الحكيم في البراهين أن تكون محمولاتها أولية …
ورقة ٧٥ظ: قال أبو الوليد بن رشد قد يشك فيما قيل من حد الشخص وفيما قيل من أن الحدود إنما تكون للأمور الكلية لا للأشخاص.
ورقة ٧٦ظ: مقالة الوليد على المقالة السابعة والثامنة من السماع الطبيعي لأرسطو، قال أبو الوليد بن رشد: إن الغرض في هذا القول أن يبين أن ما بينه أرسطو في أول المقالة السابعة من أن كل متحرك له محرك.
ورقة ٨٥و: قال أبو الوليد بن رشد: إن الغرض في هذا القول أن نفحص عن القوى الموجودة في الرفق والذروع.
ورقة ٨٧: قال أبو الوليد بن رشد من كتاب البرهان لأبي نصر قول أبي نصر إنما (اقرأ: أما) جنس الفصل المقوم فإنه إن لم يكن جنسًا له أو لجنسه فقد يمكن أن يكون محمولًا له.
ورقة ٨٨ظ: قال أبو الوليد محمد بن رشد من كتاب العبارة لأبي نصر يرى أن الكلمة التي هي الفعل تدل معدلاتها على المعنى الزمان المحصل على الموضوع، أعني موضوع المعنى.
فليست الترجمة الألمانية التي تُرْجِمَت عن العربية بل الترجمة العبرية لصموئيل بن طبون في القرن الثالث عشر.
(٣) ما بعد الطبيعة
(٣-١) تلخيص ما بعد الطبيعة
- (١)
التلخيص.
- (٢)
التفسير الكبير.
أما «التلخيص» فأول مَنْ نشره هو مصطفى القباني بدون تاريخ، ولكن بالأحرى أن يكون ١٩٠٣ أو ١٩٠٧، وأساس النشرة مخطوط القاهرة.
وسنة ١٩٥٠م أعاد الدكتور عثمان أمين طبعة النص العربي تحت عنوان:
ابن رشد, تلخيص ما بعد الطبيعة حقَّقه وقدَّم له الدكتور عثمان أمين، القاهرة، مكتبة الحلبي، ١٩٥٨، ١٦٨.
ونحن نسجل هنا البداية والنهاية للكتاب، وتقاسيمه كما وردت في طبعة الدكتور عثمان أمين.
وعد ابن رشد في مقدمة التلخيص بأن يجعل كتابه خمس مقالات، ولكن النسخ التي بأيدينا منه تقف كلها عند المقالة الرابعة.
ولا يوجد في المخطوط فهرس عام لمقدمته ومقالاته، وتيسيرًا للاطلاع على محتوى الكتاب نقلنا العناوين وتقسيم النص كما وضعها الدكتور عثمان أمين في طبعته للكتاب:
صفحة | |
---|---|
مقدمة الكتاب: في الغرض من علم ما بعد الطبيعة ومنفعته وأقسامه ومرتبته ونسبته | ١–٧ |
المقالة الأولى: في المصطلحات المستعملة في علم ما بعد الطبيعة الموجود، الهوية – الجوهر – العرض – الكمية – الكيفية – الإضافة – الذات – الشيء – الواحد – الهو هو – المتقابلات – القوة – الفعل – التام – الناقص – الكل – الجزء – الجميع – المتقدم والمتأخر – السبب والعلة – الهيولي – الصورة – المبدأ – الأسطقس – الاضطرار – الطبيعة | ٨–٣٢ |
المقالة الثانية: في مطالب ما بعد الطبيعة … المقولات – مقولة الجوهر والمقولات التسع – أنواع الوجود – الكليات والصور المفارقة – المادة – مبادئ الأجسام المحسوسة | ٣٣–٧٨ |
المقالة الثالثة: في اللواحق العامة لعلم ما بعد الطبيعة … القوة والفعل – أيهما متقدم على الآخر – التقدم بالزمان وبالسببية – الفعل قبل القوة – القوة لاحقة للهيولي – الواحد والكثرة – الأضداد – العدم | ٧٩–١٢٢ |
المقالة الرابعة: في مبادئ الجوهر … المحرك الأول – حركات الجرم السماوي – للأجرام السماوية عقول – ولها غاية واحدة – العقول – العقل الفاعل – كيف تعقل المبادئ ذواتها – هذه المبادئ حية وملتذة ومغبوطة ذواتها – الواحد لا يعقل إلا ذاته – ترتيب المبادئ المحركة عن الأول – العقل الفعال صادر عن محرك فلك القمر – الأسطقسات – الإنسان – العناية | ١٢٣–١٦٥ |
(٣-٢) تفسير ما بعد الطبيعة
هذا التفسير هو من الشرح الكبير ومن زمن طويل وضح تركيبه بخاصة بفضل المترجمين اللاتينيين واليهود، ونحن سنقدم هذا التفسير كما قدَّمه الأب بويج في تحقيقه المثالي لهذا الكتاب، فقد رجع إلى التراجم اللاتينية والعبرية إذ لا يوجد إلا مخطوط عربي واحد منه، وإننا سنلخص فيما يلي الكتاب الذي خصَّصه الأب بويج لتوضيح منهجه في التحقيق وطريقة تقديم النص الأصلى لأرسطو مع شرح ابن رشد.
