فقر الفكر وفكر الفقر
يوسف إدريس
- علوم اجتماعية
- ٦٥٬٥٣٧ كلمة
«إنَّ الفَقرَ ليسَ وضْعًا اقتِصاديًّا فقَط، إنَّه وَضعٌ مِن أَوْضاعِ البَشَر؛ وضْعٌ عَام، يَتصرَّفُ فِيهِ الإِنْسانُ بفَقْر، ويُفكِّرُ بفَقْر.»
كتَبَ يوسف إدريس هَذا الكِتابَ عَلى غَيرِ تَرتِيبٍ مِنْه؛ فقَدْ كانَ خَواطِرَ ومُذكِّراتٍ دَوَّنَ فِيها انْطِباعاتِه وتَصوُّراتِه حَولَ مُشكِلةِ الفَقْر؛ أَخْرَجَها لِتَكُونَ مَشْروعًا يُحلِّلُ فِيهِ ظاهِرةَ فَقْرِ الأَفْكارِ المُؤَدِّيةَ إِلى فَقْرِ الإِنْتاج. ولَمْ يُرِدْ بالفَقْرِ تِلْكَ الحَالةَ المادِّيَّةَ الَّتي يَكُونُ فِيها الإِنْسانُ تَحتَ وَطْأةِ العَوَزِ والحاجَة، وَإنَّما أَرادَ بِهِ المَعنَى الأَوسَعَ وَالأَشمَلَ لِلَفْظةِ «فَقْر»، وربَطَ بَينَ بَوَارِ الأَفْكارِ والفَقرِ فِي الإِنْتاجِ الاقتِصادِي، فجَعَلَهُما وكَأنَّهما يَدُورانِ فِي دائِرةٍ مُفرَغةٍ لا يُعلَمُ لَها بِدَايةٌ مِن نِهايَة. أَرادَ بكُلِّ هَذا تَشخِيصَ المُشكِلةِ وَتَعرِيَتَها مِن كافَّةِ الظَّواهِرِ الاجتِماعيَّةِ لتَبدُوَ واضِحةً لمَنْ أَرادَ أَنْ يُعالِجَ أَحدَ أَكبَرِ الأَخْطارِ الَّتي تُواجِهُ العالَمَ الثَّالِث.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور يوسف إدريس.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ١٩٨٦.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٩.
محتوى الكتاب
- تقديم
- فكر الفقر وفقر الفكر
- أحداث بيروت وفقر الفكر
- المؤامرة بالنوايا
- حين يُقاتل أصحاب القضية
- الستارة لم تُسدَل بعد!
- للمليونين فقط
- الذين يأكلون أمهم!
- فقر السلوك
- لماذا لا ننتج؟!
- حقائق كيسنجر وأكاذيبه
- الحد الأدنى لوجود أمة
- أنا كاتب عربي
- عين قرة العين
- من غرفة العمليات
- أخطر رسالة عن إسرائيل
- محاكمة روجيه جارودي!
- تكتيك هولاكو
- العروبة ضد العرب والإسلام ضد المسلمين؟
- «صبرا وشاتيلا» البترولية!
- احترسوا من باطن الظاهر
- غيِّروا قبل أن تتغيَّروا
- مسرحية الموسم
- المعجزة المقلوبة
- ماذا فعلنا برمضان؟
- الأثرياء … زعلانون
- الجحيم الأرضي
- عام جديد حل وعام قديم انقضى
- بلد تُغطيه بعقلة أصبعك!
- البخيلان
- ملف: «محاورات مع المرأة المصرية»
- ملف خاص عن محاولة اغتيال كاتب لأنه كتَب «البحث عن السادات»
محتوى الكتاب
عن المؤلف
يوسف إدريس: واحِدٌ مِن أَهَمِّ الكُتَّابِ والرِّوائيِّينَ الَّذِينَ أَنجَبتْهم مِصرُ والعالَمُ العَرَبي، وأكثرُ الرِّوائيِّينَ اقْتِرابًا مِنَ القَرْيةِ المِصْرية؛ لِذَا لُقِّبَ ﺑ «تشيخوف العرب»، نِسبَةً إِلى الأَدِيبِ الرُّوسِيِّ الكَبِيرِ «أنطون تشيخوف».
