حصار الزمن: الحاضر (إشكالات): الجزء الأول
حسن حنفي
- علوم اجتماعية
- ١٧٥٬١٥٨ كلمة
«هناك حنينٌ إلى الماضي عند كل التيَّارات السياسية الرئيسية التي تُعبِّر عن تعدُّد الثقافة السياسية؛ حنينُ الإسلاميين إلى عصر الخلافة الراشدة، وحنينُ الليبراليين إلى ثورة ١٩١٩، وحنينُ القوميين إلى العهد الناصري، وحنينُ الماركسيين إلى الأُمَمية الأولى التي ورثتها العَولمة، ولا أحدَ يحنُّ إلى الحاضر.»
عبْرَ طرحٍ وتفكيكٍ لمجموعةٍ من الإشكالات النظرية التي يَعتلُّ بها حاضرُنا، يبدأ الدكتور «حسن حنفي» سلسلتَه تلك، محاوِلًا التمهيدَ والعرض لما سيتبع من أفكار؛ فبدأ بإشكالِ تحليل الخطاب ومدى فعالية تحليل المضمون في فَهْم حضارتنا، ومن ثَم أنفُسنا، ثم إشكاليةِ فقر الإبداع الفلسفي العربي ودورها في تغذية جذور القهر والاستبداد، مُسلِّطًا الضوءَ بالتبعية على أزمة الإسلام السياسي في الخروج من الإطار النظري إلى المجال العام، وعلاقتِه بالعَولمة وحوار الحضارات، ودورِ الإسلام الآسيوي الحضاري في الحوار والتعايش الثقافي، مُنتهيًا بعلاقة الثقافة بالسُّلطة وتأثير كلٍّ منهما على الآخَر، ودورها المقاوِم الذي غاب عن الوطن العربي لعقود.
أرَّقت أزماتُ الوطن العربي عقلَ المفكِّر «حسن حنفي»، فشغَلت وقتَه وملأت ذهنَه حتى جعَل تفكيكَها وتحليلها مشروعًا لا ينتهي، وتأتي سلسلة «حصار الزمن» تعبيرًا منه عن الموقف الحضاري الذي تعيشه الثقافةُ العربية، وانحسارها بين ماضٍ مقطوع، وحاضرٍ قد ركب قطارَ الزمن السريع، ومستقبلٍ لا تملك فيه من أمرها شيئًا.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور حسن حنفي.
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
- صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٤.
- صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٣.
محتوى الكتاب
- الإهداء
- الفصل الأول: إشكالات نظرية
- تحليل الخطاب
- من اللغة إلى الفكر
- المنهج الفلسفي
- إشكالية التأويل
- الفصل الثاني: الفلسفة في مصر والوطن العربي
- أزمة الإبداع الفلسفي في مصر
- الفلسفة في الوطن العربي في مائة عام
- المصادر الفكرية للعقلانية في الفكر العربي المعاصر
- مستقبل الفكر الفلسفي العربي في عالم متغير
- هل تستطيع الفلسفة أن تنزع جذور القهر والتسلط من الوجدان العربي المعاصر؟
- نحو تنوير عربي جديد
- دور الموروث الثقافي في تحقيق الوفاق العربي
- الفصل الثالث: الجمال والمأثورات الشعبية
- الفنون البصرية أم السمعية، أيهما أقرب إلى الذوق العربي؟
- عالم الأشياء أم عالم الصور؟
- العقائد الدينية في الأمثال العامية
- صورة المرأة في الأمثال العامية المصرية
- الفصل الرابع: الإسلام السياسي
- الإسلام السياسي بين الفكر والممارسة
- الدين والشرعية السياسية
- المؤسسات والحركات الدينية في مصر
- الإحياء الديني: كيف يخدم التقدم حقًّا؟
- مستقبل المنطقة العربية والمتغيرات الدولية
- الفصل الخامس: حوار الحضارات
- الحوار مع الذات
- صراع الحضارات أم حوار الثقافات؟
- الإسلام والعولمة
- الثقافة العربية بين العولمة والخصوصية
- الدور الحضاري الإسلامي الآسيوي
- الحوار والتعايش الثقافي
- الفصل السادس: الثقافة والمقاومة
- من ثقافة السلطة إلى سلطة الثقافة
- ثقافة المقاومة
- مصر تتحدث عن نفسها
- الثقافة السياسية للخارجية المصرية
محتوى الكتاب
عن المؤلف
حسن حنفي: مُفكِّرٌ وفَيلسُوفٌ مِصري، له العديدُ مِنَ الإسهاماتِ الفِكريةِ في تطوُّرِ الفكرِ العربيِّ الفَلسفي، وصاحبُ مشروعٍ فَلسفيٍّ مُتكامِل.