مضمون الكتاب
لا يوازي تمامًا مضمون التفسير الكبير لكتاب الميتافيزيقا لأرسطو، حتى إذا أهملنا بعض الفجوات، والإحدى عشرة «مقالة» أو «كتاب» عند ابن رشد هي على الوجه الآتي:
الألف الصغرى – الألف الكبرى – الباء – الجيم – الدال – الهاء – الزاي – الحاء – الطاء – الياء – اللام.
أما في النص اليوناني فالترتيب هو على هذا الشكل:
Z | E | Δ | Γ | B | α | A |
7 | 6 | 5 | 4 | 3 | 2 | 1 |
N | M | Λ | K | I | θ | H |
14 | 13 | 12 | 11 | 10 | 9 | 8 |
شراح أرسطو الغربيون
وقد بحث مطولًا المحقق مسألة عنوان الكتاب، وانتهى إلى أن العنوان الذي يتفق مع القرائن هو «تفسير ما بعد الطبيعة»، إذ نرى ابن رشد نفسه يقول (ص١٠٢٥، ١٥): «تفسيرنا لهذا الكتاب.»
ثم فحصه تمهيدًا لنشره على يد فرودنتال.
وقد درس أيضًا مطولًا المحقق التراجم اللاتينية لهذا الكتاب، وأشار إلى أننا محظوظون من هذه الناحية، إذ لدينا ترجمة كاملة للكتاب أُنْجِزَت قبل ما فات خمسون سنة على وفاة ابن رشد، وكانت متداولة لدى العلماء الغربيين، وقد طُبِعَت سنة ١٤٧٣، ثم بعد هذا عشر مرات على الأقل أحيانًا بصورة غاية بالفخامة، كما أنها حُفِظَت بمخطوطات كُتِبَت في القرن الثالث عشر أيضًا.
وقد أراد أيضًا الأب بويج؛ تكميلًا وتأكيدًا لعمله، أن يعود إلى المؤلفين اللاتينيين الذين شرحوا ابن رشد؛ لكي يقارن النصوص الرشدية التي يشرحونها بالنص العربي الأصيل.
ثم لجأ إلى التراجم العبرية أيضًا وهي عديدة (خمسة عشر).
وهناك نقطة ثانية مهمة استرعت اهتمام المحقق ألا وهي: كيف وصلت إلى ابن رشد الترجمة العربية للميتافيزيقا؟ فخصَّص بحثًا مطولًا للتنقيب حول تاريخ ترجمة النصوص الأرسطية إلى اللغة العربية بصفة عامة ولكتاب ميتافيزيقا بوجه خاص، فجمع البيانات الخاصة بالمترجمين المزعومين لهذه الترجمة مثل اسطات، الكندي، شملي، إسحاق بن حنين، أبو بشر متى، حيى بن عدي، نظيف بن أيمن، ابن زرعة، حنين بن إسحاق.
كما أنه جمع الأسماء التي كانت تُسْتَعمل لتسمية الميتافزيقا، وهي: كتاب الحروف، كتاب الإلهيات، مطاطافوسيقا، ما بعد الطبيعة، ما وراء الطبيعة، ما بعد.
