إنجيل تولستوي وديانته
ليو تولستوي
- أدب
- ٤١٬٠٠٤ كلمة
انقلبَت روسيا رأسًا على عَقبٍ بعد أن صرَّحَ الفيلسوفُ الروسيُّ «تولستوي» بتخطئةِ الكنيسةِ وهدمِ ما تَبنيهِ من مُعتقداتٍ رآها هو غيرَ صحيحة؛ إذ أنكرَ عليها عقائدَها بدَعوى أنها مِن وضعِ البشر، وتُخالفُ أحكامَ الإنجيلِ مُخالفةً صريحة. ورأى «تولستوي» أنَّ جميعَ الكنائسِ ومذاهبِ المسيحيةِ تتشابهُ في بعضِ المعتقدات، فبحثَ في أصولِ هذه المعتقداتِ وأرجَعَها إلى أصولِها؛ فخلَصَ إلى أنَّ جميعَها تنبعُ من مَعينٍ واحد، وأنَّ جميعَ الأناجيلِ بها ما هو موضوعٌ وما هو صحيح، فآثرَ أن يَجمعَ ما صحَّ منها في كتابٍ سمَّاه «إنجيل تولستوي»، وإن لم يَكُنِ الكتابُ حقيقةً نَطقَ بها صاحبُها، فهو جوهرةٌ انفصلَت عن أشعَّةِ فكرِ الفيلسوفِ الذي لم يَبخلْ على الناسِ بما في ضميرِه؛ فبسطَ لهم قلبَه كتابًا يقرءُونه، ويتحسَّسون بأبصارِهم وبصائرِهم ما يشاءُون منه.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر أصل هذا الكتاب باللغة الروسية عام ١٨٩٠.
- صدرت هذه الترجمة عام ١٩٠٤.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٠.
محتوى الكتاب
- تقدمة الكتاب
- كلمة لمُعرِّب الكتاب
- ترجمة الفيلسوف تولستوي
- مقدمة المؤلف
- مختصر الأناجيل أو تلخيصها
- الإنجيل
- تمهيد
- ابن الله (أبانا) (الإنسان — ابن الله — ضعيف بالجسد قوي بالروح)
- «ولذلك يتحتَّم على الإنسان ألا يشتغل للجسد بل للروح» (الذي في السموات)
- «من روح الآب صدرت حياة جميع الناس» (ليتقدَّس اسمك)
- «ملكوت الله» (ولذا فإن مشيئة الله هي حياة وخير للناس) (ليأت ملكوتك)
- «الحياة الحقيقية» (إتمام إرادة الآب يؤدي إلى الحياة الحقيقية) (لتكُن مشيئتك)
- الحياة الكاذبة
- أنا والآب واحد
- الحياة ليست محصورة في وقت
- العثرات
- محاربة العثرات
- حديث الوداع
- استظهار الروح على الجسد
محتوى الكتاب
عن المؤلف
ليو تولستوي: عَرَفَ العالَمُ تولستوي رِوائيًّا ومُصلِحًا اجتِماعِيًّا ودَاعِيةَ سَلامٍ ومُفكِّرًا أَخلاقِيًّا، بَرعَ فِي كُلِّ حَقلٍ أَنتَجَ فِيه، وتَميَّزَ فِي الإِبدَاعِ الأَدبِي، حتَّى أَصبَحَ مِن أَهمِّ الرِّوائِيِّينَ فِي تَارِيخِ الحَضَارةِ الإِنسَانِية.
