المنطق نظرية البحث
جون ديوي
- فلسفة
- ٢٣٩٬٨٤٩ كلمة
«تختلف النظرية المنطقية باختلافِ الأساس الذي ينبني عليه العلم في العصر المعيَّن؛ فكلما غيَّر العلم من أساسه، تغيَّرت معه نظرية المنطق؛ وذلك لأنَّ المنطق إنْ هو إلا تحليل لمفاهيم العلم وطرائقه، تحليلًا يُبرِز صورَها؛ فقد كان العلم عند اليونان قائمًا على فلسفةٍ بعينها في الوجود، وجاء المنطق الأرسطي صورةً أمينة دقيقة له؛ فإذا كان العلم المعاصر يقوم على أساسٍ مختلفٍ أشدَّ الاختلاف عن أساس العلم اليوناني، تَحتَّم أن تتغير النظرية المنطقية تبعًا لذلك.»
كما كان المنطق الأرسطي متوافِقًا مع العلم عند اليونان ومعبِّرًا عنه، كان من الطبيعي أن يجد العلم المعاصر منطقًا متوافِقًا معه ومعبِّرًا عنه، وهو ما نجده في البرجماتية باعتبارها ألصقَ الجماعات الفلسفية المعاصرة بتيار العلم؛ إذ إنها تنظر إلى القضايا المنطقية على أنها وسيلة إلى بلوغ هدف مقصود. ولما كانت الوسائل بشتى ضروبها لا تُوصف بكونها صادقة أو كاذبة، بل تُوصف بأنها مؤدِّية أو غير مؤدِّية، فكذلك لا تُوصف القضية المنطقية بأنها صادقة أو كاذبة، بل بأنها مؤدِّية إلى الغرض المقصود أو لا؛ فإذا كان الكلام غير عملي، فهو بالبداهة خارجٌ عن مجال المنطق الذي يخرج عنه أيضًا كلُّ كلامٍ في طابعه الصدق الصوري فقط. ويمكننا التعرُّف أكثر على هذه الفلسفة من خلال هذا الكتاب الذي يتضمَّن عرضًا وتحليلًا لها.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور زكي نجيب محمود.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر أصل هذا الكتاب باللغة الإنجليزية عام ١٩٣٨.
- صدرت هذه الترجمة عام ١٩٦٠.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.
محتوى الكتاب
- تصدير
- مقدِّمة
- الجزء الأول: تمهيد: جذور البحث
- موضوع المنطق ومشكلته
- جذور البحث تنبت في الوجود الفعلي
- جذور البحث تنبت في الوجود الفعلي
- الذوق الفطري والبحث العلمي
- الإصلاح المطلوب في المنطق
- الجزء الثاني: هيكل البحث وتكوين الأحكام
- أسلوب البحث
- تكوين الحكم
- المعرفة المباشرة
- أحكام التجربة العملية: التقويم
- الإثبات والنفي
- قضايا الحكم وما تؤديه في الحكم
- الحكم من حيث هو تحديد مكاني زماني
- اتصال مجرى الحكم
- القضايا الجامعة والقضايا الكلية
- الجزء الثالث: القضايا والحدود
- النظرية العامة في القضايا
- القضايا مرتبة في مجموعات وسلاسل
- العمليات والقوانين الصورية
- الحدود أو المعاني
- الجزء الرابع: منطق المنهج العلمي
- المنطق والعلم الطبيعي
- الاستنباط الرياضي
- المنهج العلمي
- القوانين العلمية
- المنهج العلمي والمادة العلمية
- البحث الاجتماعي
- منطق البحث وفلسفات المعرفة
- معجم المصطلحات
محتوى الكتاب
عن المؤلف
جون ديوي: فيلسوفٌ ومُربٍّ وعالِم نفس أمريكي بارز، من مؤسِّسي الفلسفة البراغماتية الأوائل وأحد المنظِّرين لها.
وُلد بمدينة فرمونت في العشرين من أكتوبر عام ١٨٥٩م، والتحق بجامعة فرمونت في الخامسة عشرة من عمره، وحصل منها على أعلى درجات في مادة الفلسفة. وبعد تخرُّجه في عام ١٨٧٩م نشر أول بحث له في الفلسفة في إحدى المجلات العلمية، وقُوبِل هذا البحث بالثناء، وهو ما شجَّعه على احتراف الفلسفة. وفي عام ١٨٨٤م منحته جامعة جونز هوبكنز درجة الدكتوراه في الفلسفة، وأُلحِق بقسم الفلسفة بجامعة ميتشغان.
في عام ١٨٤٩م انتقل إلى جامعة شيكاغو التي كانت قد تأسَّست وقتئذ، وعُيِّن فيها رئيسًا لقسم الفلسفة وعلم النفس والتربية. وفيها قام بثورته التربوية المسمَّاة «التربية التقدُّمية»، وقد أنشأ مدرسة تجريبية لتطبيق نظرياته الجديدة، وأثبت أنها عملية، غير أن القائمين على شئون الجامعة لم يقرُّوا هذه التجارب، فاضطرَّ إلى الاستقالة في عام ١٩٠٤م منتقِلًا إلى كلية المعلمين بجامعة كولومبيا حيث ظلَّ بها إلى سنِّ التقاعُد في عام ١٩٣٠م.
ظلَّ يُبدي نشاطًا في اتحاد المعلِّمين بنيويورك إلى أن استطاع اليساريون أن يتغلَّبوا على السُّلطة فيه، وبناءً على ذلك انتقل إلى الاتحاد الذي أنشأه المعلمون غير اليساريين وأسهم في تنظيمه، وكان أيضًا من مؤسِّسي اتحاد الحريات المدنية للأمريكيين وجمعية أساتذة الجامعات الأمريكيين.
من أبرز مؤلَّفاته: «الديمقراطية والتعليم»، و«الخبرة والتعليم»، و«كيف نفكِّر»، و«المدرسة والمجتمع»، و«الفن كتجربة»، و«الطبيعة البشرية والسلوك»، و«المنطق: نظرية البحث»، وغير ذلك من الأعمال البارزة.
تُوفِّي «جون ديوي» في الأول من يونيو عام ١٩٥٢م.