كما أنه استطاع في التفسير لابن رشد، عندما يُذكر نص لأرسطو، أن يحدد — في كل كتاب من الأحد عشر كتابًا — مَنْ ترجم هذا النص، ولم يغفل عن الرجوع إلى النص اليوناني لأرسطو لكي يقارنه بما هو موجود لدى ابن رشد.
بحيث إن دراسة المحقق عن تفسير ابن رشد هي في نفس الوقت دراسة مطوَّلة عميقة شاملة عن كتاب ما وراء الطبيعة لأرسطو ومصيره في العالم العربي.
وبما أننا نريد أن يكون كتابنا مرجعًا سهل المنال يستطيع الباحث عن مخطوطات ابن رشد أن يلجأ إليه بدون أي صعوبة، فإننا نورد هنا البداية والنهاية لكل من الإحدى عشر كتابًا أو مقالة من التفسير، ونشير إلى مصدرها في طبعة الأب بويج المحققة.
المقالة الأولى «وهي المرسومة بالألف الصغرى»
وهنا انقضى القول في هذه المقالة والظاهر من أمرها أنها تامة.
المقالة الثانية «المرسومة بالألف الكبرى»
تمَّت المقالة الثانية وهي الموسومة بحرف الألف الكبرى.
المقالة الثالثة «المرسومة بحرف الباء»
انقضت هذه المقالة المرسوم عليها حرف الباء.
المقالة الرابعة «المرسومة عليها حرف الجيم»
المقالة الخامسة «المرسوم عليها حرف الدال»
وهنا انقضت هذه المقالة.
المقالة السادسة «المرسوم عليها حرف الهاء»
المقالة السابعة «المرسوم عليها حرف الزاي»
المقالة الثامنة «المرسوم عليها حرف الحاء»
النهاية (ج٢، ص١١٠٢):
… أي ليست استكمالًا لمادة أصلًا وتنسب إلى بعض، وإنما أراد بهذا فيما أحسب العقول المفارقة التي تُنْسَب إلى الأجرام السماوية على جهة ما يَنسب النفس إلى البدن، وهنا انقضت هذه المقالة والحمد لله كثيرًا.
المقالة التاسعة «المرسوم عليها حرف الطاء»
وهنا انقضت المقالة التاسعة.
المقالة العاشرة «المرسوم عليها حرف الياء»
المقالة الحادية عشر «المرسوم عليها حرف اللام»
وهنا انقضى القول في هذه المقالة وبانقضائه انتهى تفسيرنا لهذا الكتاب، ولواهب العقل والحكمة الحمد كثيرًا دائمًا.
الفصل الثالث: ابن رشد شارح أفلاطون
(١) تلخيص كتاب الجمهورية لأفلاطون
وقد قام بنشر المخطوط العبري وترجمته إلى الإنجليزية الأستاذ أروين روزنتال سنة ١٩٥٦م.
حيث يصف المؤلف المخطوط بإسهاب ويلخص بالألمانية خاتمة الكتاب.
وقد بحث أيضًا الأستاذ روزنتال في موضوع أصل تلخيص ابن رشد وعلى أي أساس قام به وتاريخ تأليفه، ونحن نعرف من أكثر من مصدر أن ابن رشد شرح جمهورية أفلاطون، بالرغم من أن لا ابن أبي أصيبعة ولا المراكشي يذكران هذه الترجمة، وقد رأينا سابقًا أن قائمة الإسكوريال لمؤلفات ابن رشد تذكر: «جوامع سياسة أفلاطون».
ولا شك أن كلمة «بيئور» العبرية للمخطوط العبري تقابل كلمة «تلخيص» العربية، ويقول ابن رشد نفسه في الفصل الأول: إنه سيقتضب تلخيصه وهو يسمي مؤلفه في آخر الكتاب الأول «قصور» ومعناه بالعربية «جوامع».
ومن المرجح أن يكون ابن رشد قد لخص هذَين الجزئَين إلى الثلاث مقالات التي تكوِّن تلخيص الجمهورية.
