تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط
يوسف كرم
يتناول الكتاب مرحلةً هامَّة من تاريخ الفلسفة، ألا وهي الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، وقد استهلَّ الكاتبُ كتابَهُ بمقدِّمةٍ أجلى فيها المراحل التي مرَّت بها الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط، والتي عُرِفَتْ – آنذاك – باسم «الفلسفة المدرسية». وقد قَسَّم الكتاب إلى أبوابٍ وفصول عرضت الملامح التي تألَّفَت منها تلك المرحلة الجذرية من تاريخ الفلسفة؛ فتناول في الباب الأول الأعلام الفلسفية الرائدة والمُمَيِّزَةِ لتلك الفترة، وتطرَّق في الباب الثاني إلى العصر الممتد من النهضة التي بعثها شارلمان في الربع الأخير من القرن الثامن إلى نهاية القرن الثاني عشر، وما اتَّسم به هذا العصر من ازدهار للحركة العلمية. ثم انتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن انفصال المدارس عن السلطة الأُسقفية، والثورة على المعاني المجردة والنزوع إلى الواقع التجريبي.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ١٩٤٦.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠١٤.
محتوى الكتاب
- تصدير
- تنبيهات
- مقدمة
- الباب الأول: روَّاد: من القرن الرابع إلى القرن التاسع
- أوائل نقلة الفلسفة اليونانية إلى اللاتينية
- القديس أوغسطين
- ديونيسيوس
- بوبسر
- الباب الثاني: تكوين الفلسفة المدرسية: من القرن التاسع إلى الثالث عشر
- تنظيم التعليم
- جدليون ولاهوتيون
- مترجمون
- فلاسفة
- الباب الثالث: أوج الفلسفة المدرسية: القرن الثالث عشر
- نشأة الجامعات
- مترجمون
- جيوم دوفرني (؟–١٢٤٩)
- ألكسندر أوف هاليس
- القديس بونافنتورا
- روبرت جروستيت
- روجر بيكون
- القديس ألبرت الأكبر
- القديس توما الأكويني
- سيجر دي برابان
- ريمون لول
- الباب الرابع: الدور الأخير: القرن الرابع عشر
- إيكارت
- جون دنس سكوت
- وليم أوف أوكام
- الاسميون الباريسيون
- مراجع
محتوى الكتاب
عن المؤلف
يوسف كرم: هو مفكرٌ ومؤرخٌ وفيلسوفٌ مصري، أضاءَ غُرَّةَ التاريخِ الفلسفيِّ بمذهبِه العقلي؛ وشغلَ مَنْزلةً مرموقةً بينَ المثقفينَ المصريين، واضطلعَ بمهمةِ دراسةِ الفكرِ الفلسفيِّ الغربي؛ فلم يتركْ حِقبةً في تاريخِه إلا وكتبَ عنها، وهو يُعدُّ واحدًا من أبرزِ مؤسِّسي الفكرِ الفلسفيِّ في الوطنِ العربي.
وُلِدَ «يوسف بطرس كرم» في مدينةِ طنطا عامَ ١٨٨٦م، وهو لبنانيُّ الأصل، مارونيُّ الطائفة، وينتمي إلى قريةِ «إهدن» اللبنانية، وتنتمي دماءُ نَسبِه لأبوَيْنِ مسيحيَّينِ هاجَرَا من لبنانَ واستوطنا مصر، حيث التحقَ كرم هناكَ بالقسمِ الابتدائيِّ بمدرسةِ سان جورج بطنطا، وحصلَ فيها على الشهادتَينِ الابتدائيةِ والثانوية، ثم انتقلَ بعدَ ذلك إلى مدرسةِ القديسِ لويس.
اشتغلَ كرم موظفًا بالبنكِ الأهليِّ ليساعدَ عائلتَه الفقيرةَ في بداياتِ الحربِ العالَمية، ثم ما لبِثَ أنْ تركَ وظيفتَه وسافرَ إلى باريسَ ليدرُسَ الفلسفة، وليحصلَ على دبلومِ الدراساتِ العليا مِنَ السوربون عامَ ١٩١٧م، وقد عُيِّنَ بمقتضى هذه الشهادةِ مدرِّسًا للفلسفةِ في مدرسةٍ ثانويةٍ فرنسية. عادَ بعد ذلك إلى مصرَ عامَ ١٩١٩م، حيثُ طلَبَ منه الدكتورُ طه حسين أن يُعلِيَ لواءَ الفلسفةِ بتدريسِه لها في الجامعاتِ المصرية، واستجابةً لذلك المَطْلبِ عمِلَ أستاذًا للفلسفةِ في جامعتَيِ القاهرةِ والإسكندرية. وقد أثرى كرم حقلَ الدراساتِ الفلسفيةِ بالعديدِ مِنَ المؤلَّفاتِ التي انقسمتْ إلى قسمَين: مؤلَّفاتٍ في الفلسفةِ التاريخيةِ مثل «تاريخ الفلسفةِ اليونانية» و«تاريخ الفلسفةِ الحديثة»، ومؤلَّفاتٍ فلسفيةٍ مثل «الطبيعة وما بعدَ الطبيعة»، و«العقل والوجود».
ويُعَدُّ من وجهةِ نظرِ زملائِه علَامةً أضاءتْ مَفْرِقَ تدريسِ الفلسفةِ الغربيةِ الحديثةِ في العالمِ العربي، وقد قالَ عنه صديقُه الدكتورُ محمد يوسف موسى: «إنه يتطلَّعُ من صميمِ ذاتِه للعودةِ إلى اللهِ خالقِه، وكلُّ الفلسفاتِ التي تتنكَّرُ لهذا يَراها مُصابةً بالعُقمِ الذي كان مصيرَها على مرِّ الأجيال.» وقد تُوفِّيَ عامَ ١٩٥٩م مخلِّفًا وراءَهُ تُراثًا زاخرًا بالعطاءِ الفلسفيِّ والفكري.