وُلِدَ «يوسف إدريس علي» فِي قَرْيةِ «البيروم»، بمَركزِ فاقوس، بمُحافَظةِ الشَّرقيةِ فِي ١٩ مايو عامَ ١٩٢٧م. عاشَ طُفولتَهُ معَ جَدَّتِهِ بالقَرْية، وأَكْمَلَ دِراستَهُ بالقاهِرة، ونَظرًا لحُبِّهِ الجَمِّ للعُلوم، الْتَحَقَ بكُلِّيةِ الطبِّ بجامِعةِ فؤادٍ الأوَّل (جامِعة القاهِرة الآن)، الَّتي شَهِدتْ نِضالَهُ السِّياسِيَّ ضِدَّ الاحْتِلالِ البِريطانيِّ مِن خِلالِ عَملِهِ سِكرتيرًا تَنْفيذيًّا لِلَجْنةِ الدِّفاعِ عَنِ الطَّلَبة، ثُم سِكرتيرًا لِلَجْنةِ الطَّلَبة. وفِي عامِ ١٩٥١م حصَلَ عَلى دَرجةِ البَكالوريُوس فِي الطبِّ مُتخصِّصًا فِي الطبِّ النَّفسِي، وعُيِّنَ طَبِيبًا بمُسْتشفى قَصْرِ العَيْنِي، غَيرَ أنَّهُ اسْتَقالَ مِنها عامَ ١٩٦٠م وقرَّرَ التفرُّغَ للكِتابة، فعُيِّنَ مُحرِّرًا بجَرِيدةِ الجُمْهورِية، ثُم كاتِبًا بجَرِيدةِ الأَهْرامِ عامَ ١٩٧٣م. كما انْضَمَّ إلى عُضْويةِ عَددٍ مِنَ الهَيْئاتِ المَعْنيَّةِ بالكِتابة، مِثْل: نادِي القِصَّة، وجَمْعيةِ الأُدَباء، واتِّحادِ الكُتَّاب، ونادِي القَلَمِ الدَّوْلي.
سافَرَ إدريس خارجَ مِصرَ زائرًا عِدَّةَ دُولٍ عَرَبيةٍ أكثرَ مِن مرَّة، كما زارَ بَينَ عامَيْ ١٩٥٣ و١٩٨٠م أَمريكا والعَدِيدَ مِنَ الدُّولِ الأُوروبيةِ والآسيوية، مِنها: فَرَنسا، وإِنْجلترا، واليَابَان، وتَايلاند، وسِنغافُورة، وجَنُوب شَرْق آسيا، وقَدْ ظهَرَ أثَرُ ذلِكَ فِي كِتاباتِه.
مُنِحَ «وِسامَ الجَزائرِ» عامَ ١٩٦١م تَقْديرًا لدَوْرِه فِي دَعمِ اسْتِقلالِ الجَزائرِ ونِضالِهِ معَ الجَزائريِّينَ فِي مَعْركتِهم مِن أجْلِ الاسْتِقلال، وخِلالَ مَسِيرتِهِ الأَدبيَّةِ نالَ إدريسُ عِدَّةَ جَوائِز، مِنْها: «وِسامُ الجُمْهورية» مَرَّتينِ عامَيْ ١٩٦٣ و١٩٦٧م تَقْديرًا لخِدْماتِهِ فِي التَّألِيفِ القصَصيِّ والمَسْرحي، وفازَ ﺑ «جائِزةِ عبدِ الناصرِ فِي الآدابِ» عامَ ١٩٦٩م، و«وِسامِ العُلومِ والفُنونِ مِنَ الطَّبَقةِ الأُولى» عامَ ١٩٨٠م، و«جائِزةِ صدَّام حُسَين للآدابِ» عامَ ١٩٨٨م، و«جائِزةِ الدَّوْلةِ التَّقدِيريةِ» عامَ ١٩٩٠م.
صنَعَ إدريسُ بما ألَّفَهُ مَدْرسةً مُختلِفةً وتَجرِبةً جَدِيدةً اتَّبَعَهُ فِيها الكَثِير، مُستخدِمًا بَراعتَهُ فِي اللُّغةِ ليَرسِمَ قِطاعاتٍ مُختلِفةً مِنَ المُجْتمعِ المِصْري. كانتْ تَجرِبتُهُ الأُولى فِي النَّشرِ القصَصيِّ فِي مَجَلةِ «القِصَّة» بنَشرِ قِصةِ «أُنْشودة الغُرَباءِ» فِي ٥ مارسَ عامَ ١٩٥٠م، وبعدَ أرْبعِ سَنواتٍ أصدَرَ أُولى مَجْموعاتِهِ القصَصيةِ «أَرْخص اللَّيالِي»، تَلَتْها مَجمُوعَاتٌ قَصَصِيةٌ أُخْرى، مِنها: «حَادِثةُ شَرَف»، وَ«النداهة»، وَ«اقتلها». ومِن مَسرَحِياتِهِ «المخططين»، وَ«الفرافير»، وَ«البهلوان». كمَا شارَكَ بالعَديدِ مِنَ المَقالاتِ الأَدَبيةِ والسِّياسِيةِ والفِكريةِ التي نَشرَها فِي مَجمُوعَات، مِنْها: «فقر الفكر وفكر الفقر»، وَ«أهمية أن نتثقف، يا ناس»، وَ«انطباعات مستفزة». ومِن خِلالِ كتابِهِ «جَبَرتي السِّتينات» سجَّلَ ما مَرَّ عَليهِ مِن أَحْداثٍ سِياسيةٍ وفِكْريةٍ خِلالَ فترةِ السِّتينِيَّات. تَحوَّلَ عَددٌ كَبيرٌ مِن أَعمَالِهِ إِلى أَفلَامٍ سِينمائِية، مِنْها: «الحرام»، وَ«لا وقت للحب»، وَ«العيب»، وَ«قاع المدينة».
تُوفِّيَ الكاتِبُ الكَبِيرُ يَومَ ١ أغسطس عامَ ١٩٩١م؛ بعْدَ أنْ ترَكَ لَنا عالَمًا أَدَبيًّا خاصًّا بهِ رسَمَهُ لَنا مِن خِلالِ ما ألَّفَه.