كنديد
فولتير
«كُلُّ شَيءٍ سيَسيرُ إلى الأَفْضلِ في أَفْضلِ العَوالِمِ المُمكِنة.» كانَتْ تِلكَ هِيَ فَلسَفةَ التَّفاؤُلِ الشَّهِيرةَ ﻟ «ليبنتز»، التي تَلازَمَتْ — بشَكلٍ مُثِيرٍ للسُّخْريةِ — معَ حَربِ السَّنَواتِ السَّبعِ في «أُورُوبا» والزِّلْزالِ الكَارِثيِّ في «لشبونة» عامَ ١٧٥٥م؛ الأَمرُ الذي أدَّى إلى حِيرةِ فَلاسِفةِ ذَاكَ العَصرِ في كَيفِيةِ تَطبيقِ تِلكَ النَّظرةِ المُتفائِلةِ للعالَمِ على أحْداثِه الجارِية. كانَ أكْثرُهُم تَمرُّدًا وجَدَليةً هُو «فولتير» الذي بَدأَ بتَأليفِ القِطَعِ الأَدَبيةِ الساخِرةِ مِن تِلكَ الفِكْرة، ومِن أشْهرِها رِوايةُ «كنديد» التي أحْدَثتْ جَدلًا واسِعًا؛ لِمَا احتوَتْه مِنَ انتِقاداتٍ لاذِعةٍ تَحتَ سِتارٍ مِنَ السَّذاجَة. «كنديد» هُو الاسْمُ الذي اختارَهُ «فولتير» لبَطلِه الذي لُقِّنَ التَّفاؤُلَ عَلى يَدِ مُعلِّمِه «بنغلوس»، قبلَ أنْ يُطرَدَ مِن قَصرِ البارونِ ويَبدأَ رِحلتَه المُضنِية، التي تُحكَى في بِناءٍ رِوائيٍّ مُمتِعٍ يَغلِبُ عَلَيه التَّهكُّم.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٧٥٩.
- صدرت هذه الترجمة عام ١٩٥٥.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٨.
محتوى الكتاب
- الجزء الأول
- كيف نُشِّئ كَنْدِيد في قصرٍ جميل، وطُرِد منه؟
- ما حدث لكَنْدِيد بين البُلغار
- كيف نجا كَنْدِيد من البلغار وما وقع له
- كيف لاقى كَنْدِيد معلِّمه القديم في الفلسفة: الدكتور بنْغلُوس وما وقع له
- عاصفةٌ وغرقٌ وزلزلةٌ، وما وقع للدكتور بَنْغَلُوس وكَنْدِيد والتعميدي: جاك
- كيف صدر حكم تفتيشيٌّ رائع لمنع الزلازل وكيف جُلِد كَنْدِيد على أَلْيَيْه
- كيف عُنِيَتْ عجوزٌ بكَنْدِيد وكيف وَجَدَ من كان يحبُّ
- قصة كُونِيغُونْد
- ما وقَعَ لكُونِيغُونْد وكَنْدِيد وقاضي التفتيش الأكبر ولليهودي
- كيف وصل كَنْدِيد وكُونِيغُونْد والعجوز إلى قادس في كربٍ شديد، وكيف أبْحَروا
- قصة العجوز
- تكملة مصائب العجوز
- كيف اضْطُرَّ كَنْدِيد إلى الانفصال عن كُونِيغُونْد الحسناء وعن العجوز
- كيف قُبِل كَنْدِيد وكَكَنْبُو من قِبَل يسوعيِّي البراغْواي
- كيف قَتل كَنْدِيد أخا كُونِيغُونْد العزيزة؟
- ما وقع للسائحين مع فتاتين وقردين، والمتوحِّشِين الذين يُدعَون الأورِيُّون
- وصول كَنْدِيد وخادمه إلى بلد إلْدُورادو، وما شاهدا فيه
- ما شاهداه في بلد إلْدُورادُو
- ما وقعَ لهما في سورينام وكيف تعرَّف كَنْدِيد بمارْتِن؟
- ما وقع لكَنْدِيد ومارْتِن في البحر
- يدنو كَنْدِيد ومارْتِن من شواطئ فرنسة ويتحاوران
- ما وقعَ لكَنْدِيد ومارْتِن في فرنسة
- ذهاب كَنْدِيد ومارْتِن إلى شواطئ إنكلترة وما رأَيَا هنالك
- باكِت والراهب جيرُفْلِه
- زيارة الشريف البندقي السنيور بوكوكورنته
- عشاء كَنْدِيد ومارتن مع ستة من الأجانب، ومن كان هؤلاء؟
- سفر كَنْدِيد إلى الآستانة
- ما وقع لكَنْدِيد وكُونِيغُونْد وبَنْغَلُوس ومارتن … إلخ
- كيف لقي كَنْدِيد كُونِيغُونْد والعجوز؟
- الخاتمة
- الجزء الثاني
- كيف انفصل كَنْدِيد عن زمرته؟ وما نشأ عن ذلك
- ما وقع لكَنْدِيد في ذلك المنزل، وكيف خرج منه؟
- قبول كَنْدِيد في البلاط، وما عقَبَ ذلك
- ما ناله كَنْدِيد من حُظُوات جديدة، ارتقاؤه
- كيف كان كَنْدِيد أميرًا كبيرًا، ولكن مع عدم رضاه عن هذا
- ملاذُّ كَنْدِيد
- قصة زِيرْزا
- اشمئزاز كَنْدِيد، لقاءٌ غير مُنتظَر
- كَنْدِيد يفقِد حُظوته، رِحلاتٌ، مغامراتٌ
- وصول كَنْدِيد وبَنْغَلُوس إلى شاطئ بحر مرمرة، ما رأيا وما وقع لهما
- يُداوِم كَنْدِيد على رحلته، وبأية صفة
- يداوِم كَنْدِيد على أسفاره، مغامراتٌ جديدة
- قصة زِنوئيد، كيف صار كَنْدِيد عاشقًا لها، ونتائج ذلك
- دَوَام غرام كَنْدِيد
- وصول فُلهُل، سفرٌ إلى كوبنهاغ
- كيف وجد كَنْدِيد زوجته مرة أخرى، وكيف خسر خليلته
- كيف حاول كَنْدِيد أن يقتُل نفسَه من غير أن يفعل وما حدث له في إحدى الحانات
- اعتزال كَنْدِيد وكَكَنْبُو في مَلْجٍأ. ما لَقِيا فيه
- مُصادَفاتٌ جديدة
- بقية مصائب كَنْدِيد، كيف لقي خليلته ثانيةً وماذا كانت النتيجة
محتوى الكتاب
عن المؤلف
فولتير: كاتبٌ وفيلسوفٌ فَرنسي، عُرِف بنَقْده الساخِر، ودَعوتِه إلى الإصلاحِ والمُساوَاةِ والكَرامة الإنسانية، ذاعَ صِيته بسبب سُخريتِه الفلسفية الظريفة ودفاعِه عن الحريات المَدَنية، خاصةً حرية العقيدة.
