ثناء على الكتاب
بصفتي أبًا، عندما حان وقت التحاق ابنتي بالمدرسة أضنَتْني كلُّ المزاعم الشائعة عن التعليم، ثم صُدِمْتُ من مقدار الزيف الذي تتَّسم به المزاعم والنظريات المختلفة المتعلِّقة بأفضل طريقة تعليمية، ولم أعرف لِمَن ألجأ لأن كل الخبراء بَدَوْا مناقضين بعضهم بعضًا. أتمنى لو كان لديَّ هذا الكتاب الذي يمثِّل دليلَ دان ويلينجهام للأشخاص المحتارين في اختيار النظام التعليمي المناسب، عندما كنتُ أحاول تفقُّدَ هذا الكمِّ الهائل من الأفكار. لقد أوضح باختصارٍ المصطلحاتِ الغامضةَ كي يكشف لنا ما نعلمه وما لا نعلمه عن التعليم. لا بد أن يقرأ هذا الكتابَ الآباءُ، والمعلِّمون، وصنَّاعُ السياسات على حدٍّ سواء.
يوجد الكثير من الأطروحات عن تحسين التعليم، لكن في أغلب الأحيان يتأجَّج الجدلُ المحتدم بفعل آراء سابقة التصوُّر بدلًا من أدلة دامغة عن الأمور الفعَّالة حقًّا، ودان ويلينجهام مُصِرٌّ على تغيير ذلك. وفي هذا الكتاب المهم المدروس بعنايةٍ، يعلِّمنا كيف نقيِّم الأبحاث التعليمية في ظلِّ إيمانٍ صادقٍ بأنَّ مِن شأنِ زيادةِ المعرفة وتقليلِ حدة الانفعال أنْ يفيدا النقاشَ الدائر.
جرَتِ العادة أن تبرِّر عبارة «تقول الأبحاث» تقريبًا كلَّ ممارسةٍ في التعليم المعاصر، بما في ذلك تلك الممارسات التي لا يدعمها إلا قدرٌ قليل للغاية من الأدلة التجريبية الحقيقية؛ ومن ثَمَّ فإن الأشخاص الذين يرغبون في أن تكون ممارَسةُ الفصل مستنيرةً ومحسنةً اعتمادًا على البيانات، قد يجدون أنفسهم يتساءلون: «ما الذي تخبرنا به أفضل الأبحاث؟» وأيضًا: «كيف نميِّز بين العلمِ الحقيقي والعلمِ الزائف؟» لحُسْن الحظ، كتب دان ويلينجهام — وهو في رأيي أفضلُ متخصِّصي مجالِ علم النفس المعرفي من حيث التبصُّر وسهولة قراءة ما يكتبه — هذا الكتاب الذي يمكن أن يساعد المعلمين، وتقريبًا الجميع، في فهم الفرق بين الأمرين.
يقدِّم أحدثُ كتبِ ويلينجهام إسهامًا مهمًّا لمناقشاتنا المدرسية التي أصابها الركود؛ بأسلوب واضح وتدريجي يعلِّمنا كيف نستخدم الأدلة والعقل في فهم ماهيةِ الأبحاث التعليمية الجيدة، وطريقةِ تحديد الأبحاث المخادعة منها، وطرقِ التمييز بين الحقيقة والخيال. إنه كتاب لا بد أن يقرأه صنَّاعُ السياسات، والممارسون، والآباء والأمهات.
كتاب حكيم مكتوب على نحوٍ مشوِّقٍ يتناول موضوعًا مهمًّا. إذا كنتَ ترى أن التعليم مجالٌ يعتمد على الأدلة، فسيكون من المفيد لك قراءة هذا الكتاب. إذا كنتَ تعتقد أن التعليم فنٌّ لا يخضع للعلم، فمن الضروري أن تقرأ هذا الكتاب.