أولًا: الذاتية (الوعي الفردي)١
(١) بنية الذاتية٢
(أ) بنية الرد (الأفكار)٤
وقد استخرج هذا المخطط من «الرد» في «الأفكار» (١).
(ب) بنية التكوين «الأفكار» (٢)
ولكل جانب من الواقع بنية ثلاثية كذلك في درجات؛ الأولى الطبيعة المادية أي الطبيعة على العموم، والثانية تتخصص في المستويات الأنطولوجية لمعاني الأشياء المرئية، والثالثة تظهر من خلال إحساسات الجسد؛ فالطبيعة تمرُّ تدريجًا من الطبيعة الميتة إلى الطبيعة الحية من أجل التمهيد لتكوينها.
وتتكون الطبيعة الحية من ثلاث درجات؛ الأولى الطبيعة الحية، والثانية ظهورها من خلال الجسد، والثالثة تكوينها في الاستبطان. وهو تطور منطقي للتكوين، وهو نتيجة تكوين الجانب الأول للواقع، الطبيعة المادية، ما يدعو للدهشة هو ظهور الأنا الخالص في بداية تكوين الواقع الحي؛ إذ يكتمل تكوين الواقع الحي طبقًا لمخطط رباعي؛ فالمخطط الثلاثي الموصوف سابقًا مسبوق بظهور فجائي للأنا الخالص في بداية التكوين، وهنا يبرز سؤال: هل الأنا الخالص شرط مسبق لتكوُّن الطبيعة الحية، بسبب ظهورها المباغت خارج أي سياق منطقي، أو إنها نتيجة للتكوين الذي يظهر أخيرًا، والذي يمهد لقدوم تكوين عالم الروح؟ يدعم الافتراض الأول نظام المخطط الرباعي لتكوين الطبيعة الحية، بينما يدعم الافتراض الثاني الاستنتاج المنطقي.
وتكوين عالم الروح ثلاثي أيضًا مستبدلًا بلفظ «طبيعة» المستعمل في تكوين الجانبين الأوليين للواقع، المادي والحي، لفظ «عالم»، وهذا يبين الانقطاع الجذري بين الطبيعة المادية أو الحية من ناحية وعالم الروح من ناحية أخرى، ويبدو هذا الانقطاع على ثلاث درجات؛ الأولى: التعارض بين العالم الطبيعي والعالم الشخصي، والثانية: الباعث هو المحرك الأول في عالم الروح، والثالثة: الصدارة على العالم الطبيعي.
ومخطط بنية الشعور في «الأفكار» (٢) تُطابِق بنية الشعور في «الأفكار» (١)، ولكن في الطريق العكسي؛ فإذا بدأ الجزء الثاني بالطبيعة المادية ثم الطبيعة الحية وأخيرًا عالم الروح، فإن الجزء الأول يبدأ بمنطقة الشعور الخالص ثم عالم الموجودات الحية (العالم الإنساني)، وأخيرًا عالم الأشياء (العالم الطبيعي).
(ﺟ) بنية منهج الإيضاح «الأفكار» (٣)
وبعد «الرد» و«التكوين» هناك أيضًا «منهج الإيضاح». ودفعًا للأشياء قليلًا تحتوي «الأفكار» (٣) على قسمة ثلاثية: الظاهريات، وعلم النفس، والأنطولوجيا. ويُطابق هذا المخطط المخططين السابقين في «الأفكار» (١) و«الأفكار» (٢). تطابق الظاهريات منطقة الشعور الخالص، ويطابق علم النفس منطقة عالم الموجودات الحية، وتطابق الأنطولوجيا عالم الأشياء.
(٢) تطور الذاتية٢٨
يظهر تطور الذاتية أساسًا في مجموع الأعمال المنطقية، وتتضمن «بحوث منطقية» حركة صاعدة من النزعة النفسية إلى المعطى الحي القصدي، ويشير «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» إلى معركة هابطة من الصوري إلى الترنسندنتالي، ومهمة «التجربة والحكم» تأسيس الحكم ابتداءً من العالم ما قبل الحمل المنطقي؛ ومن ثَم تكون الثلاثية المنطقية على النحو التالي:
(أ) الحركة الصاعدة «بحوث منطقية»٣٠
(ب) الحركة النازلة «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي»٣٨
يشير العنوان «المنطق الصوري والمنطق الترنسندنتالي» إلى هذه الحركة النازلة من الصورة الخالصة إلى الشعور الحي، كما يبين تحول المنطق الصوري إلى منطق شعوري، وتحول الموضوعية الصورية إلى موضوعية واقعية، العنوان إذَن يشير سلفًا إلى قاعدة في المنهج الظاهرياتي وهي التحول من الصوري إلى الترنسندنتالي.