وُلدَ الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي فِي عَامِ ١٨٢٨م فِي قَريَةِ ياسنايا بوليانا بوِلايَةِ طولا فِي روسيا، لأُسرَةٍ أَلمَانِيةِ الأَصلِ هَاجرَتْ فِي عَهدِ بطرس الأكبر، وبَرعَ أَفرَادُها فِي السِّياسةِ والفَن. انتقَلَ تولستوي فِي الخَامِسةَ عَشْرةَ إِلى مَدِينةِ قازان لِيَلتحِقَ بِجامِعَتِها مُدةَ عَامَين، دَرسَ فِيهِما بَعضَ العُلومِ وبَعضَ اللُّغاتِ الشَّرقِية، قَبلَ أَن يَنفِرَ مِنها ومِن أَخْلاقِ طُلابِها، ويَرفُضَ الدِّراسَةَ فِيها عَائِدًا إِلى قَريَتِه، لِيَدرُسَ بِنَفسِهِ مَا أَنتَجهُ عُظمَاءُ الفِكْر، أَمثَال: روسو، وهيجو، وفولتير، وديكنز، وبوشكين، وترجنيف، وشيلر، وجوته، وشَغلتْهُ فِي هَذِه الفَترَةِ أَسئِلةُ الفَلسَفةِ وقَضَايَاها.
الْتَحقَ تولستوي بالجَيشِ الرُّوسِيِّ فِي سِنِّ الثَّالِثةِ والعِشرِين، وشَارَكَ فِي حَربِ القرم، وانضَمَّ إِلى أَركَانِ حَربِ البرنس غورتشاكوف، ثُمَّ انتَقَلَ إِلى سباستبول وعُيِّنَ قَائِدًا لِفِرقةٍ مِنَ المدفَعِية. بَعدَ انتِهاءِ الخِدمَةِ العَسكَرِيةِ تَزوَّجَ مِن صوفي ابنَةِ الطَّبِيبِ الأَلمَانِيِّ بيرز، وكَانَتْ تَصغُرُه بِستَّةَ عَشَرَ عَامًا، وأَنجَبا ثَلاثَةَ عَشَرَ طِفلًا، مَاتَ خَمَسةٌ مِنهُم فِي الصِّغَر. كَانَتْ صوفي خَيرَ عَونٍ لَهُ فِي كِتابَتِه؛ فَقَد نَسخَتْ رِوايَتَهُ «الحرب والسلام» سَبْعَ مَراتٍ حتَّى كَانَتِ النُّسخَةُ الأَخِيرةُ التِي تَمَّ نَشرُها. وكَانَ زَواجُهُ سَبِيلًا لهُدُوءِ البَالِ والطُّمَأنِينَة؛ فَكانَ يُعِيدُه إِلى وَاقِعِ الحَياةِ هَربًا مِن دَوَّامةِ أَفكَارِه. كَانَتْ حَياتُهُ تتَّسِمُ بالبَساطَة، كَانَ يَعمَلُ صَيفًا مَعَ فَلاحِيهِ فِي الأَرض، ثُمَّ يَنقَطِعُ شِتاءً للتَّألِيفِ والكِتابَة. فِي ١٨٦٩م خَرَجتْ رِوايَتُه «الحرب والسلام»، وهِيَ مِن أَشهَرِ الرِّوايَاتِ عَلى الإِطْلاق، ثُمَّ تَوالَتْ أَعمَالُه مِثلَ «أنا كارنينا» و«القيامة» وغَيرِهِما. وتَوقَّفَ عَنِ التَّألِيفِ الأَدبِيِّ مُهتَمًّا بالفَلسَفةِ المَسِيحِية، حَيثُ عَارَضَ الكَنِيسةَ الأرثُوذُكسِيةَ فِي رُوسيا، ودَعا إِلى السَّلامِ وعَدمِ الاستِغلَال. ولَمْ تَتقبَّلِ الكَنِيسَةُ آرَاءَهُ التِي انتَشرَتْ سَرِيعًا، فَكفَّرتْهُ وأَعلَنَتْ حِرمَانَهُ مِن رِعايَتِها. ثُمَّ عَادَ للتَّألِيفِ فِي آخِر حَياتِه قَبلَ أَن يَموتَ بِهُدوءٍ مُتأثِّرًا بالبَردِ عَلى مَحطَّةِ قِطارٍ فِي ١٩١٠م.