وليس من السهل أن نحدِّد تاريخ تأليف هذا التلخيص مع عدم وجود النص العربي الأصلي، ويذهب استاينشنيدر إلى أن تأريخه قريب من تاريخ الشرح الوسيط للأخلاق النيقوماخية وما فيه لأرسطو التي انتهى منه سنة ٥٧٢ﻫ/١١٧٧م، فإن الكتابين — الأخلاق النيقوماخية والجمهورية — يكوِّنان جزءين متكاملين لعلم واحد هو علم السياسة، كما يذكر ابن رشد نفسه في هذا الصدد، وقد ناقش هذا التاريخ وأورد تفاصيل أخرى لتحديده الأستاذ روزنتال في مقدمته (انظر ص١١-١٢).
أما مصدر ابن رشد لجمهورية أفلاطون، فقد بحث عنه محققو كتاب تلخيص جالينوس لطيماوس.
وقد تُرْجِمَت الثلاث مقالات الأولى لأبي جعفر محمد موسى إلى العربية (ترجم عيسى ذلك كله فأصلح حقيقة جوامع كتاب السياسة).
وقد أوضح الأستاذ روزنتال في التعليقات تأثير الفارابي في تلخيص الجمهورية بالرغم من أن ابن رشد لم يذكره إلا مرة واحدة، استفاد ابن رشد «المعلم الثاني» لكي يقرب التعليم اليوناني في السياسة من الشريعة الإسلامية، فبالرغم من التفرقة الأرسطية بين العلم السياسي النظري والعلم السياسي العملي لم يكتفِ ابن رشد بشرح «الجمهورية»؛ إذ «خير الإنسان يجب أن يكون مقصد العلم السياسي»، ولكن لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى خيره الأعلى إلا من حيث هو عضو من المجتمع السياسي؛ ولذا نرى استيضاحات يشرح فيها ابن رشد هذه النظريات، وهي تدل على الوحدة الحقيقية بين «الجمهورية» و«الأخلاق النيقوماخية»، كما أنها تدل على براعة ابن رشد كشارح.
وينتهي الأستاذ روزنتال في بحثه إلى أن ابن رشد لم يكتفِ بشرح الجمهورية في ضوء الأخلاق النيقوماخية لأرسطو وبخلاف أرضية الطبيعيات وكتاب النفس والميتافيزيقا، بل نظر إلى «الجمهورية» ككتاب يصف أفضل نظام للحكم، ولا مجرد بديل لكتاب السياسة لأرسطو الذي لم يصل إليه. ويجب ألا ننسى — كما يؤكد الأستاذ روزنتال — أن ابن رشد مسلم مؤمن بالطابع الإلهي للشريعة الإسلامية، وهو شرح أفلاطون بموجب مقتضياتها (ص١٥).
وتسهيلًا لعمل الباحثين القادمين الذين قد يعثرون على نص من تلخيص الجمهورية في أصله العربي، إننا نورد هنا بداية الكتاب وآخره حسب الترجمة الإنجليزية التي أعطاها الأستاذ روزنتال، متجنبين ترجمتها إلى العربية خشية أن يظن القارئ أننا عثرنا على نص ابن رشد الأصلي:
وقد وضع المؤلف عدة معاجم في آخر الكتاب؛ أولًا: ١٦ كلمة عربية وردت في الترجمة الإنجليزية بحروف عبرية، ثانيًا: معجم عبري-يوناني، ثالثًا: معجم يوناني-عبري، ثم فهرس للأعلام وفهرس للمواضيع.
الفصل الرابع: ابن رشد والشراح اليونان
لقد ورد مرارًا في مقالات ابن رشد وتفاسيره أسماء شراح أرسطو اليونانيين، بل ليس من النادر أن نراه — بخاصة في تفسير ما بعد الطبيعة — يسرد آراءهم أو يلخصها ويناقشها أحيانًا، فيقول مثلًا بعد ذكر رأي الإسكندر: «فهذا هو جملة ما استفتح به الإسكندر هذه المقالة» (انظر تفسير ما وراء الطبيعة نشره بويج، ج٣، ص١٣٩٥).
وأكثر الشراح ورودًا في تفاسير ابن رشد ثامسطيوس (القرن الرابع الميلادي) وإسكندر الأفروديسي الذي يسميه الإسكندر، وقد أشار الأب بويج في تحقيقه لكتاب تفسير ما وراء الطبيعة المواضيع التي ذكر فيها الشراح اليونان (انظر أسماءهم في الفهارس).