وُلِد فرانسوا ماري أرويه الشهير ﺑ «فولتير» في باريس عامَ ١٦٩٤م، وتلقَّى تعليمَه في إحدى مدارس اليسوعيين، وتعلَّمَ اللغة اللاتينية، وأتقَنَ بعدَ ذلك اللغتين الإسبانية والإنجليزية. بعد نهاية دراسته أراد أن يصبح كاتبًا، على عكسِ رغبةِ أبيه الذي أراد له أن يدرس القانونَ ليتماشى مع الطبقة الأرستقراطية في باريس، فأرسَلَه والِدُه فعلًا لدراسة القانون، ونجح في إلحاقه بوظيفة سكرتير للسفير الفَرنسي بالجمهورية الهولندية، غير أن «فولتير» لم يَنتهِ عن الكتابة، وبسببها دخل في مشكلات مع السُّلطات بسبب كتاباته اللَّاذِعة المُتحمِّسة ضد الكنيسة الكاثوليكية، فتعرَّضَ على إثْر ذلك للسَّجْن بسِجْن «الباستيل» والنفي إلى «إنجلترا»، وقد تأثَّرَ كثيرًا بأجواء الحرية والحُكم الدستوري هناك، وكذلك تأثَّرَ بكُتَّاب عصره وزاد اهتمامُه بالأدب الإنجليزي.
اضْطُرَّ «فرانسوا ماري» لاتخاذ اسمٍ مستعار، فاختار «فولتير»، ويَعتبر الكثيرون أن اتخاذه هذا الاسمَ — الذي جاء بعد الفترة التي احتُجِز فيها في سِجْن الباستيل — عَلامةٌ على انفصاله الرسمي عن عائلته وماضيه.
أُجبِر عدة مرات على الخروج من «باريس»، وكان هذا سببًا في تعرُّفه على «الماركيزة دو شاتولييه» التي ساعدَتْه على جَمْع واحد وعشرين ألفًا من الكُتُب، وقد درسَا هذه الكتب معًا، وقامَا بالتجارب العِلمية معًا، فكان لها تأثيرُها الفكري المهم على حياة «فولتير».
جمعَتْه علاقةٌ وَطِيدة ﺑ «فريدريك الأكبر» ملك بروسيا، وظلت هذه العلاقة إلى أن كتب «فولتير» مقالةً هجائية في حقِّ «موبرتوي» — رئيسِ أكاديميةِ العلوم، وعالِمِ الرياضيات الفرنسي، والصديقِ المُقرَّب للملك — كانت كفيلةً بقطْعِ العلاقة، وملاحقتِه من قِبَل الملك. انتقل بعد ذلك إلى مدينة «فيروني» خارج جنيف، واشترى منزلًا كبيرًا ألَّفَ فيه الكثيرَ من الأعمال.
ترك «فولتير» الكثيرَ من الأعمال والكتابات المثيرة للجدل؛ فكانت بدايته مع رواية «أوديب» وهي أول أعماله المسرحية، ومن أعماله أيضًا الرواية الأشهر له: «التفاؤل»، ثم كان «قاموس عن الفلسفة المحمولة» أكثرَ أعماله الفلسفية أهميةً — وقد انتقد فيه الكنيسةَ الرومانية الكاثوليكية — بالإضافة إلى مسرحيته التي منعَتْها الكنيسة، وهي مسرحية «محمد» (أو «التعصُّب»).
كتب «فولتير» عدةَ مقالات في العلوم والفلسفة والاجتماع، وبصفةٍ عامة كان في أعماله الأدبية يُدِين الحربَ والتعصُّبَ الديني والظلمَ السياسي والاجتماعي، وكان لكتاباته تأثيرٌ كبير على الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية.
تُوفِّي «فولتير» عامَ ١٧٧٨م في باريس، ورفضَتِ الكنيسة إقامةَ صلاةٍ له، فَدُفِن سِرًّا في إحدى الكنائس. اعتبرته الجمعية الوطنية الفرنسية أحدَ الذين بشَّروا بالثورة الفرنسية، فجمعوا رُفاتَه وبُنِي نُصبٌ تذكاريٌّ له في مقبرة العظماء «البانثيون» عقبَ الثورة الفرنسية.