الملكة «توسرت»
معبد «توسرت» الجنازي
ويُلاحَظ أنها قد نظمت نقش طغرائها بمهارة ليشبه طغراء جدها العظيم «رعمسيس الثاني» «وسرماعت رع». وقد كُتب طغراؤها الثاني بأربعة أشكال، غير أنها كلها بقراءة واحدة: «ست رع» «محبوب آمون»، وهذه الملكة قد ظهرت في تاريخ «مانيتون» باسم «توريس» وحكمت سبع سنوات. وهذا يتفق مع الاستراكون التي وُجدت باسمها المؤرخة بالسنة الثامنة كما ذكرنا على وجه التقريب.
ومن الطريف ما يُقال من أن سقوط «طروادة» كان في عهدها، وهذا دليل — إن صح — له قيمته عن مقدار ما لتواريخ «مانيتون» من الصحة.
ولم تحدِّثنا الآثار عن كيفية انتهاء حكم هذه الملكة، غير أننا نعلم من نقوش «رعمسيس الثالث» أن البلاد قد وقعت في فوضى وانحلال وسوء نظام أدت إلى تسلط رجل آسيوي من دم غير ملكي على البلاد وهو «إرسو»، إلى أن جاء والد «رعمسيس» العظيم «ستنخت» وأنقذها مما حل بها من مصائب وويلات، ودرج بها نحو العلا مرة أخرى بفضل خلفه العظيم «رعمسيس الثالث» الذي أحيا مجد البلاد، وناضل عن استقلالها في فترة من أحرج الفترات في تاريخ أرض الكنانة.
وقبرها في «جبانة وادي الملوك»، وهو الذي اغتصبه «ستنخت» لنفسه، وسنتحدث عنه فيما بعد.