وُلِدَ حسن حنفي بالقاهرةِ عامَ ١٩٣٥م، وحصَلَ على ليسانسِ الآدابِ بقِسمِ الفلسفةِ عامَ ١٩٥٦م، ثُمَّ سافَرَ إلى فرنسا على نفقتِهِ الخاصَّة، وحصَلَ على الدكتوراه في الفلسَفةِ مِن جامعةِ السوربون. رأَسَ قسمَ الفلسفةِ بكليةِ الآدابِ جامِعةِ القاهِرة، وكانَ مَحطَّ اهتمامِ العديدِ مِن الجامعاتِ العربيَّةِ والعالَميَّة؛ حيثُ درَّسَ بعدَّةِ جامِعاتٍ في المَغربِ وتونسَ والجزائرِ وألمانيا وأمريكا واليابان.
انصبَّ جُلُّ اهتمامِ الدكتور حسن حنفي على قضيَّةِ «التراثِ والتَّجديد». يَنقسِمُ مشروعُهُ الأكبرُ إلى ثلاثَةِ مُستويات: يُخاطبُ الأولُ منها المُتخصِّصين، وقد حرصَ ألَّا يُغادرَ أروِقةَ الجامعاتِ والمعاهِدِ العِلمية؛ والثاني للفَلاسفةِ والمُثقَّفين، بغرضِ نشرِ الوعْيِ الفَلسفيِّ وبيانِ أثرِ المشروعِ في الثَّقافة؛ والأخيرُ للعامَّة، بغرضِ تَحويلِ المَشروعِ إلى ثقافةٍ شعبيَّةٍ سياسيَّة.
للدكتور حسن حنفي العديدُ من المُؤلَّفاتِ تحتَ مظلَّةِ مَشروعِهِ «التراث والتجديد»؛ منها: «نماذج مِن الفلسفةِ المسيحيَّةِ في العصرِ الوسيط»، و«اليَسار الإسلامي»، و«مُقدمة في عِلمِ الاستغراب»، و«مِنَ العقيدةِ إلى الثَّوْرة»، و«مِنَ الفناءِ إلى البقاء».
حصلَ الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائزَ في مِصرَ وخارِجَها، مثل: جائزةِ الدولةِ التقديريةِ في العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠٠٩م، وجائزةِ النِّيلِ فرعِ العلومِ الاجتماعيةِ ٢٠١٥م، وجائزةِ المُفكِّرِ الحرِّ من بولندا وتسلَّمَها مِن رئيسِ البلادِ رسميًّا.
وعكف الدكتور حسن حنفي بقية حياته على كتابةِ الأجزاءِ النهائيةِ من مَشروعِهِ «التراث والتجديد» بمَكتبتِهِ التي أنشَأَها في بيتِه.
رحل الدكتور حسن حنفي عن دنيانا في ٢١ أكتوبر عام ٢٠٢١ عن عمرٍ يناهز ٨٦ عامًا تاركًا خلفه إرثًا فكريًا عظيمًا ومشروعًا فلسفيًا ثريًا سيظل علامةً بارزة في تاريخ الفكر العربي الحديث.